العدد 3120 - الثلثاء 22 مارس 2011م الموافق 17 ربيع الثاني 1432هـ

العالم العربي... مجزرةٌ تتبعها مجزرة

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

أصبحنا أمس وأصبح الملك لله على الدوام، بينما أصبح اليمنيون على تهديد الرئيس بنشوب حرب أهلية إذا ما فكّروا في تغيير حكومته، فهو من المؤمنين بفكرة الملك الفرنسي لويس الخامس أو السادس عشر «أنا ومن بعدي الطوفان»!

وبينما تخلّى عنه المزيد من المسئولين المدنيين والعسكريين، زاد عدد المطالبين له بالتنحي، من الداخل والخارج، آخرهم وزير خارجية فرنسا آلان جوبيه. وقابل صالح ذلك باقتراح التخلي عن كرسي الرئاسة مطلع العام المقبل، فقابلته المعارضة بالرفض التام، وقالت إنه «يجب أن يرحل... الآن الآن وليس غداً»!

في سورية أخذت تتواتر الأخبار عن مزيد من التحركات الشعبية المطالبة بالخبز والحرية والكرامة، أسوةً بشقيقاتها الأخرى. فهذه الموجة التي يقودها الشباب العربي لا تعترف بحدود ولا فوارق ولا مذاهب، فالتطلعات واحدةٌ رغم كل محاولات التشويش وخلط الأوراق.

في غزة مجزرة إسرائيلية جديدة، من شأنها أن تحتل مقدمة نشرات الأخبار، أما وقد أصبحت مناظر القتل اليومي منتشرةً في عدد من البلدان العربية، فقد توزّعت خيام المناحة وسرادق العزاء. لكن من المضحك ما نشرته وكالة خاصة للمسح من رام الله التي تسيطر عليها السلطة، تقول فيها إن الحركات الشعبية في العالم العربي تهدّد حركة حماس!

في البحرين أمس، لم يحضر جلسة البرلمان غير رئيس البرلمان، حيث يبدو أن المجلس سيدخل في مرحلة جديدة من المزايدات، ستسهم في مزيد من التجاذبات والانشقاقات الداخلية، بدل الإسهام في تهدئة الخواطر في هذه الفترة الحرجة. وفي هذه الحالة سيصعب على من تبقى من الكتل الادعاء أنها تمثّل فئات الشعب كافة، وسيصبح جزءاً من العقد المستعصية، بدل أن يسهم في الحل.

في هذا السياق، أعلن عن سحب تراخيص شركة خدمات الاتصالات والإنترنت التي أسسها إبرهيم شريف (أمين عام جمعية «وعد»)، المعتقل منذ أيام مع آخرين. ولم تذكر هيئة تنظيم الاتصالات أية أسباب للقرار.

بعد ظهر أمس، تم في العاصمة (المنامة) تشييع بهية العرادي، التي قضت في إطلاق نار قبل أيام، وظلّت في حالة موت سريري حتى أعلن عن وفاتها أمس الأول.

عند الثانية ظهراً، أعلن الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين أنه بناءً على التطمينات والتأكيدات التي تلقاها من جهات رسمية عليا بوقف مظاهر التعديات على العمال التي تؤدي إلى إعاقة وصول العمال من وإلى مواقع عملهم وتعرضهم للضرب والإهانات وتوفير سلامة العمال والمواطنين والمقيمين، وحرصاً من الاتحاد العام على مصالح العمال وحقوقهم واستمرار عجلة الاقتصاد الوطني، يعلن الاتحاد العام تعليق الإضراب العام والعودة للعمل في جميع القطاعات اعتباراً من الأربعاء (23 مارس/ آذار).

وعند الرابعة عقد اجتماع مع الجمعيات السياسية، حيث خرج بإعلان تأييد القرار، مع التركيز على ضرورة توفير الأجواء الآمنة بما يضمن سلامة حياة العمال والموظفين بالقطاعين العام والخاص، على خلفية عشرات القصص للتعديات والتهديدات.

