كشفت صحيفة قطرية عن انطلاق الأعمال الإنشائية التنفيذية لتشييد جسر البحرين - قطر (جسر المحبة) الذي يعد أضخم مشروع خليجي وأطول جسر معلق في العالم.
ونشرت صحيفة «الرؤية الاقتصادية» في عددها الصادر أمس الأحد (24 أبريل/ نيسان 2011) تقريراً مفصلاً أوضحت فيه «أن آليات ثقيلة ورافعات وحفارات عملاقة بدأت أعمالها في منطقة لا تبعد كثيراً عن رأس عشيرج نقطة انطلاق جسر قطر - البحرين من على الجانب القطري.
وسيتم تجهيز هذه المنطقة لإعداد الخرسانة والإمدادات الأخرى المتعلقة ببدء تشييد الجسر الذي يمتد فوق سطح البحر من الساحل القطري ولغاية البحرين مسافة تزيد على 40 كيلومتراً، وبتكاليف أولية ستتجاوز 6 مليارات دولار.
الوسط - المحرر السياسي
كشفت صحيفة قطرية عن انطلاق الأعمال الإنشائية التنفيذية لبناء جسر البحرين - قطر الذي يعد أضخم مشروع خليجي وأطول جسر معلق في العالم.
ونشرت صحيفة «الرؤية الاقتصادية» أمس الأحد (24 أبريل/ نيسان 2011) تقريراً مفصلاً أشارت فيه إلى «انه وبعد سنوات طويلة من الانتظار والاستعدادات والاجتماعات والتحضيرات التي توقفت مراراً، انطلقت الأعمال الإنشائية التنفيذية لبناء أضخم مشروع خليجي وأطول جسر معلق في العالم، فقبل بضعة أسابيع فقط، بدأت آليات ثقيلة ورافعات وحفارات عملاقة أعمالها في منطقة لا تبعد كثيراً عن رأس عشيرج نقطة انطلاق جسر قطر - البحرين من على الجانب القطري، حيث سيتم تجهيز هذه المنطقة لإعداد الخرسانة والإمدادات الأخرى المتعلقة ببدء بناء الجسر الذي يمتد فوق سطح البحر من الساحل القطري ولغاية البحرين مسافة تزيد على 40 كيلومتراً، وبتكاليف أولية تربو على 6 مليارات دولار.
ونقلت «الرؤية الاقتصادية» عن مصادر واسعة الاطلاع أن الموقع الذي يتم تجهيزه لأعمال الخرسانة يبعد نحو خمسة كيلومترات عن منطقة الزبارة، وسيشهد بناء سكن للعمال في المشروع الذي سيعمل فيه نحو ثلاثة آلاف عامل. وتقوم مؤسسة «جسر قطر والبحرين»، المسئولة عن المشروع حالياً، بالإشراف المباشر على هذه الأعمال.
ويتمثل دور هذه المؤسسة «جسر قطر والبحرين» بشكل عام في الإشراف على إنشاء وإدارة الجسر ومنطقته، وتشغيل وصيانة الجسر ومنطقته، واستثمار الجسر ومنطقته.
وتحدثت المصادر وفقاً للصحيفة عن نقل بعض المزارع والملكيات الخاصة في الموقع وغيره من المواقع الأخرى القريبة من المنطقة، وذلك تنفيذاً لمتطلبات أعمال تجهيزات انطلاق مرحلة البناء.
وكانت دولة قطر ومملكة البحرين وقعتا اتفاقية إنشاء الجسر المشترك في العام 2006، لكن المشروع أعلن عنه لأول مرة في العام 2001.
ويتكون مشروع الجسر من مسارين للحركة المرورية ومسار آخر للطوارئ، فضلاً عن مساحات مخصصة لنقل خطوط الخدمات الأساسية في كل اتجاه، فيما ستتم تهيئة الجسر لإمكانية إيصاله بمشروع السكك الحديد الخليجية المستقبلي أو قطار الخليج.
ومن المنتظر وفقاً للشركات التي صممت مشروع الجسر، أن يتم استعمال نحو 5.6 ملايين متر مكعب من الصخور لإنجاز المشروع، إضافة إلى نحو 11.3 مليون متر مكعب من الرمال، و650 ألف متر مكعب من الخرسانة.
كما سيحتاج إنشاء الجسر إلى 118 ألف طن من قضبان التسليح، و840 طناً من الحديد لحمل الجسر، و274 متراً مكعباً من التربة التي سيتم وضعها أسفل الطرق، فضلاً عن استعمال نحو 691 ألف متر مربع من الأقمشة المانعة لتسرب التربة، و1.4 مليون متر مربع من الأسفلت لتعبيد الطرق، بالإضافة إلى 201 ألف متر من الحواجز للسلامة.
وفي حال إنجازه خلال الأعوام الخمسة المقبلة كما هو مخطط، سيكون جسر قطر والبحرين أطول جسر معلق على مستوى العالم. ويقع حالياً أطول جسر معلق بالعالم في الصين، وهو جسر «بونجاي» الذي يبلغ طوله 32.5 كيلومتراً.
ومن بين أبرز مقاولي مشروع جسر قطر البحرين، تحالف يضم «فينسي» الفرنسية و «هوكتيف» الألمانية (يملك جهاز قطر للاستثمار 10 في المئة من أسهمها)، و «الديار القطرية للاستثمار العقاري»، وشركة «اتحاد المقاولين».
وجرت تعديلات على تصميمات الجسر أكثر من مرة، بعد أن تحقق المقاولون من أن نسبة الانحدار في المسار ستكون شديدة وغير مناسبة لخطوط سكك الحديد التي تمت إضافتها. وتضمنت التصاميم القديمة نسبة تدرج تبلغ 3 في المئة للوصول إلى ارتفاع 40 متراً، غير أن القطارات لا تستطيع أن تتجاوز نسبة 1.2 في المئة كحد أقصى، ما أدى إلى مراجعة هذه التصميمات.
