أصدر مختبر السرديات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك بالدار البيضاء/ المغرب ضمن منشوراته السنوية، كتاباً جديداً بعنوان « اسبانيا بعيون الرحالين المغاربة «؛ وهو كتاب جماعي شارك فيه كل من : وفاء العجوري، سليمان القرشي، شعيب حليفي، عبد الهادي التازي، محمد رزوق، عبد المنعم بونو، محمد معروف الدفالي، عبد الرحيم المودن، بوشعيب الساوري ، وليد السليماني.
وقد جاء في تقديم الكتاب الذي أشرف تحريره وتنسيق أشغاله شعيب حليفي :
يُجمعُ الباحثون أنَّ الرحلة عموماً قد حققت، في شغفها وافتتانها باختراق العوالم المجهولة أو المعلومة، دوراً هاماً ولافتاً في تأسيس ثقافة حوارية عبر جنس تعبيري متشكل من إرث متعدد المصادر والمرجعيات، نسميه السماد الثقافي الذي يشكل خلفيَّة الكتابة ويثوي بداخله مختلف التلقيات الثقافية والأسطورية والغيبية والعقائدية والمسموعات والمشاهدات... ممَّا مكََّنَ الرحلة من التفاعل والتنوع، سواءً في نوعيات كُتاب الرحلات أو في تطورية المكونات البنائية واستمرارية التلقي حتى أصبحت الرحلة مُلتقى دينامياً لأشكال تنتمي إلى العلوم الإنسانية، متضمنة خبرات وتجارب إلى جانب أساليب وتخيلات واستيهامات تحولت إلى «حقائق» وإدراك ضمن بنية ثقافية.
وتأسيساً على هذا، يعكس كاتب الرحلة تلك الهجنة، فهو مؤرخ وجغرافي وأديب وفقيه وسفير وسياسي وكاتب في ديوان... الأمر الذي أتاح لهذه النصوص أن تأخذ أكثر من طابع وأسلوب في شكل رسائل وتقارير وأخبار وخيالات... يختلف متلقوها بين الخاص والعام، كما يختلف شكل التلقي والتأويل لتلك الرؤى المحمولة عبر السرود والأوصاف والتعليقات ضمن بنية النسق المهيمن واتجاهاته.
في هذا السياق يأتي هذا الكتاب الذي يعكس، في دراساته، صورة إسبانيا خلال قرون ومراحل تاريخية تتشابك مع الثقافي والسياسي من خلال نصوص رحلية تحتفظ بقدرتها على الإدهاش، لأنها مِرآة الأعاجيب إلى جانب كونها سجلاً في التاريخ والأفكار مع عدد من الرحالة الذين زاروا الأندلس/ إسبانيا ودونوا مشاهداتهم التي تستوقف اليوم الباحثين للنظر في تفاصيلها المتنوعة
العدد 3133 - الثلثاء 05 أبريل 2011م الموافق 02 جمادى الأولى 1432هـ