لعل الجامعيين الذي يعملون في وزارات الدولة ومؤسساتها إثر انتدابهم من قبل صندوق العمل (تمكين)، هم الفئة الصامتة المنسية التي كنا نطرق أبواب المسئولين من خلال الصحافة المحلية مراراًً وتكراراًً قبل سنوات؛ لتبني ملف توظيفهم وانتشالهم من سنوات عجاف قضوها في غياهب البطالة، واليوم وإن تحسن وضعهم قليلاً إلا أنهم يدورون في حلقة مفرغة لا مآل للخروج منها.
عامان يقضيها الجامعي يتدرب في المؤسسة الحكومية على رغم أنه خاض التدريب العملي على مدى فصل دراسي كامل في الجامعة، وربما سبق له التنقل والترحال بين أكثر من وظيفة خلال فترة دراسته، ومن أجل أن يحصل على راتب شهري من «تمكين» لا يتجاوز الـ300 دينار -لا يتبقى منه الشيء الكثير بعد استقطاع مبلغ الضمان الاجتماعي- فإن عليه أن يكدح على أمل أن يتوظف بشكل دائم، وفي كثير من الأحيان يصطدم بكثير من العراقيل وسط هالة كبيرة من الطموحات والتطلعات برسم مستقبل جميل.
ما يدفع الخريجون للإحباط أنهم بعد قضاء فترة التدريب في الجهة الحكومية والتي لا تقل عن 24 شهراًً سيجدون أنفسهم تركوا لمواجهة المجهول، وقد يخوضون مجدداً رحلة إثبات الذات التي لا توجد فيها محطات للراحة، بل مسيرة سفر محملة بالمزيد من الحقائب والمسئوليات والتكليفات الجديدة، مع مسافرين جدد وفي قطار يحركه قائد ذو فكر مختلف ومنهج متباين عن ربان المركب السابق، وذلك يفترض منهم التكيف مع كل الهزات والرجفات التي قد تعترض سير الرحلة أياًً كان نوعها ومستواها.
المعضلة الأخرى أن من بين الجامعين المنتدبين من «تمكين» من استطاعوا أن يثبتوا جدارتهم وكفاءتهم وقدرتهم على تولي زمام الأمور، بل وتفوقهم أحياناً على موظفين قدامى في الجهة التي يعملون لديها، إلا أن تداعيات الأزمة المالية العالمية وما خلفته من آثار كبيرة على الاقتصاد الوطني بشكل عام، ألقت بظلالها على عملية تثبيتهم في الوزارات والمؤسسات الرسمية رغم وجود الشواغر الكافية والحاجة إلى سد النقص لرفع مستوى الأداء، فأصبح هناك تقنين في هذا الجانب وأحياناً شلل تام يقف حائلاً أمام استيعاب هذه الكفاءات.
أغلب الجامعيين يطمحون إلى الحصول على عمل في القطاع العام، وذلك لأسباب مختلفة لعل من بينها عدم الاستقرار في وظائف القطاع الخاص والعمل بعقود يتم تجديدها كل عام أو عامين، والرغبة في الاستقرار والأمان الوظيفي، وهذا ما يجعل وزارة العمل تواجه صعوبة في إقناع الأجيال القادمة من الخريجين بقبول العمل في الشركات والمؤسسات الخاصة، والنتيجة هي انقطاع صرف التأمين ضد التعطل عنهم بعد 6 أشهر، علاوة على عدم ظفرهم بالوظيفة الحكومية.
كثيرون ممن يتقاضون راتب «تمكين» الشهري، يعيلون أسراً، وبلا شك يتطلعون إلى تحسين وضعهم المعيشي لمواجهة المتطلبات الحياتية اليومية في وضع يتجه إلى الغلاء صعوداًً، ولن يبلغوا ذلك والراتب على حاله لا يتغير، وبعد عامين سيركنون في بيوتهم، وأبسط ما يرتجونه هو تثبيتهم في وظائفهم على أساس أهليتهم لها قبل انقضاء المدة، وخصوصاًً أن من تم توظيفهم في القطاع العام من قائمة الـ 1912 عاطلاًً جامعياًً عن العمل لم يتم توظيف سوى 500 منهم، رغم وجود توجيه من القيادة السياسية بتوظيف الجميع.
