حقق منتخبنا المطلوب بفوزه على المنتخب الهندي بـ5 أهداف مقابل هدفين وهو فوز كان متوقعاً بنسبة كبيرة لكن الشيء المؤكد أن كل بحريني تابع مباراة الأمس بـ «عين واحدة» والعين الأخرى على المباراة الأخيرة الحاسمة للأحمر أمام أستراليا والتي ستحدد هوية المتأهل الثاني الذي سيرافق كوريا الجنوبية إلى الدور الثاني.

والشيء اللافت أن ما خشينا منه قبل مباراة الأمس هو الوضع الفني والنفسي لمنتخبنا وكذلك حسبة الأهداف التي تلاشت بعد تعادل المنتخبين الكوري والأسترالي في المباراة التي سبقت مباراة منتخبنا وبالتالي أصبح فوز منتخبنا على الهند بهدف مثل العشرة وبالتالي ساهم ذلك في تخفيف حدة الضغط والتسرع الذي كان سينطبع على شكل منتخبنا لو دخل المباراة بحثاً عن رصيد كبير من الأهداف، لكن بلاشك أن الفوز بخماسية يعتبر مبعث ثقة ودافعاً للاعبي الأحمر قبل المباراة الحاسمة أمام أستراليا.

صحيح أنه لا يمكن قول الكثير عن مستوى ومجريات مباراة الأمس لكن ما يجب التوقف عنده بعض النقاط المؤثرة وأبرزها «الطرد الباهت» للاعب منتخبنا فوزي عايش في الشوط الثاني بتصرف غير مبرر ما أفقدنا جهود لاعب مهم في التشكيلة وخصوصاً أن منتخبنا «مو ناقص» غيابات في ظل كثرة الإصابات وكان يفترض من الجهازين الإداري والفني واللاعبين أنفسهم التنبه لمثل هذه النقطة المهمة وتحديداً بعد تقدم منتخبنا بـ4 أهداف لهدف في نهاية الشوط الأول إذ كان يفترض التعامل بهدوء والتحكم في اللعب وامتصاص المنتخب الهندي الذي يعتمد أساساً على الحماس.

كما نكرر التنبيه لبعض الأمور الفنية مثل الهفوات الدفاعية والأخطاء في العمق التي تتحول إلى فرص خطيرة وأهداف مثلما حدث في مباراتي كوريا والهند بنفس الطريقة، وكذلك مستوى المهاجم جيسي جون الذي مازال بعيداً عن المستوى المطلوب منه كلاعب محترف يفترض أن يكون عطاؤه في الشق الهجومي أكبر وبالأمس لولا المجهود الكبير للمهاجم إسماعيل عبداللطيف واستعادته حاسية التهديف وتسجيله الأهداف الأربعة، لواجه منتخبنا موقفاً حرجاً في ظل مجريات المباراة وكيف لا يظهر مهاجم محترف في مباراة أمام فريق متواضع مثل الهند... فماذا ننتظر منه في مباراة أقوى أمام أستراليا؟

عموماً، أعود وأقول يجب ألاّ نتوقف كثيراً عند مباراة الهند ويجب التركيز على تهيئة الفريق جيداً لمواجهة أستراليا ومعالجة الأخطاء الواضحة التي مازال يعاني منها الأحمر والتي ظهرت أمام كوريا القوية والهند المتواضعة، ومباراة أستراليا ستضع منتخبنا أمام التحدي في التغلب على ظروفه والغيابات التي ازدادت بغياب فوزي عايش بعد فقدان حسين بابا مصاباً في لقاء كوريا، وأعتقد أن المهمة ليست متعلقة بالمدرب سلمان شريدة بل باللاعبين الذين يجب عليهم تحمل المسئولية ومضاعفة الجهد وخصوصاً أننا رأينا في هذه البطولة سقوط فرق كبيرة مثل السعودية وتعثر اليابان أمام منتخبين يقلانهما خبرة وإمكانات فنية مثل الأردن وسورية.