التدخل المبكر هو نظام خدمات يقدم للأطفال ممن لديهم متلازمة داون وأسرهم، وهو واحد من أهم أنظمة دعم الأسرة، ويرتبط ارتباطاً وثيقاً باكتشاف الإعاقة منذ حدوثها والعمل على التصدي لها والوصول إلى هؤلاء الأطفال في أعمارهم المبكرة منذ الميلاد إلى عمر 6 سنوات أينما وجدوا، وذلك انطلاقا من أسس متعددة تربوية واجتماعية واقتصادية ولكل منها أهميتها لما يأتي:

- الأهمية البالغة للسنوات الأولى من عمر الطفل في التأثير سلباً وإيجاباً على نموه؛ حيث تؤكد نتائج البحوث أن نحو 50 في المئة من المحددات الأساسية لذكاء الطفل تتشكل خلال هذه الفترة المبكرة من العمر, وأن هناك أنماطاً من التعلم توصف بأنها سريعة تحدث خلال هذه الفترة من النمو.

- أثبتت الدراسات الحديثة أن الأطفال ممن لديهم متلازمة داون منذ الأسابيع الأولى في حياتهم ليسوا مجرد مستقبلين سلبيين لما نقدمه لهم من معلومات وإنما يتمتعون بالقابلية للاستثارة Stimulation والاستجابات التكيفية والتفاعل مع المعلومات المتاحة لهم والاستفادة منها والتعلم مما يحيط بهم من مثيرات (كالصور والألعاب والأصوات والأشكال والألوان ...الخ).

- التدخل المبكر يحمي هؤلاء الأطفال من الصعوبات التي تزيد من إعاقتهم سواء الذهنية أو الحركية أو اللغوية أو السلوكية ما يؤدي إلى توافقهم مع أنفسهم وبيئاتهم في مراحل حياتهم التالية.

- يعمل التدخل المبكر على مساعدة أسر هؤلاء الأطفال وتقديم العون والإرشاد النفسي والتربوي لهم, ما يسهم إيجاباً في إشباع حاجات هؤلاء الأطفال ويكسبهم الخبرات التي تنمي قدراتهم وتوسع مداركهم وتحميهم من أخطار كبيرة قد تلحق بهم في مراحل حياتهم التالية.

ومن هنا جاءت أهمية تقديم خدمات التدخل المبكر للأطفال من فئة متلازمة داون للارتقاء بقدراتهم ومساعدة أسرهم على إثراء بيئتهم بالمنبهات المتنوعة والمثيرات المناسبة وتهيئة ظروف بيئية منزلية خصبة تستثير حواسهم وتنشط خيالهم وتفكيرهم وتشجعهم على الاستطلاع والاستكشاف مبكراً ما يؤثر إيجابياً على نموهم.

لذا يجب على جميع أولياء أمور هؤلاء الأطفال الاستفادة من الخدمات التي يقدمها مركز العناية بمتلازمة داون منذ الأسابيع الأولى من ميلاد طفل لديه متلازمة داون.