هذا الموقف الذي اتخذته الجمعيات «انطلاقاً من المسئولية الوطنية والحرص على مصالح الوطن والمواطنين... أبدت دعمها لقرار الاتحاد مع ضرورة شعور العامل أو الموظف بالأمن والأمان في مكان العمل وفي طريق الذهاب والأياب، وذلك من مسئولية الدولة بالكامل. كما أن العمال والموظفين الذين لا يتوافر لهم الأمن، عليهم شرح مواقفهم لرؤسائهم ومؤسساتهم والاتحاد العام.

وشدّدت الجمعيات السبع على رفضها لعمليات استجواب المواطنين وإهانتهم والتنكيل بهم والحجز على الهوية على مفارق الطرق، وعدم السماح للأهالي والمحامين بالالتقاء بالمعتقلين. وانتقدت معالجة الأزمة السياسية بحلول أمنية وعسكرية، وإرجاع الوفد الطبي الكويتي الذي قصد البحرين للمساهمة في إغاثة المصابين والجرحى، ما يستدعي استغاثة عاجلة للمنظمات الدولية الطبية والحقوقية، في ظل فقدان أكثر من 90 مواطناً. الاتحاد تعرّض لضغوط متعددة، واجتهد في قراره للانحياز إلى مصلحة الوطن والمواطن، ويتصل بذلك ثاني أكبر القطاعات التي تحتاج إلى توفير الأمن، وهو التربية والتعليم. فرغم كل ما كانت تعلنه الوزارة طوال أيام الأزمة، هي أعلم الناس بالحقائق غير المعلنة. فالحركة التعليمية مشلولة، ليس في مناطق المعارضة وحدها، بل حتى في المناطق الأخرى، فأولياء الأمور خائفون على فلذات أكبادهم، بعد أن أسهم الإعلام التحريضي المتشنّج في تقويض البيئة التعليمية الآمنة. بعض القراء طالبوا بإيصال أصواتهم إلى وزارة التربية والتعليم، وتساءلوا: ما هو ضمان سلامة أبنائنا وبناتنا والكادر التعليمي عند خروجهم من منازلهم حيث لا يخفى بأن الأوضاع الأمنية في البلاد غير مستقرة ولاسيما مع الانتشار العسكري الواسع.

إلى جانب توفير الأمن والسكينة للطلبة، هناك مخاوف الطواقم التعليمية، فهناك آلاف المعلمين والمعلمات، ممن يؤدون الخدمة في مناطق غير مناطقهم، وباتوا للأسف الشديد، يشعرون بالقلق الشديد بعد تعرضهم للكثير من المضايقات والتهديدات، بعد العودة الأولى للمدارس. وهي مخاوف حقيقية تماماً.

أكتب هذه السطور وكلي ضيقٌ لأن أصحاب الأجندة الطائفية ودعاة نظرية «مساجدنا ومساجدكم»، أوصلونا إلى هذه الحافة الخطرة، وكل عزائنا أن نكرّر ما قاله أبو العلاء المعرّي:

«هذا جناه أبي عليَّ.... وما جنيت على أحد».

«القبس» الكويتية نقلت أمس أن هناك مسعى خليجياً يتبلور حالياً لإطلاق الحوار الوطني في البحرين. أما مسك الختام فما قاله ابن الكويت منصور المحارب لتفنيد ادعاءات ارتباط الشعب البحريني بالخارج، بقوله: «إذا سمحنا لهذه التهويلات فسيتم قمع أية حركة مطلبية مشروعة في الخليج»

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3120 - الثلثاء 22 مارس 2011م الموافق 17 ربيع الثاني 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 38 | 10:45 م

