الدعوات الأميركية الكثيرة والملحة التي طالبت بتنوع مصادر الإمدادات النفطية الأجنبية التي تعتمد عليها الولايات المتحدة بعد أن أصبحت منطقة الشرق الأوسط موبوءة بمناخ معاد للولايات المتحدة هي سبب رئيسي من الأسباب التي جعلت الرئيس الأميركي جورج بوش يزور القارة الافريقية أخيرا.
الزيارة لفتت الأنظار أكثر إلى أهمية تلك المنطقة بالنسبة إلى العالم، هذه الأهمية قد فصلها تقرير لمجموعة African Oil Policy Initiative Group، قبل عام ونصف العام من الآن و المجموعة هذه تضم عددا من أركان الصناعة النفطية يقودها بعض المتنفذين في الإدارة الأميركية.
جهات كثيرة في مراكز الرصد الأميركي طالبت بتشجيع عمليات التنقيب عن النفط عبر القارة الافريقية، وأن تعلن أن مناطق خليج غينيا والسودان وأوغندا منطقة حيوية للمصالح الأميركية، وأن تستصحب إعلانها هذا بإقامة وجود عسكري نشط عبر إنشاء قيادة فرعية لخدمة هذه المنطقة وقد تم ذلك بالفعل من خلال توقيع اتفاقية جبال النوبة السودانية والتي بموجبها أصبح لأميركا وجود أميركي في المنطقة. ومن المسائل الاستراتيجية التي اكتشفتها شركات النفط الأميركية في القارة الافريقية انه يمكن للحفارات أن تعمل في البحار وعلى عمق ثمانية آلاف قدم، إضافة إلى أن السواحل الإفريقية تواجه الساحل الشرقي للولايات المتحدة، الأمر الذي يعطيها ميزة قرب جغرافي تنافس بها منطقة الشرق الأوسط.
مما تقدم نكتشف أهمية التفكير الاستراتيجي، وأهمية مراكز الرصد والدراسات الاستراتيجية، وبمعنى آخر نكتشف أخيرا انه لا مكان في عالم اليوم لحكم الفرد وان القوة والمنعة للتفكير الجماعي وللوعي الجماعي وهذا مبدأ إسلامي أصيل
إقرأ أيضا لـ "خالد أبو أحمد"العدد 312 - الإثنين 14 يوليو 2003م الموافق 14 جمادى الأولى 1424هـ