العدد 3122 - الخميس 24 مارس 2011م الموافق 19 ربيع الثاني 1432هـ

مخاضات الشرق الأوسط... مزيداً من الآلام

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

هكذا أصبح الشرق الأوسط منذ مطلع العام الجديد كالقدر الذي يغلي بما فيه، والله وحده يعلم إلى أين المصير!

ففي اليمن، المرشح الأول لحدوث تغيير كبير، عرض الرئيس تشكيل حكومة وفاق وطني، ودستور جديد، والأهم التخلي عن السلطة نهاية العام. التنازلات اعتبرتها المعارضة متأخرة جداً، فدعا الرئيس أنصاره إلى مظاهرة تضامنية معه (الجمعة)، وردّ عليه مناوئوه بالدعوة إلى مظاهرة في «جمعة الرحيل»، ليرحل فوراً ودون مماطلة أو تأخير.

في ليبيا حيث تحتدم المعارك، بعد تدخل عدد من الدول الغربية والعربية، في تحالف تاريخي نبيل تم تنظيمه من أجل نصرة الشعب الليبي المظلوم المضطهد، صرّحت هيلاري كلينتون بأن على القذافي أن يرحل، وعلى المقربين منه أن يتخذوا قرارت مناسبة، في تحريض ضمني على التخلّص منه، ودمه في هذه الحالة سيكون في رقبتها وعلى مسئوليتها، كما أفتى آخرون بذلك قبل أسبوعين وأعلنوا أن دمه في رقبتهم!

مديرة اليونسكو مدام يورينا بوكوفا، ناشدت قوات الطرفين المتقاتلين تجنب قصف وتدمير المواقع الأثرية لأنها ملكٌ للبشرية جمعاء. وعليه يجب المحافظة بالدرجة الأولى على آثار غدامس ومعبد أبولو الذي يعود إلى الفترة الإغريقية... فضلاً عن القبور التي تعود للفترة الإسلامية الأولى (ربما تقصد قبور بعض الصحابة). يأتي ذلك بعد أن أذاعت قناة «الجزيرة» تدمير قوات القذافي لـ «مسجد الميدان» في مدينة الزاوية وتسويته بالأرض لأنه كان منطلق الحركة الاحتجاجية.

تركيا التي تميّزت بسياسة الحياد، خرقتها مؤخراً بإرسال بعض القطع البحرية للمشاركة في الحصار البحري المفروض على ليبيا، ودعا وزير خارجيتها داوود أوغلو إلى إيقاف فوري للنار، وتنحي القذافي.

في سورية، الأخبار متضاربة عما يحدث، وينعكس ذلك في أرقام الضحايا والجرحى، ولكن بدأت تتسرّب إلى الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي صور ولقطات عن المواجهات الدامية، التقطها هواة وبعضها بالهواتف النقالة. وظهر في بعضها شعاراتٌ تكرّرت في عدد من الاحتجاجات العربية، وهي «سلمية سلمية»، ما يدل على تناقل الأفكار وتفاعل الشعوب من وراء الحدود، ولكن السلطات السورية أرجعتها إلى مؤامرة خارجية.

في الأردن، أعلن شباب حركة 24 فبراير عن تنظيم اعتصام مفتوح في ميدان جمال عبدالناصر وسط العاصمة (عمّان)، للمطالبة بإلغاء البرلمان وإجراء إصلاحات حقيقية ومحاكمة وجوه الفساد.

الأزهر الشريف، وفي خطوة غير مسبوقة منذ زمن بعيد، دعا الحكام العرب إلى التخلي عن مناصبهم، والاستجابة إلى مطالب شعوبهم، حقناً للدماء. هذه الخطوة من ثمار التغيير الضخم الذي شهدته مصر الشهر الماضي، ومن بينها إعادة تسعير الغاز الطبيعي الذي كان يباع إلى «إسرائيل» بأسعار رخيصة جداً. أما تونس التي شهدت تغييراً مماثلاً، فقد أعلنت عن تجميد جميع أصول القذافي وخمسة من أقاربه، وفقاً لقرار صادر من الأمم المتحدة، ففي هذا الزمن المضطرب لم تعد الأموال آمنة على الإطلاق!

