كأنه حلم مزعج سريع ذاك الذي عاشته البحرين بكل مآسيه خلال الأيام الماضية، حينما تفتحت أعيننا وأسماعنا على وقع سقوط أبناء للوطن صرعى في ساحة السلم والانحياز إلى البحرين الوطن، والأم، والمنشأ، أملاً في واقع أكثر إشراقاً ومستقبل ينبئ بالأفضل في خضم الإصلاح والتطوير الذي ينشده الجميع.
وفيما كانت الأمهات يصرخن بحثاً عن أبنائهن الجرحى بين ركام المصابين على أسرّة مستشفى السلمانية، كان هناك من يروجون عبر بعض وسائل الإعلام للسيمفونية المشروخة التي رددوها وخدعوا أنفسهم بها وخدعوا من استمع إليهم، واليوم نعيش نتيجة كل ذلك التضليل في كل الحالات والمواقف.
وفيما كانت الجموع تلتقط بقايا ملابس الأطفال المفقودين من دوار اللؤلؤة أملاً في العثور على طريق يؤدي إليهم للتأكد من بقائهم على قيد الحياة، كانت هناك مساع لبعض البائسين لشحن الشارع وتقسيمه إلى فسطاطين، على أساس طائفي مقيت لم تعرف له البحرين طريقاً على مدى تاريخها الطويل، ولكنهم أصبحوا حديث الماضي ولم يعد يصدقه أحد، حتى هم أنفسهم يعلمون بعدم صحته.
المواقف الوطنية لكل فئات البحرين شهادة حقيقة بيضاء ناصعة، تؤكد ذوبان وانصهار أبناء البحرين في بعضهم البعض، وتزاوجهم وتناسبهم على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم.
والمشكلة أنه ورغم تصريحات كبار المسئولين، وفي مقدمتهم سمو ولي العهد ووزير الخارجية، بأن ولاء هذا الشعب خالص لتراب أرض البحرين، لا يزال البعض يروج لادعاءات لا ترتكز على أي سند أو براهين دامغة، بل إنها نقلتنا إلى واقع صعب جداً بسبب الاحتقان الذي أحدثوه في نفوس فئات المجتمع. مهما اختلفت أو تقاطعت الرؤى، فإنه من الواجب التذكير بأن شباب الوطن وخيرته ممن يكافحون على مقاعد الدراسة الجامعية، ويقدمون جل طاقتهم من أجل رفعة وازدهار بلدهم في مختلف مواقع العمل، ومن بينهم المثقفون والأدباء والمهندسون والشعراء، يطمحون إلى مستقبل أفضل.
ليس من حق أحد أن يزايد على حب أفراد هذا الشعب بجميع مكوناته، حتى وإن اختلف أسلوب التعبير عن الحاجة إلى الإصلاح والتغيير، غير إنهم جميعاً هدفهم مشترك وهو إعلاء شأن وطنهم والنهوض به.
إنني على ثقة في قدرة سمو ولي العهد على إدارة دفة الحوار الوطني بين جميع أطياف المجتمع للتوافق على حلول تخرج البلاد من المأزق الذي تمر فيه، وآمل أن تثمر هذه الجهود الخيرة بنتائج لا تفقدنا المزيد من الشباب الذين يمثلون وقود التنمية وزاد التطور والنماء، فما صحونا على وقعه في الأيام الماضية أحدث جرحاً كبيراً في خاصرة الوطن.
إقرأ أيضا لـ "أحمد الصفار"العدد 3090 - الأحد 20 فبراير 2011م الموافق 17 ربيع الاول 1432هـ
الحوار
بعد الي صار من اين يبدا الجوار
تفائلوا بالخير تجدوه
ولكن "لو فيها حليب حلبت"
السيادة للشعب وحده.
الحوار = حكومة منتخبة = الشعب مصدر السلطات، ماركات جديدة جاءت آيباد ون تو ثري فور.