الأحداث المتوالية التي شهدتها المنطقة العربية منذ مطلع العام الجاري وحتى اليوم تشير إلى أن المنطقة مقبلة على عدة تغييرات جذرية - بحسب المراقبين - والتي قد تحمل ملامح جديدة لشكل مرحلة أخرى.هذا في الوقت الذي بدأنا نعايش زمن تسريب المعلومة السرية أولاً مع ويكيليكس والآن في بث تقارير سرية لمفاوضي السلطة الفلسطينية مع المسئولين الإسرائيليين (بدأت البث بها قناة «الجزيرة» القطرية وصحيفة «الغارديان» البريطانية منذ أمس الأول وبشكل يومي في تغطيات خاصة).

وبقراءة سريعة فإن المنطقة شهدت حتى الآن ثورة مدنية في تونس وأيضاً مقبلة على انفصال قريب مع جنوب السودان إضافة إلى بؤر التوتر المنتشرة هنا وهناك في أكثر من بلد عربي مثل اليمن ومصر والأردن والجزائر وجميعها تعيش قلاقل يومية في مقارنة بالدول العربية الأخرى التي تختلف معاناتها بحسب طبيعة وظروف كل مجتمع عربي. وجميعها تتحدث عن مطالب عربية تتشابه في أغلب مضمونها وذلك بسبب غياب الإصلاح الحقيقي والديمقراطية والحريات العامة.

أما في زمن تداول المعلومة فإن بشائر العصر التكنولوجي أيضاً بدأت تكشف مزايدات وتلاعباً من فوّض نفسه مفوضاً باسم الشعب الفلسطيني ولعل ما بثته مساء أمس «الجزيرة» في حصادها قد طرح مشهداً عربياً آخر من المراوغة، ولقد انعكس ذلك حتى في أسارير وتفاعلات «صائب عريقات» مثلاً في مواجهة حقائق وأقوال تسيء ولا تخدم القضية الفلسطينية في شيء عدا أنها قد تخدم مجموعة انتهازية تريد أن تحقق مكتسبات على حساب الشعب الفلسطيني.

إن لغة العالم اليوم تغيرت كما تغيرت في سرد الأخبار والأحداث بينما مازالت دول في منطقتنا تعيش عقلية تمنع نقل هذه المعلومة أو تلك بل وتعيش على الممارسات التقليدية نفسها في كبت الأصوات وهو ما لا يتطابق كلياً مع زمن السلطة التكنولوجية وقنوات أخبار الواقع أي الخبر من الحدث مباشرة وهي أدوات أصبحت في متناول الجميع تماماً.

وهي أدوات ترينا لحظة بلحظة سقوط نظام وكذب مسئول وتعليق مشاهد جميعها لحظة وقوع الحدث أي التفاعل في لحظة وقوع الحدث أو بث الخبر... كل ذلك يحدث في ثواني ونحن نشاهد عالمنا العربي إما يحترق أو يكذب أو يسقط أو ينفصل أو يتازم...