محلياً، أصدرت الجمعيات السياسية بياناً استنكرت فيه الاعتداء بخمس قنابل مولوتوف على منزل منيرة فخرو، الأكاديمية التي ترشّحت للمجلس النيابي في الدورتين السابقتين في وقائع باتت معروفةً للجميع. ويرجع المراقبون ذلك إلى مشاركاتها في عدة فضائيات عالمية، وهي عضو اللجنة المركزية لجمعية «وعد» التي تعرّض مقرّاها في المحرق وأم الحصم إلى الحرق والتحطيم.

البيان الموقّع من سبع قوى سياسية (غابت عنه «أمل» وأضيف «الائتلاف الوطني»)، أدان عمليات الهجوم على عدد من مؤسسات المجتمع المدني، واستدعاء مواطنين للتحقيق، ومنهم موظفو وزارة التربية والتعليم. ودعا الهلال الأحمر البحريني القيام بواجبه في الدفاع عن حقوق الجرحى في التطبيب دون التعرض للاعتقال.

القوى السياسية اعتبرت أنباء سحب البعثات الدراسية من عدد من الطلبة البحرينيين في أكثر من دولة بالخارج، تكريساً لسياسة وزارة التربية والتعليم في مصادرة حقوق المواطنين والطلبة لإجبارهم على تبنّي مواقف معينة.

برلمانياً، لم تفلح مساعي بعض الكتل الصغيرة في عقد الجلسة الاستثنائية أمس للتصويت على قبول استقالة «الوفاق»، طمعاً في الحصول على بعض مقاعدها بعد خسارتها التاريخية في انتخابات 2010، وبذلك سيبقى «المستقلون» الكتلة الأكبر حالياً. وكان أحد نوابها اعترف في بيان نُشر أمس (الخميس) بأنهم تلقوا رسائل على هواتفهم مليئة بالشتائم والتخوين والقذف، وصلت إلى حد التهديد بسفك دمهم إذا لم يتخذوا موقفاً خلال 72 ساعة.

عدم اكتمال النصاب جاء تعديلاً للموقف بما ينسجم مع موقف «تجمع الوحدة الوطنية» الذي اعترض على قبول استقالة «الوفاق» لما يجره من تعطيل للبرلمان لم تحسب الكتل الصغيرة حسابه. وفي لقاء لرئيس المجلس مع «الشرق الأوسط» أمس (24 مارس/ آذار 2011) أعلن أن «الوفاق» ستبقى جزءاً من مجلس النواب. وبعد ظهر أمس، بعث «المكتب السياسي» بجمعية الأصالة بياناً عن فصل عضوها عادل المعاودة، وهو شيخ دين ونائب مخضرم تكرّر انتخابه ثلاث مرات، وكان يُعرف بشيخ السلف في البحرين. وأعلنت أن عدم حضوره الجلسة يعتبر مخالفة جسيمة، استوجبت فصله فوراً، وأنها غير مسئولة عن أية تصريحات أو مواقف صادرة من النائب المعاودة.

بدأتُ الصباحَ أمس بحضور فاتحة «بهية البحرين» كما وصفتها الزميلة رملة عبدالحميد، وفيما أكمل هذا المقال، أسمع أصوات إطلاق مسيلات الدموع في أزقة الحارة، عند الساعة الثامنة مساءً. وتبيّن أن قوات الأمن هاجمت حشداً من الأهالي تجمّع أمام منزل الشاب هاني عبدالعزيز عبدالله بعد وصول خبر انتقاله إلى جوار ربه، بعد تعرّضه للضرب المبرح واختفائه قبل أيام في ظروف غامضة. أبدلَ اللهُ البحرين بأيامٍ بيضٍ بعد كل هذا الجفاء والعناء

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3122 - الخميس 24 مارس 2011م الموافق 19 ربيع الثاني 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 24 | 4:25 ص

      عساف خليجي

      ولادة طفل ينتج عنها ألم لكن الفرحة تكون كبيرة برؤية هذا الطفل يكبر ويلعب.
      كذلك خروج النبته من انشقاق البذرة يكون فيه الم لقشرة البذرة لكن النبات يكبر ويكون شجرة خضراء تسر النظر في المستقبل .