      الكلام ما قام يفيد

      عجبي عليك يازمن عجبي. من شهر وانا احس اني في كابوس مزعج وكل يوم اقعد اتمنى زواله لكن كل ماله يستفحل خف لما دخلت القوات احمد الله .واللي حاط في اذنه صمغ عمرة ماراح يسمع لا حوار ولا غيرة الا لما تفك منه الصمغ بالغصب وتقعده على طاولة الحوار . مو على كيفة يدمر البلد .كل شي وله حدود يا الوسط المهنية المهنية والبحرين امانة في اعناق كتابها فلا يوردوها مورد الهلاك

    • زائر 36 | 3:52 م

      زائر 15

      حيث شبهت قاسم حسين بالشاعر الذي ذكره. سرد الكاتب للاخبار بعين واحده اقتداء يالعالم لايضيف للقراء شئ اللهم انه يؤكد ان النظره الضيقة تكتنف حتى من نظنهم مثقفين ومن تقع عليهم اليوم مسؤلية زرع الوطنية والابتعاد عن التازيم والاصرار على ان الظلم يقتصر على فئه معينة.

    • زائر 35 | 3:28 م

      اللهم ارحم شهدائنا

      سلمت وسلم قلمك وسلمت والوسط من كل شر

    • زائر 32 | 1:39 م

      الى متى ستظل الحياة التعليمية معطلة في البحرين ؟ ........... ام محمود+

      أهم حقل في أي بلد هو التعليم وها نحن نراه معطلا مشلولا متوقفا بسبب الخوف الكبير عند كل من المعلمين والمعلمات الطلبة والطالبات وأولياء الامور وبالرغم من اعلان وزير التربية عدة مرات عن استئناف العمل والدراسة بالمدارس الحكومية والخاصة الا ان الاستجابة ضعيفة ومتواضعة وأنا منهم طبعا الى الآن لست قادرة على الذهاب لمدرستي الوافعة في احدى قرى شارع البديع لمعرفتي ان المناطق هناك مستهدفة من البلطجية
      يمكن نحن بحاجة الى أطباء في علم النفس لتخليصنا من الرعب والقلق الدائم والعلاج سيطول لأن ما حدث ليس سهل

    • زائر 31 | 1:32 م

      نشروا لي ولو مره يالوسط

      ليتك استشهدت بمن هو اشرف من ابو العلا المعري... فلا تحسب مقال الرسل حقا **** ولكن قول زور سطروه وكان الناس في عيش رغيد **** فجاءوا بالمحال وكدروه

    • زائر 30 | 1:30 م

      انصف يا استاذي

      يا أخي الفاضل من الذي نقل هذة الاعتصامات الى المدارس؟ لا تقل لي هي الحكومة التي افتعلت هذا الامر؟
      وماذا تعني لك تصريحات مسؤولين ايران وحزب الله والحوزات العلمية بالعراق النارية؟

    • زائر 29 | 1:27 م

      نحن مقبلون على سيناريوهات مؤلمة مثل سيناريو ليبيا ............. ام محمود

      الأحداث أظهرت انه ليس معمر القذافي هو الرئيس العربي المجنون الوحيد انما هناك كثيرون ومنهم الرئيس اليمني وتصرفاته الغير معقوله و غيره.. عندهم الرئاسة الى الأبد.. امريكا تنتظر القتلى يصل عددهم الى الآلاف وبعدين تتدخل للحصول على مصالح خاصة وعامة .. ما يثير الدهشة والاعجاب هم الشباب واندفاعهم للتغيير مهما كلف الأمر ومهما سقط منهم من شهداء بألة الحرب الحديثة والله تخنقني العبرة وأنا أراهم هنا في البحرين وفي اليمن وليبيا الصمود عندهم غريب ومحير وكأن هناك نداء سماوي وهم ماضون لتحقيقه

    • زائر 28 | 12:00 م

      من اخلاقياتنا

      شكرا لكم
      شكرا لكم
      شكرا لكم

    • زائر 25 | 6:24 ص

      اصحاب بعض التعقيبات اسمعوني

      الى اصحاب بعض التعقيبات الذين لا يزالون لا يعرفون البحرين جيداً اقول: دعوا هموم الوطن ومشاكل الوطن وما يجري في الوطن وتعقيدات ملفات الوطن.. للوطن والمواطن.

