في عالم كرة القدم تختلط المفاهيم على عكس أية لعبة أخرى مابين حدوث المتوقع والمنطقي وبين اللامنطقي «المفاجآت» وهو أهم أسرار هذا العالم المثير، لذلك نعول اليوم على حدوث ذلك المفهوم في الخطوة الأولى لمنتخبنا الكروي في مواجهة الشمشون الكوري الجنوبي المرشح القوي ليس للفوز على منتخبنا أو التأهل إلى الدور الثاني بل للفوز باللقب الآسيوي.
ندرك الفوارق في الإمكانات والظروف بين منتخبنا وكوريا الجنوبية المدجج بعناصره المحترفة في أوروبا يتقدمهم نجم مانشستر يونايتد بارك جو سونغ، لكن ذلك يجب ألاّ يكون مدعاة للاستسلام إلى الواقع وأن يظهر الأحمر بشخصية الفريق المقاتل بروحه العالية للاعبيه والأداء الجاد والانضباط والتركيز الفني والذهني وهي عناصر مهمة في معادلة لقاء اليوم.
نريد اليوم احترام وتقدير قوة «الشمشون الكوري» والتعامل الجيد معها بثقة في النفس وجدية بعيداً عن الرهبة والارتباك والاهتزاز الذي يؤدي إلى وقوع الأخطاء وهو ما نخشى حدوثه اليوم، وخصوصاً أن منتخبنا اعتاد في السنوات الأخيرة على مقارعة أقوياء آسيا سواء في كأسي آسيا 2004 و2007 وتصفيات كأس العالم لدرجة أن منتخبنا تفوق على الفريق الكوري في كأس آسيا 2007 بعدما حول تأخره إلى فوز مثير بهدف «اللطيف» في الرمق الأخير ثم تعادل منتخبنا مع كوريا بكامل نجومه ودياً، وبالتالي يجب أن نتعامل جيداً في قراءة النتائج السابقة في ظل الظروف التي يواجهها المنتخب بنقص العديد من العناصر الأساسية.
شخصياً أعتقد أن مباراة اليوم هي «مباراة لاعبين» أكثر من حسابات الخطط والتكتيكات الفنية وبالتالي يجب على كل لاعب أن يتحمل مسئوليته وخصوصاً العناصر الأساسية المؤثرة التي يجب أن يكون دورها كبيراً ومضاعفاً في لقاء اليوم.
إننا يجب أن نستفيد من درس مباراة الأردن واليابان أمس والتي كانت حساباتها ومعطياتها مشابهة إلى حدٍ كبير بلقاء منتخبنا وكوريا اليوم لكن منتخب «النشامى» استطاع بروح لاعبيه القتالية وجديتهم وإصرارهم في التصدي والصمود أمام القوة والخطورة اليابانية و»ذوبوا» الفوارق والإمكانات الفنية وكانوا قريبين من تفجير المفاجأة الكبيرة لولا هدف «الإنقاذ» التعادل الياباني في الوقت بدل الضائع، ليكون ذلك أشبه بالدرس الكبير في عالم كرة القدم الذي نتمنى أن يقرأه لاعبو الأحمر جيداً اليوم... وبالتوفيق.
إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"العدد 3048 - الأحد 09 يناير 2011م الموافق 04 صفر 1432هـ