    • زائر 23 | 4:44 م

      أبو صالح

      واصل الكتابة بهذا الاسلوب المتميز , المؤرخ للوضع والناقد لة في نفس الوقت , ونسألكم الدعاء .

    • زائر 21 | 8:42 ص

      كم هي قبيحة وجوه السلطة في بلداننا العربية ...... ام محمود

      من أمثال القذافي وعلي عبدالله صالح والسابقين الذين سقطوا في مصر وتونس وغيرهم كثيرون لم يراعوا أي حرمة أو دين أو مباديء أو قيم أو أعراف أو حقوق وكأننا عايشين في غابة القوي يأكل الضعيف يعني في حياتك كلها يا استاذ قاسم هل رأيت انسان مسلم يصلي ويصوم ويقرأ القرآن يعمل هذه الأعمال في شعبه من قمع وارهاب وقتل
      مو قادرين بنستجن من بشاعة الاحداث في العالم
      اانقلبت الموازين لا يوجد عدل

    • زائر 20 | 8:31 ص

      لقد وصل الظلم والطغيان والقسوة في العالم الى الذروة وهذا دليل وعلامة بقرب الفرج ....... ام محمود

      الالهي يومها يفرح المؤمنين بالنصر وبالثار من الظالمين على وجه الكرة الأرضية. قال الامام جعفر الصادق عليه السلام : ويل لطغاة العرب من أمر قد افترب . وفي رواية اخرى من شر قد افترب والمقصود به الامام المهدي عج لأنه من سينتقم من الظالمين والجبارين وسيساعده في ذلك جنود السموات والأرض والملائكة المعدين لنصرته في حروبه المقبلة .. وسط هذه التعقيدات والتصعيدات والاستخدام المفرط للسلاح ضد الشعوب العزل واستخدام القناصة والبلطجية في جميع الدول العربية الثائرة لابد أن يهيأ الله وسيلة للانتصار والفوز

    • زائر 18 | 7:39 ص

      البنقال منا أهل البحرين

      البنقال
      لاتنسى أن تكتب عن البنقال
      البنقال منا أهل البحرين

    • زائر 17 | 5:47 ص

      العرب امه واحده

      العرب امه واحده ومن قحطان و عدنان يهمهم ما يهمنا و يهمنا ما يهمهم
      عشت يابحرين عزيزة ابيه
      افديك با الروح و الدم ياالغاليه

    • زائر 16 | 5:22 ص

      يا ترى..كيف ستؤول الأمور، و ماذا تخبىء لنا الأيام؟

      مع كل هذا البلاء، و مع كل هذا الجنون اللا محدود ؟ أنظمة تحارب شعوبها في لقمة العيش، و تحاصرها في كل مجال، و تخون إنتماء شعوبها لأوطانها!! شيء مضحك و مبكي في ذات الوقت.
      لا أحد يأمن على حياته، و لا حياة أهله، و لا على وظيفته..كل هذا الكذب في تصريحات المسؤولين، و إستغباء و عدم إحترام الجماهير.. إنها أيام عجاف بكل إمتياز. الله معنا، و لولا الإيمان و القرآن لفقد المرء عقله.