    • زائر 24 | 6:16 ص

      أنتم أم الولد يا وسط

      شكرا لكم على مواقفكم الوطنية
      لا عليكم يا كتاب الوسط من هؤلاء المتداخلين
      أنتم تكتبون باعتباركم ابناء بلد يهمكم مستقبله ومستقبل اجياله
      تحرصون على أبنائه كأم ولد.

    • زائر 23 | 5:57 ص

      ليش تدخلون العراق؟

      ما دخل العراق؟ وهل تعرفون (رقم 3 و8) كيف كانت احوال شعبه ايام صدام من مقابر جماعية؟ وبعده ايام الاحتلال؟ من الذي كان يقتل العراقيين بمعدل خمسين شخص يوميا وجرح المئات واستمر هذه المجازر لأربع سنوات. أليس هم التكفيريين الذين يبيحون دم المسلمين الآخرين؟ كفى كذباً وتدجيلاً. اتقوا لالله فيما تقولون فالله سيسألكم على ما تفعلون.

    • زائر 1 | 5:15 ص

      المجازر وخصوصا في العراق

      هل عرف العالم من يقوم بها بالدليل من البحرين

    • زائر 20 | 4:59 ص

      تسلم

      تسلم ويسلم قلمك

    • زائر 17 | 3:39 ص

      الزائر 2

      انا ادعوك يا اخي للنظر الى طريقة تعاطي الاعلام الرسمي للمحنة التي نعانيها والدور الكبير الذي يلعبه في تشطير المحتمع وتخوين المواطنين والدعوة الى الانتقام منهم وكأنه يخوض حرب شعواء عليهم

    • زائر 15 | 3:30 ص

      القضية معروفة

      كل الشعوب العربية تريد التحرر
      وكل شعب يواجه خطة التفافية لتحريف حركته عن مسارها الصحيح. مرة بالبلطجية ومرة بكذا ومرة بكذا.ومرة باستغفال البعض من الشعب
      القضية معروفة.

    • زائر 13 | 3:22 ص

      الاحداث في العالم العربي جلية وكلها تؤكد على رغبة الشعوب بالتحرر ،

    • زائر 7 | 2:43 ص

      الهم ثبتنا بعقولنا

      مازلت يا استاذي لا تتطرق لاحداث العراق وايران فهناك احداث تستحق ان تذكر اكثر من ماسردته في بداية مقالك.
      الامر الاخر فأنك تتحدث وكأن ما يحدث في المدارس تسببت فيه وزارة التربية و نسيت او تناسيت بيانات جمعية المعلمين والطلبة الذين كانوا ينقلون في شاحنات الفواكه الى الشوارع للتظاهر.

    • زائر 5 | 2:24 ص

      انها الكرسي

      ما اكثر المجازرز في كل مكان مجزرة وليس فقط في غزة. كلها من اجل البقاء على الكرسيي.

    • زائر 3 | 2:06 ص

      للجمري غير صالح للنشر كالعادة

      انت تعرف ليش رجعت البحرين الوفد الطبي الكويتي اذا تابعت التويتر بتعرف واذا تابعت المنتديات الكويتية بتعرف بعد ليش رجعوهم .
      عودة المعتصمين الى اعمالهم ما في شيء يعترضهم من قبل الحكومة بلا لف ودوران ما نقرأه ونسمعه خلاف ما تقول بلا جذب ودجل .
      اتقوا الله في البحرين وخلوا الكذب والتضليل .
      بس شبعنا من جذبكم في هالجريدة انتو تولعون النار وتسون نفسكم اطفونها .
      على الفكرة ليش منزعج من وجود نقاط التفتيش هي على الجميع ليش زعلان.

اقرأ ايضاً