عليَّ أن قول – في البداية – إنني أحب مصر كثيراً! تعلمت على أساتذتها صغيراً في بلدي، ثم تعلمت على أساتذتها كبيراً في مصر، وأحتفظ لها بكثير من الذكريات الجميلة، ولهذا فإن ما يجري فيها الآن كان مؤلماً لي كثيراً، وما كان يحدث فيها قبلاً كان مؤلماً أيضاً!! أخطاء كثيرة ارتكبها قادة مصر خاصة في الانتخابات الأخيرة، كانت التزويرات شديدة الوضوح، وفقدوا بهذا العمل المزري تيارات واسعة من أبناء الشعب وظهرت آثار ذلك في ثورة المصريين الحالية.
ومن المخجل أن يتصدى مجموعة من المثقفين ورؤساء تحرير الصحف لتبرر كل تلك التجاوزات، والأسوأ الاستهزاء بكل القوى الأخرى باعتبار أنها لا قيمة لها وإلا لحصلت على أصوات المواطنين!!
وفي خضم الثورة القائمة، والدماء تنزف، ومئات الآلاف ينزلون إلى الشوارع في كل محافظات مصر يخرج أولئك «المثقفون» ليقولوا كلاماً مقززاً في وصف ما يجري، وبعضهم حمل الاخوان المسلمين مسئولية كل ما جرى في مصر وأنهم وراء كل من خرج إلى الشارع!! والعجب أن هؤلاء الأشخاص أنفسهم هم من كان يقول: إن الإخوان لم يعد لهم وجود في الشارع وإلا لكانوا وجدوا من يصوت لهم!! والعجب كيف يكون الإخوان بذلك الضعف ثم يصبحون هم من يقود الشارع المصري كله؟!
هؤلاء المنافقون ومن كل التيارات هم من أوصل مصر إلى هذه الحالة المتردية التي دفعت – وستدفع – مصر وشعبها ثمناً غاليا من أجلها. وهذا الصنف من المنافقين هم من أسقط حكومة «بن علي» وهم من سيسقط كل الحكومات السيئة التي لا تقيم لشعوبها وزنا.
كلامي هذا لا يعني أن الحاكم غير مسئول عماً يحصل في بلده، لأنه – بكل بساطة – هو من عيّن هؤلاء، وهو من أعطاهم السلطة لاذلال الشعوب وسرقة خيراتها.
وإذا كان كل حاكم يدعي أنه يعمل من أجل شعبه ليلاً نهاراً فلماذا لا يترك هذا العمل وينصرف إلى سواه وهو يرى أن شعبه لا يريد منه أن يستمر في خدمتهم؟! لماذا يريد أن يخدمهم رغم أنوفهم؟!
المنافقون في مصر بدأوا في الدب، حملوا ما خف حمله وغلا ثمنه، وأخذوا عوائلهم معهم، وتخلوا عن رئيسهم الذي يصر على خدمة الشعب حتى آخر رمق في حياته، ففي الأزمات ينسى هؤلاء المنافقون كل شيء إلا الحرص على الأموال التي سرقوها من أقوات الشعوب الجائعة.
مصر بلد عظيم ومن الظلم الإساءة إليه بتلك الصورة... ولكن من المسئول؟! الشعب أم الحاكم؟!
أتألم وأنا أشاهد الحرائق الهائلة في المباني الحكومية لأنها بنيت من دماء الشعب وعرقه... ولكن هذا الشعب يحرق رموز الظلم التي أهانته عشرات السنين؟ مراكز الشرطة، ومباني الحزب الحاكم... والشعب يغلي من القهر ولا قيادة له، ويريد التعبير عن غضبه فلا يجد إلا هذه الوسيلة السيئة، لأنه يحرق ما دفع ثمنه.
شباب مصر متحضرون – غالبا – عبروا عن مطالبهم بهدوء ولو لم يواجهوا بعنف لما حصل ما حصل، لكنه الجهل والغطرسة... «شوية عيال» كما قال بعضهم!!
أعرف أن التخلي عن السلطة أمر في غاية الصعوبة، ولكن أليس من الصعوبة المؤلمة أن يرى الحاكم شعبه يقتل وبلده تحرق وهو مُصِرٌّ على تمسكه بهذه السلطة؟! أي سلطة هذه وهي على دماء الشعب وممتلكاته؟! ليت الرئيس يتخلى عن تلك السلطة، ويحفظ لشعبه حقوقه، ويعمل على إجراء اصلاحات حقيقية سريعة ثم يرحل بعيداً وقد ترك أثراً طيباً يذكره له هذا الشعب!!
لست أدري أين ستتجه رياح التغيير التي بدأت من تونس ثم مصر، ولكني أتمنى من كل حكام العرب أن يدركوا أن مرحلة التغيير قادمة، وأنه من الأفضل أن يبادروا إلى عمل تغييرات حقيقية تحفظ للشعوب حقوقها في عيش كريم، وفي حرية دائمة. وبدون ذلك قد يدفعون بلادهم إلى فوضى ودمار، ويسيئون إلى أنفسهم كثيراً... والعاقل من اتعظ بغيره...
إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"العدد 3070 - الإثنين 31 يناير 2011م الموافق 26 صفر 1432هـ
""""""""""""""
لم ارى شعباً يصبر كمصر
ارحل
حسني مبارك يقول انه جالس علشان خدم الشعب طيب الشعب لايريد هذه الخدمة ليش مايرحل حسب رغبة الشعب
وبعدين
وين تروح هذه الريح بعد مصر وتونس وعقبال الظلمة كلهم
إتعظوا يا بقية الحكام
أتمنى من النظامين اليمني والسوري؛ بأن يتعظوا بما يحصل في مصر ويتصالحوا مع شعوبهم، ويتركون العناد جانباً
فعلاً ألمك هو ألمنا يا أم الدنيا
لم أرى في حياتي ولن أرى ألماً أكثر من ألم المقهور المحروم إن وقف في وجه الظالم وقال له سيبنا في حالنا!
دحنا ناس غلابة وعلى أد حالنا عاوزين نعيش؛ عاوزين نشوف يوم حلو زي العالم والناس!
والظالم يخنقه بكلتا يديه ويشدد عليه الخناق؛ خلك تموت وأعيش أنا على كتفك وكتف غيرك ومن كفوف الوطن الا انمدت ليّّ!
يا مصر يا أم الدنيا دحنا معاك لآخر نفس؛ والله العظيم قلوبنا معاك ياغالية.