اكتب من خضم الألم في لحظات توقفت فيها لغة الكلام وجفت الكتابة بمداد القلم وامتزج فيها الحزن بالصدمة والذهول لما يجري في الوطن، في أيام عصيبة نسينا فيها كل شيء من رياضة وغيرها من أمور حياتنا وشل تفكيرنا لأنه باختصار ما حدث هو باسم الوطن!
ويعلم الله أننا عشنا لحظات عصيبة ومحيرة في بلدنا لدرجة أننا نسينا فيها أنفسنا ومجريات حياتنا فكل ما يدور حولنا يتحدث وينظر ويفكر في شجون وهموم الوطن، وفي لحظات ما حاولنا أن نذهب إلى عدم تصديق ما يحدث على أرض الوطن وغدونا فيها نشبهها بقصص الخيال والأفلام في بلد لم نعتد فيه رؤية ومعايشة كل ما جرى أو نشبهه بـ «كابوس أو أضغاث أحلام» لكننا نصحو على أنه الواقع المرير بجميع تفاصيله... ونخرج صباحاً ومساءً في الشوارع ندور يمينا وشمالاً لنشعر كأننا في شوارع كابول أو مقديشو وليس في بلدنا الصغير المسالم!
لم أكتب يوماً في قضايا غير رياضية منذ دخولي المجال الصحافي منذ 17 عاماً، لكنني وجدت نفسي مجبراً على كتابة هذه الخاطرة والمشاعر التي أعتقد أنها لسان حال كل بحريني أصيل ينتمي إخلاصاً ووفاء وأصالة لهذا الوطن يشعر بفرح الوطن وأهله ويحزن لحزنهم.
ومن خضم الألم وفي لحظات وجدت فيها بصيص من التفكير في علاقة ما يجري في وطني بوسطنا الشبابي والرياضي ومع الحديث عن مبادرة فتح أبواب الحوار التي أطلقها سمو ولي العهد والسعي إلى حلحلة الكثير من القضايا والمشكلات الوطنية المختلفة، فإننا ومن منطلق واجبنا الوطني أولاً والشبابي ثانياً نطالب القيادة والمسئولين في هذه المرحلة الحرجة من مسيرة الوطن بأن يكون لقطاع الشباب دور مهم في حركة تصحيح وحل قضايا الوطن التي أجزم أنها مترابطة مع بعضها من مختلف النواحي، ولطالما طرحت من الكتاب والزملاء في الصحافة الرياضية لسنوات طويلة وطالب بها الكثير من الرياضيين وذلك بضرورة الاهتمام بهذا القطاع المهم من خلال إيجاد الظروف المناسبة من خلال إيجاد الأندية والمراكز الشبابية اللائقة ودعمها دون تمييز وزيادة موازناتها وتهيئة منشآتها بالصورة التي تساعد هذه الأندية والمراكز على خدمة شباب الوطن والمجتمع في القرى والمدن بعدما أصبحت هذه الأندية والمراكز إلى دكاكين لا حول ولا قوة لها وأن إداراتها تصارع الظروف والزمن باجتهادات فردية لتغيير الواقع الصعب لها دون جدوى لسنوات طويلة، وبالتالي تظل القاعدة والطاقات الشبابية الكبيرة في القرى الكثيرة في وطني تعاني في ماضيها وحاضرها وتخشى مستقبلها المجهول!
إنها دعوة صادقة لنخرج جميعاً من تحت «صدمة الوطن» على أمل أن نفيق على إشراقة صباح جديدة ليس بالعودة إلى الوضع السابق قبل 14 فبراير/ شباط 2011 بل إلى أوضاع أفضل من جميع النواحي يجعلنا أكثر اطمئناناً وتفاؤلاً على ما هو قادم الأيام وعلى مستقبل أخواننا وأبنائنا... و»حفظك الله يا وطني وأبناء وطني صغاراً وكباراً»
إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"العدد 3089 - السبت 19 فبراير 2011م الموافق 16 ربيع الاول 1432هـ
الكل يبكي على ليلاه
الكل يبكي على ليلاه ،،فلتعلم يا أخي عبدالرسول اننا في هذا الوطن الذي طلبت من الله ان يحفظه و و أبناءه لا يحق لنا حتى البكاء و ليس هذا وقت البكاء و ليس هذا الوقت وقت مطالب تطلبها من القيادة و المسئولين و اية قياده هذه التي تطب منها ذلك و هذه القيادة تقتل شعبها بدم بارد و بمقدرات (و بفلوس) الشعب نفسه ،، نحن بحاجة الى اعادة نظر فيما نتحدث فيه و لك الشكر