    • زائر 15 | 5:04 ص

      تصحيح مهم

      تعرض الشهيد هاني عبدالعزيز إلى إطلاق رصاص وشوزن من مسافة قريبة مما أدى لتناثر عظامه ولحمه وظل ينزل لفترة طويلة قبل أن يراه الأهالي وينقلوه إلى المستشفى لتقوم السلطة بخطفة بعد ذلك وأخفائه إلى أن تم إعلان نبأ وفاته.. أي أن ما تعرض له ليس ضرب مبرح!

    • زائر 11 | 4:07 ص

      ...

      الفاتحة للشهداء وحسبي الله ونعم الوكيل ان الله مع الصابرين ،،،

    • زائر 10 | 3:33 ص

      الى الشامتين

      الى من يشمتت بالمظلومين , نقول لكم يوم ستعرفون كم أنتم ظلمتم أو شاركتم في ظلم أبناء هذا الوطن الطيب .
      هذا بدل أن تدعوا الله أن يرحم العباد ويصلح البلاد ويعطي كل مظلوم حفه وبدل أن تقولوا كلمة حق في زمن الفتن تأول بالزيت على النار , الله يارب أرحم شهدائنا وانصر كل مظلوم في كل بلد البحرين ومصر وليبيا وسوريا وتونس وكل بلاد الارض آمين .
      نحن ليس عندنا عصبية عمياء وحقد .
      بل نتمنى الخير للجميع . اتعلموا الله يهديكم .

    • زائر 8 | 2:51 ص

      ويش فيكم على الرجال

      يمكن كبر الخط على حده أو صغره !!!
      ولكن نسأل زائر 1 ما المطلوب أن يقول الكاتب ؟
      هل ترى أنه يجب أن يكتب ما تحب ويبتعد عما تكره ؟
      الكاتب حرا في ما يراه من انتقاد أو مدح أو ......
      وعلى القراء الأعزاء أن يعلقوا بما يفهمونه من خلال المقال ........

    • مرور عابر | 2:32 ص

      كفاكم أخوتي في الله

      يجب أن نتعامل مع المواضيع بموضوعية ولو اختلفنا مع كاتبه. الحس الطائفي بغيض ولن يوصلنا إلا الى الدهاليز المظلمة.. رحم الله شهداء البحرين وحفظ وشعبها وجعل أيامها أكثر إشراقاً..

    • زائر 5 | 1:57 ص

      الزائر رقم1 الحقد لا يعمي القلوب فقط بل يعمي العيون أيضا

      هكذا أنتم أعماكم الحقد فلا ترون إلا اللون الأسود
      وماذا تنقمون منا إلا أننا طالبنا ببعض حقوقنا سلميا
      ألا تخافون الله ألا تخافون يوم المعاد ألسنا بشرا ولنا حقوق الحياة نحن نعرف أنكم لا تعتقدون بإسلامنا
      ولكم ما تعتقدون ولكن هل في عقيدتكم أن من يخالفكم الرأي لكم الحق في تصفيته
      اتقوا الله في أنفسكم وتفكّروا في آخرتكم ويوم حسابكم
      فديننا يدعوا الإنسان إلى أن يحتاط في الدماء
      لا أدري هل تفهم ما أقول ام لا

    • زائر 4 | 1:27 ص

      صادق

      إلى زائر 1 : لاحظ جيداً إنها 4 سطور عن سوريا و 4 عن ليبيا و 4 عن اليمن بينما 2 فقط عن الأردن ..... فتح عيونك زين

    • زائر 3 | 1:11 ص

      منهو الصح؟؟

      الجريده تقول ان هاني توفي من 4 طلقات شوزن من قبل رجال الامن وانت تقول من التعذيب اللي تعرض له ,من نصدق ؟؟اللهم عجل فرج وليك

    • زائر 2 | 12:34 ص

      في شيء

      غريب في الموضوع

    • زائر 1 | 12:16 ص

      حليفكم الكبير سوريا

      بس فقرة من ثلاثة أسطر .. حرام عليك. مرور الكرام! أين الموضوعية و أين الحيادية ...

اقرأ ايضاً