يبدو أن الاتحاد البحريني لكرة القدم وجد نفسه محرجاً هذه الأيام من خلال المباراتين الوديتين المفاجئتين للمنتخبين الأولمبي والأول أمام اليابان أمس والكويت غداً واللتين وضعتا الاتحاد نفسه والأندية والجهازين الإداري والفني «المشترك» للمنتخبين بل وحتى اللاعبين المختارين للمنتخبين في موقف لا يحسدون جميعهم عليه، وكشف الوضع «العشوائي» الذي تعيشه كرتنا التي لا تحتمل مصائب على مصائبها.
أكتب ذلك من وحي تواجدي وقربي من وضع «حالة الطوارئ» التي عاشها كل من له علاقة بهذين المنتخبين في كيفية تحضيرهما لهاتين المباراتين اللتين جاءتا في توقيت غير مناسب تحتاج فيهما منتخباتنا إلى إعادة ترتيب الأوراق من مختلف النواحي بعد زحمة المشاركات الخارجية المتتالية في الأشهر الأخيرة وخصوصاً أن النتائج كانت سلبية وغير مرضية وفرضت الكثير من الأسئلة ومتطلبات مرحلة جديدة يجب فيها التوقف لإعادة النظر في الكثير من الأمور لكن يبدو أننا تأقلمنا على سير «مركبنا» بالبركة.
شاهدت كيف عانى الجهاز الإداري بقيادة اللاعب السابق «الأسمراني» والمدير الجديد للمنتخبين محمد جمعة بشير ومعه الإداري فهد جلال في ترتيب أمور المنتخبين خلال أسبوع واحد وسط خضم سير مباريات الدوري للدرجتين الأولى والثانية لدرجة أن صورة المنتخب الأولمبي التي لعبت أمس كانت أشبه بـ «تشكيلة فزعة» قام المدرب سلمان شريدة بجمعها على طريقة «الجود من الموجود» دون إعداد بل وبعضها لم يلتقِ بزميله سوى في الاستاد الوطني أمس وهو وضع لا يفترض أن يحدث لمنتخب يمثل الوطن وهو الأمر المتوقع حدوثه مع المنتخب الأول الذي سيخوض تدريباً وحيداً اليوم ولا نعرف بأية صورة ستكون استعداداً للقاء الفريق الكويتي الذي يستعد منذ أيام ولعب مباراة ودية أمام اليابان الأربعاء الماضي.
وإذا كان اتحاد الكرة وجد نفسه «مجبراً لا مختاراً» على خوض هاتين المباراتين الوديتين أو أنه كانت لديه «حسابات معينة» من وراء خوض هاتين المباراتين، فإنه يجب ألاّ نعلق في كل مرة مثل هذه الأمور شماعة لأخطاء كثيرة عانينا منها في السابق ومازلنا نعانيها دون تعلم والاستفادة من الأخطاء والتي في النهاية يدفع الاتحاد ثمنها باهظاً في لخبطة برامجه وإرباك الأندية ومسابقاته ووضع اللاعبين المحليين في مواقف صعبة أمام الرأي العام والجمهور عندما نضعهم في مباريات لم يكونوا مهيئين لها بتاتاً وحتى الاستفادة الفنية لا تكون بالدرجة المطلوبة.
وإذا كان الاتحاد لديه النية في إقامة مباراة احتفالية مع الكويت بطل الخليج والأكثر استقراراً وجاهزية من منتخبنا فكان يفترض أن يتم ترتيب الأمور لها بصورة أفضل وخصوصاً مع تزامن هذه المباراة مع سير مباريات الدوري التي كان يفترض تأجيلها في الأسبوع الجاري بدلاً من الوضع المربك الذي عايشناه عن قرب.
إننا تأملنا بعد المشاركات الأخيرة لمنتخباتنا أن تكون هناك وقفة جادة وتصحيح للكثير من الأوضاع الخاطئة وتغيير مسار البوصلة ولو قليلاً بالاتجاه الصحيح لكن يبدو أن سماءنا الكروي مازالت مثل مناخنا هذه الأيام لا تدري عن تقلباته الباردة والحارة والممطرة... والله المستعان
إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"العدد 3082 - السبت 12 فبراير 2011م الموافق 09 ربيع الاول 1432هـ