إقرأ أيضا لـ "أحمد الصفار"العدد 3049 - الإثنين 10 يناير 2011م الموافق 05 صفر 1432هـ
عقاب لكل خريج
تحية طيبة لك ايها الاخ احمد الصفار لقد ادميت جرحي القديم حده الاول انت، والحد الثاني انا، اخي العزيز لدي خريجتين جامعيتين الاولى تخرجت 6-2009 بمرتبة الشرف والثانية تخرجت 6-2010 بمرتبة الشرف وفي كل صباح اطوف بهما أنا الوالد العجوز طارقاً ابواب العمل وكل ما طرقنا باب يخرج علينا بواب العمارة او المكتب سائلا عن السيرة الذاتية فيأخدها ويغلق الباب وراءه والذي يحز في النفس كلما دخلنا مكتب لا نجد من يتكلم باللغة العربية فما معنى ذلك هل التوظيف للاجانب، وخريجين الوطن لهم العذاب ؟!
حسره
بعد مضى 8سنوات على تخرجى بكالوريس جغرافيا لازلت ادور فى حلقه مفرغه مع المدارس الخاصه بدأت 190 دينار والان بالكاد 300, سنوات التعب والسهر وباصات الجامعه انتهت بهذا الحصاد المر _ الان اقتنعت بدورات وزاره العمل وتوقفت عن العمل كمدرسه والله وكيلكم للحين مماطلات العدد ناقص وبعدين بنتصل فيكم 9شهور والمصير ؟!!
حلول مؤقتة ومخدرة للناس
نظرة واحدة تكفي الى ممن تم توظيفهم في ........ و هم لم تخط لحاهم . السالفة وما فيها عدم توظيف الشخص المناسب في المكان المناسب وكذلك توظيف ممن لا يملكون المؤهلات ، فمثل هذه الأعمال لا تتماشى مع ما يطمح له الملك والرؤية الإقتصادية لأن هذه الأعمال كمن يبني وشخص آخر ينخر في الأساس (foundation )
كما عهدناك
كما عهدناك دائما ... مواضسع جديدة وتمس الواقع ...
فرص فى الكويت
اليوم هناك اعلان فى صحف الكويت بطلب معلمين لماذا لا تقوم وزارة العمل والتربية بالتنسيق مع وزارة التربية بالكويت لعمل الشباب البحريني فى سلك التعليم فى الكويت
مقالك في الصميم
شكرا لك على هذا المقال الذي يلامس الوتر الحساس لكل جامعي .. فهم يعملون سنتين كاملتين بأجر 280 دينار ودوام كامل وأحيانا ساعات اضافية دون مقابل وبعد هذا العامين سيلاقون نفس المشكلة السابقة و هي البطالة و لا أعتقد أنهم سيجدون وظيفة مناسبة لأن معظمهم توظفوا في أعمال لا تمت بصلة إلى تخصصاتهم ناهيك أن الموظفين لا يتعبوا أنفسهم في تعليم هؤلاء الجامعيين أصول المهنة خوفا أنه يتغلب عليه يوما ويشاركه في رزقه .. مظلومين هالجامعيين ..
الله يرزقهم و يجب الإلتفات الى تثبيت توظيفهم
الدماء الجديدة و الشباب من أغنى ثروات الوطن، فالإلتفات لهم و إعطائهم فرصة تفجير طاقاتهم المبدعة و تحسين بيئة العمل على أسس علمية و إستغلال حماسهم و نهمهم و علمهم الحديث في إثبات قدراتهم ، لهو أمر في غاية الأهمية كون المحتاج الرئيسي هو الوطن.. من ناحية أخرى، فإن الأمان الوظيفي من أهم العوامل المؤثرة على نفسية الشباب المتوظف حديثا"، و لا يفوتنا ما لعواقب البطالة من عواقب سلبية عظيمة على الشباب و من ثم المجتمع ككل. الله الله بالشباب و الله يعطيهم و يرزقهم و ما خاب من ساعد المؤمنين,
دهن عود
عنوان مقال هو : 18 طالب دكتوراة يتقدمون بشكوى ! وعدد30 موظف تابع مركز الدراسات والبحوث لم يتم تعيينهم في وظائف بعد ان تم حل مركز الدراسات! لا أعلم مامعنى الشفافية لدى بعض الجهات من هذه العبر و الان شباب تمكين ( لم يتم توظيف سوى 500 منهم) ومالذي سوف يحصل للطلاب المتخرجين حالياً