انتظرت كرة اليد البحرينية 36 عاما حتى يتمكن المنتخب الأول من التأهل إلى نهائيات كأس العالم لكرة اليد المقامة حاليا في أحد معاقل اللعبة في أوروبا والعالم مملكة السويد. فالاتحاد البحريني لكرة اليد واتحادات كرة السلة والطائرة أشهر رسميا من قبل رعاية الشباب بوزارة العمل والشئون الاجتماعية العام 1974 بعد أن كانت تشرف على هذه الألعاب الجماعية لجان منبثقة عن الاتحاد الرياضي العام، وهو الاتحاد البحريني لكرة القدم الذي تأسس العام 1956.
ولعبة كرة اليد لمن لا يعرف تاريخها. انطلقت من المدارس الحكومية، وكانت لمبارياتها شعبية كبيرة لا يقتصر حضورها على طلبة المدارس، فمازلت أتذكر المباراة النهائية التي اقيمت فترة ما بعد الظهر بين فريقي مدرسة الهداية الخليفية ومدرسة المنامة الثانوية بحضور وزير التربية الأسبق الشيخ عبدالعزيز بن محمد. وهنا يكمن السر الحقيقي وراء تطور الرياضة المدرسية، لأن الوزير كان يحضر المباريات، ومدير المدرسة ينظر باهتمام يوم تكريم فريق مدرسته من قبل الوزير، والطالب ينتظر بشغف يوم التكريم الذي قد لا يتعدى كلمات شكر تلقى من قبل الإدارة في طابور الصباح إلا أنها كانت تمثل سعادة حقيقية لجميع اللاعبين! ثم بعد ذلك تشكلت اللجنة التأسيسية من مدرسي خريجي المعهد العالي للمعلمين قبل إشهار الاتحاد بشكل رسمي، وكان جل اللاعبين المشاركين في فرق كرة اليد، يشاركون في دوري كرة السلة والطائرة والقدم، قبل أن يصدر قرارا من قبل رعاية الشباب بالتخصص في الألعاب الجماعية.
وفي بدايات إشهار اتحاد اللعبة كان يتنافس على ألقاب بطولاتها فريق القادسية (النجمة حاليا) والنسور (الأهلي حاليا) والمحرق والرفاع وكثير من الفرق التي انتهت وطواها الزمن، والغريب أنه لم تكن هناك منافسة تذكر لفرق أندية القرى قبل بزوغ نجم فريق باربار الذي أكد تفوقه العام 2002، حينما فاز ببطولة الدوري العام لأول مرة. ثم انطلقت فرق أندية القرى بقوة نحو المنافسة وأصبحت الآن الرافد الأكبر للمنتخب الوطني كنتيجة حتمية على شعبية اللعبة وما تمتاز به من قوة وسرعة ومنافسة قد لا تتوافر في الألعاب الأخرى.
والآن وبعد أن تأهل منتخبنا الأول لأكبر البطولات العالمية وأهمها على الإطلاق بعد عناء 36 عاما، أتساءل: ماذا عملنا من اجل إثبات اسم البحرين بين أعتى منتخبات دول العالم؟ فهل أعددنا المنتخب الإعداد الجيد الذي يتناسب مع قوة المنتخبات؟ وهل استغللنا المشاركة للترويج إعلاميا لاسم البحرين؟ وهل اهتمت الشركات الوطنية الكبيرة بوضع شعاراتها على قميص المنتخب كما فعلت بقية منتخبات العالم لأنها تمثل أكبر دعاية لها بسبب نقل مبارياتها على الهواء مباشرة إلى جميع دول العالم؟ اسئلة كثيرة تدور في فكري وانا أتأمل تاريخ كرة اليد الذي ساهمت في جزء منه، ولو شاءت الاقدار لكنت اول ضحاياها في اول مشاركة في دورة الالعاب العربية!
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 3063 - الإثنين 24 يناير 2011م الموافق 19 صفر 1432هـ