لا أريد أن أحمّل اللجنة الأولمبية البحرينية حديثة العهد في تركيبتها الجديدة المسئولية الكاملة للمشكلة التي تواجه كرة اليد البحرينية الأولى، وهي بطالة أبرز لاعبي المنتخب الوطني الأول، فالمسئولية في الأساس تقع على المؤسسة العامة للشباب والرياضة سابقا لما كانت الاتحادات الرياضية تحت وصايتها، إلا أنها (أي اللجنة الأولمبية) على رغم ذلك تتحمل جزءا من المسئولية، كيف؟!
لا أعتقد أن المسئولين في اللجنة الأولمبية البحرينية ليسوا عارفين بالمشكلة التي تحيق بأبرز لاعبي المنتخب خلال السنوات الأربع أو الخمس الماضية، وإذا لم يكونوا على علم بها من خلال المسئولين في اتحاد اليد، فإنها وصلت وبكل وضوح من خلال الصحافة الرياضية التي كتبت مرارا وتكرارا عنها بالأخص في الآونة الأخيرة، أو أنهم عرفوا ذلك من خلال تقرير إعداد المنتخب المتضمن لرواتب شهرية للاعبين (400 دينار للعاطل، 300 دينار لغير العاطل).
أعرف تماما بأن القضية ليس من السهل أن تحل ما بين ليلة وضحاها، إلا أنني أحمّل اللجنة الأولمبية (جزءا من المسئولية) لأنها لم تعبر عن موقفها صراحة تجاه اللاعبين بشكل رسمي وواضح، وكأن الأمر لا يعنيها كجهة أهلية مسئولة اليوم عن الاتحادات الرياضية، الأمر الذي يزيد من معاناة اللاعبين يوما بعد يوم وخصوصا أنهم كانوا يتوقعون تفاعلا بمناسبة المشاركة في بطولة كأس العالم في هذا الإطار.
لما نطرح هذا الملف مرارا وتكرارا على صفحات «الوسط الرياضي» ليس بهدف كسب الجميل أو مجرد إبراز مشكلة تتحملها اللجنة الأولمبية البحرينية أو المؤسسة العامة للشباب والرياضة، بل بهدف وطني بحت ونظرة مستقبلية لما سيصل إليه منتخب المستقبل الذي أبدع في نهائيات كأس العالم وحقق نتائج إيجابية جدا وسمعة ما كانت على البال، جراء بطالة اللاعبين الذين مع تقادم الأيام تزيد مسئولياتهم وبحاجة لما يسدها من أجل التفرغ للإبداع في لعبة كرة اليد.
ولما نكتب ونقول بأن أتركوا التمييز ما بين لاعبي كرة القدم وبقية الألعاب في مثل هذه الأمور، ليس لأن لاعبي منتخب الكرة لا يستحقون بل أنهم يستحقون أكثر من خيرات البلد، إنما من أجل أن لا يحس الأبناء بأن الأب يفرق بينهم في اللبس وحتى في الأكل (...)، فذلك يخلق نوع من التمرد من جانب والدلع من جانب آخر، وفي فقه الأسرة ذلك يدمر بيوت ولا يخلق أجيالا نوعية للمستقبل (...).
عموما، أتمنى أن تتبنى اللجنة الأولمبية البحرينية ملف العاطلين من لاعبي منتخب كرة اليد في أسرع وقت ممكن، فما فات قد فات ودعونا نكون إيجابيين بالنظر للمستقبل بعين التفاؤل، وعلينا أن ندعو من أجل منتخب الوطن، ومازلت متفائلا في أن الإشكالية.
كنت أتمنى أن يكون للمؤسسة العامة للشباب والرياضة موقف داعم أكبر لمشاركة نادي الشباب في بطولة الأندية الخليجية، فما قدمته المؤسسة العامة للنادي أقل مما توقعته كمتابع لشأن كرة اليد البحرينية. توقعت أن تدعم المؤسسة العامة النادي بخلاف تكاليف المشاركة في البطولة، بمبلغ مناسب للتعاقد مع لاعبين محترفين أو محليين (وهذا تم)، بالإضافة إلى دعم معسكر الفريق الخارجي في إحدى الدول الخليجية على أقل تقدير.
للأسف، المؤسسة العامة رفضت دعم معسكر النادي الذي يبدأ اليوم في دبي، فالفريق يغادر اليوم وبأقل الإمكانات المتاحة للنادي، ولا أدري إذا يسمح المسئولون لي بنادي الشباب بالحديث عن ظروف المعسكر أم لا، إلا أنني أكتفي بالقول بأنها (لا تسرني أبدا).
المجال لا يزال مفتوحا أمام المؤسسة للدعم الشباب، وباعتقادي أن ألف دينار أو ألفي دينار لن يضر موازنة المؤسسة العامة بشيء، في الوقت الذي سيضع معسكر الفريق في وضع أفضل بكثير، وخصوصا أن النادي من الأندية الآيلة للسقوط ماديا (...).
إن أبسط قرار يفترض أن يتخذه اتحاد اليد (الآن) وبعد المشاركة في بطولة كأس العالم، هو الإعلان عن عدم استمرار المدرب أورليك، وبموازاة ذلك الإعلان عن برنامج المنتخب للـ 10 أشهر المقبلة (أي للمشاركة في تصفيات 2012)، بالتعاقد مع مدرب جديد يقود الفريق في البطولة الخليجية التي تكون بمثابة الإعداد الأولى للتصفيات، وأقترح أن يكون المدرب القادم (الجزائري صالح بوشكريو).
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 3066 - الخميس 27 يناير 2011م الموافق 22 صفر 1432هـ