وكانت شركة «كوي» الدنماركية وضعت التصاميم الأولية للجسر، واختير التصميم الذي تم اعتماده من بين عشرة خيارات.
ومن المقرر أن يكون جسر قطر مكوناً أساسياً ضمن خطط تطوير البنية التحتية لخطوط المواصلات بين دول مجلس التعاون الخليجي، كما يعد من أهم المشاريع الحيوية التي يتوقع أن تضيف الكثير إلى عملية التنمية بين قطر والبحرين خصوصاً، وبين دول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام، بعدما أضيف إلى المشروع مسار شبكة قطار الخليج المتوقع إنجازه بحلول العام 2017.
وفضلاً عن ذلك، سيمثل مشروع الجسر صلة وصل بين المنطقة الشرقية في السعودية وقطر عبر البحرين، ما سيسهل تنقل السكان والبضائع ويعزز حركة السياحة بين المناطق الثلاث. وبعد تشييد الجسر، سيتم اختزال زمن الرحلة من الدمام في السعودية إلى الدوحة من 4 ساعات حالياً إلى أقل من ساعتين.
يُذكر أن المسافر من المنامة إلى الدوحة سيستطيع قطع المسافة بنحو ساعة ونصف الساعة، إذا سار بسرعة 80 كيلومتراً في الساعة، وإذا أخذ بعين الاعتبار المسافة التي تربط بين طرف الجسر على الجانب القطري ومدينة الدوحة، والبالغة نحو 70 كيلومتراً.
وتبرز أهمية جسر البحرين قطر من كونه أحد أكبر المشروعات العملاقة على مستوى العالم، كما سيكون الجسر جاهزاً للربط الكهربائي الخليجي وأنابيب النفط والغاز، حيث طلبت «الهيئة الوطنية للنفط والغاز» البحرينية توفير أنبوبين يصل اتساع الواحد منهما إلى 800 ملم، وغيرها من الخدمات الأساسية والخدمات ذات الصلة.
يُذكر أن أكثر من نصف الجسر سيكون معلقاً فوق مستوى البحر، والباقي سيمتد فوق أراض مستصلحة، فيما تبلغ أعلى نقطة نحو 40 متراً. وتتوقع دراسات حديثة أن يصل عدد السيارات التي ستعبر الجسر عقب إنشائه إلى 5 آلاف مركبة يومياً، وسترتفع إلى نحو 12 ألفاً بحلول العام 2050.
وبشكل متزامن مع بدء أعمال بناء مشروع جسر قطر البحرين، بدأت بوادر انتعاش تشهدها أسعار الأراضي في منطقة رأس عشيرج والمناطق القريبة والمجاورة، كما بدأت تلك المناطق تعرف حركة عمرانية نشطة.
وبدأت الطريق المؤدية إلى منطقة بناء أعمال الجسر، شمال قطر، تشهد تغيرات غير مألوفة، فيما يبلغ طول الطريق التي تمتد إلى مدينة الرويس التي تقع فيها منطقة رأس عشيرج نحو 130 كيلومتراً.
ويعتقد خبراء عقاريون أن مشروع جسر قطر والبحرين سيضيف بعداً استراتيجياً إلى الاقتصاد القطري والبحريني والخليجي أيضاً، وسيساهم بشكل كبير في انتعاش الحركة العمرانية في قطر والبحرين والارتقاء بها إلى مستويات قياسية.
ويقدر هؤلاء الخبراء حجم الاستثمارات والمشروعات العقارية التي يتوقع أن يستقطبها مشروع جسر قطر والبحرين بنحو 25 مليار دولار على جانبيه، فضلاً عن أن المشروع سيخلق شراكات وتحالفات كبيرة بين مختلف الشركات القطرية والبحرينية خصوصاً، والخليجية بشكل عام.
وهناك أصحاب أعمال ومستثمرون قطريون وخليجيون بدأوا يظهرون اهتماماً كبيراً بهذا الجسر، حيث بدأ بعضهم يحجز أراضي على طول الطريق، الأمر الذي سيساهم في رفع أسعارها بمعدلات كبيرة.
وبدأت بالفعل شركات قطرية كبيرة وأخرى تتخذ من الدوحة مقراً لها شراء قطع أراض على الطريق المؤدية إلى الجسر وفي منطقة الرويس لافتتاح فروع لها هناك، الأمر الذي بدأ يؤدي إلى رفع أسعار الأراضي.
وأخيراً، أعلن «مصرف قطر الإسلامي» ومجموعة «الفطيم» عن إطلاق المرحلة الأولى من مشروع «دوحة فيستيفال سيتي» الذي يقع على طريق الشمال، وبتكلفة تصل إلى 6 مليارات ريال، أي ما يعادل 1.64 مليار دولار. وقد تم تعيين المهندسين الاستشاريين والمعماريين للمشروع الذي من المنتظر اكتمال مرحلته الأولى في النصف الثاني من العام المقبل، على أن تكتمل المرحلة الثانية بحلول العام 2014.
وينفذ مشروع «دوحة فيستيفال سيتي» الذي يعد الأول من نوعه في قطر، على مساحة 434 ألف متر مربع.
وتتراوح أسعار القدم المربعة من الأراضي التجارية التي تقع على طريق الجسر حالياً ما بين 150 و500 ريال قطري، في حين تتراوح أسعار الأراضي السكنية بين 35 و150 ريال للقدم المربعة
العدد 3152 - الأحد 24 أبريل 2011م الموافق 21 جمادى الأولى 1432هـ