العدد 3119 - الإثنين 21 مارس 2011م الموافق 16 ربيع الثاني 1432هـ

أمهات بحرينيات يحتفلن بعيد الأم على قبور فلذات أكبادهن

حسن المدحوب hasan.madhoob [at] alwasatnews.com

.

«... جلستُ ألثم ترابك الطاهر وأناديك سامحني يا ولدي (...)، كم كنت أتمنى أن أزفك إلى عروس عمرك وهو أمل كل أم في حياتها»، هذه بضع كلمات قالتها والدة أول ضحايا أحداث البحرين التي سقطت في أول أيامها في 14 فبراير/ شباط 2011، غير أنها اليوم تبدو الكلمات ذاتها التي ينطقها لسان حال 16 أمّاً أخرى فقدن فلذات أكبادهن على مدى الـ 35 يوماً الماضية.

ففي عيد الأم الذي يطل سنوياً في 21 مارس/ آذار، تبدو طقوس كثير من الأمهات متشابهة وإن اختلفت الأمكنة والظروف؛ فعلى غير المعتاد، لا تنتظر تلك النسوة باقات الورد أو الهدايا أو حتى القبلات من أبنائهن وهن في بيوتهن، بل على العكس من ذلك تماماً فقد احتفلن بعيدهن على قبور أبنائهن ناثرات أغصان المشموم وساكبات ماء الورد عليهم، يسترجعن شريط الذكريات بآلامها وآمالها التي انقضت إلى غير رجعة.

وفي عيد الأم، فإن عشرات الأمهات البحرينيات الأخريات ينتظرن عودة أبنائهن الذين فقدوا على مدى الأيام الماضية، وخاصة بعد ما جرى في 15 مارس 2011، وكل أملهن أن يسمعن أصوات أبنائهن، لا أن يسمعن صوت الناعي يبشرهن بما يخفنه ويحذرنه، أملهن في عودة أبنائهن الغائبين سالمين، فيسمعن أصواتهم مبشرين عيون أمهاتهم بعودتهم إلى منازلهم.

وفي عيد الأم، فإن أعين مئات الأمهات البحرينيات اليوم، وكل يوم منذ بدء أحداث 14 فبراير 2011، تتجمد هلعاً كل ساعة على ثمرات حشاشتهن، وفلذات أكبادهن، صغاراً وكباراً، فإن خرجوا خرجت قلوبهن من صدورهن، وإن عادوا سالمين عادت دقات قلوبهن لانتظامها، وغدا ذاك يوم عيدها وغبطتها.

هكذا إذاً، مر عيد الأمهات على البحرينيات، فنسوة احتفين به على قبور أبنائهن، وأخريات فرّقن نظراتهن بين واحدة على قبضة الباب أملاً بعودة مفقوديها، وأخرى تطل على صور أبنائها الممسكة بها بيديها خوفاً من المحذور، فيما الآلاف الباقيات منهن يعشن الهلع والخوف كلما قرر أبناؤهن رؤية الشمس خارج الدار.

وعلى أية حال، فهذا هو العيد الأول على مدى السنوات الماضية الذي مر على البحرينيات، دون أن تفكر أغلبهن بهداياهن، أو بكلمات الإطراء أو الحب، ودون أن ترمم الابتسامات تجاعيد الأمهات أو تقوس شفاههن، فما عشنه خلال أكثر من شهر، كان كفيلاً بتغيير مطالبهن في عيدهن، ولسان حالهن يقول: لا نريد الهدايا ولا القبلات، نريد أبناءنا سالمين، أما الراحلون، فلسان حال أمهاتهم في عيدهن يقول «أما أنت يا ولدي فقد استرحت من هَمّ الدنيا وغمّها، وتركت أمك لهمّها وغمّها»، وهذه أيضاً إحدى الكلمات التي قالتها أم الشهيد علي مشيمع، الذي قتل في 14 فبراير الماضي.

وأخيراً، فتبدو كل الأمهات البحرينيات راغبات ألا يتكرر مثل هذا العيد عليهن العام المقبل، بحلته ذاتها التي ارتداها لهن في 2011، أملهن في عيدٍ بهيّ المحيا يطل على البحرين كما كان قبل هذا العام

إقرأ أيضا لـ "حسن المدحوب"

العدد 3119 - الإثنين 21 مارس 2011م الموافق 16 ربيع الثاني 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 7:15 ص

      أ. حسن المدحوب

      أرجو من جريدةالوسط المحترمة ان تصل باصواتنا الى وزارة التربية و التعليم .. ما هو ضمان سلامة أبناؤنا و بناتنا و الكادر التعليمي عند خروجهم من منازلهم حيث لا يخفى بان الاوضاع الامنية في البلاد غير مستقرة و لاسيما بانتشار الجيوش . ارجو ان ياخذ سؤالي هذا بعين الاعتبار و لكم في الختام فائق التحية و الاحترام

    • زائر 1 | 11:17 م

      الست افضل منهم

      بكون متزوجة من غير منطقتى اتصلت لامى لاقول لها كل عام وانت بخير احبك يا امى ولم ارى نفسى الا ان اقول لها سامحنى لاننى لا استطيع ان اقبل راسك ولا رأك ...........

اقرأ ايضاً