أود أن استهل حديثي بالتعبير يقينا عن شكرنا لرئيس الوزراء ووزير الخارجية وكامل الحكومة (البريطانية) على استضافة هذا المؤتمر الهام. لقد اختتمت للتو يوما حافلا من العمل الذي شمل طائفة من المسائل، مع مجموعة كبيرة من نظرائي.
بدأت يومي بلقاء مع الدكتور جبريل وممثلين آخرين عن المجلس الانتقالي الوطني الليبي للاستماع إلى تصوراتهم للوضع في ليبيا. وتحدثنا عن جهودنا لحماية المدنيين وتلبية الاحتياجات الإنسانية، وعن العملية العسكرية الجارية للائتلاف دعما للقرار 1973. وبحثنا أيضا الحاجة لحل سياسي وانتقال في ليبيا وكررت دعم الولايات المتحدة، نيابة عن الرئيس أوباما، للتطلعات المشروعة للشعب الليبي والتزامنا بمساعدته على تحقيق تلك التطلعات.
وأتيحت لي الفرصة كذلك للاجتماع برئيس الوزراء كاميرون ووزير الخارجية هيغ. وعبرت عن امتنان الولايات المتحدة للقيادة الحاسمة التي أظهرتها المملكة المتحدة في حشد رد دولي فاعل على الأزمة في ليبيا. وقد تشاورنا حول المسار قدما والجوانب العسكرية والسياسية والإنسانية، كما تطرقنا إلى الأحداث والاتجاهات الأعم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجهودنا المشتركة في كل من أفغانستان وباكستان.
وسنحت لي الفرصة كذلك للتشاور مع عدد من نظرائي الآخرين بخصوص ليبيا لأن مؤتمر هذا اليوم يجري في لحظة تحول وذلك مع تولي حلف ناتو قيادة مهمة الائتلاف، وهي مهمة ستواصل الولايات المتحدة لعب دور نشط ومساند فيها. وقد أعلن عدد من شركائنا في الائتلاف عن دعم ومساهمات إضافية هذا اليوم. وقد رحبنا بها.
إضافة إلى جهودنا العسكرية المشتركة بحثنا الحاجة للتقدم في ليبيا في 3 مسارات غير عسكرية: أولا، إيصال المساعدات الإنسانية؛ ثانيا، ممارسة ضغط على نظام القذافي وعزله من خلال عقوبات شديدة وغيرها من إجراءات؛ وثالثا، دعم جهود الليبيين لتحقيق التغييرات السياسية التي يسعون إليها.
كما اتفقنا على بنية لاتخاذ القرارات مستقبلا في المجالين العسكري والسياسي. على الجانب العسكري، اتفقنا أن يكون مجلس حلف شمال الأطلسي بمشاركة جميع الحلفاء في الائتلاف الجهة الموجّهة التنفيذية الوحيدة لعمليات ناتو على غرار نهج قوة إيساف في أفغانستان. وعلى الجانب السياسي اتفقنا على تأسيس لجنة اتصال لتقديم تنسيق منهجي وإرشاد سياسي عريض بخصوص القرارين 1970 و1973. كما أنني متأكدة بأنكم سمعتم للتو ما قاله رئيس وزراء قطر التي وافقت على استضافة أول اجتماع للجنة الإتصال، إلى جانب بريطانيا.
وفي سلسلة اجتماعات جانبية سنحت لي الفرصة لبحث عدد من القضايا بما فيها سوريا. وقد عبرت عن شجبي الشديد لقمع الحكومة السورية الغاشم للمتظاهرين، لا سيما أعمال العنف والقتل ضد مدنيين على أيدي قوات الأمن. وناقشت جهودا كانت قد قامت بها منظمة المؤتمر الإسلامي، وعلى الأخص مجهودنا المشترك لإصدار قرار في مجلس حقوق الإنسان ينادي بالتسامح والاحترام وحرية الرأي. ونحن نثمن كثيرا استضافة منظمة المؤتمر الإسلامي لاجتماع مجموعة الاتصال الدولية حول أفغانستان وباكستان في جدة. وتمكنت أيضا من التشاور بخصوص عدد من المسائل الإقليمية، بما فيها بالطبع ليبيا، مع وزير خارجية تركيا داوود أوغلو.
لهذا، كان هذا اليوم يوما حافلا لجميعنا. وقد جئنا إلى لندن للتكلم بصوت واحد دعما لتحول يقود إلى مستقبل أكثر إشراقا للشعب الليبي. وأسعدني ما أحرزناه من تقدم هذا اليوم وفي الأيام التي سبقته وأنا شاكرة للجميع ممن شاركوا في المؤتمر حول المجهود الأعم في ليبيا. وأعتقد أننا نحقق الكثير من التقدم معا ولولا تمثلينا للأسرة الدولية كما نفعل حاليا، لما أمكننا تحقيق هذا التقدم.
العدد -3130 - السبت 02 أبريل 2011م الموافق 27 ربيع الثاني 1432هـ