العدد 3036 - الثلثاء 28 ديسمبر 2010م الموافق 22 محرم 1432هـ

بين الجيد والممتاز!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

كيف نحدّد بأنّ أحدهم يستحق الحصول على تقدير جيد أو ممتاز، أهو الحظ أم العمل المتواصل أم الاثنان معاً؟!

من خبرتنا نجد بأنّه مهما تكن متميّزاً فإنّ الحظ يأخذ حيّزه معك، ومهما سعيت فلن تفيد المحاولات، في زمنٍ أصبح تقييم المرء ينبع من الظاهر وليس من خلال خبرة السنوات والعمل الحثيث.

وعليه وجب علينا أن نسعى في حال تقييمنا إلى تزييف الحقائق وإخفاء بعض النّاس، وتحوير الكلام، حتى يتناسب مع معايير من يقيّمنا، فنحن في نهاية المطاف نحتاج إلى الحظ وليس إلى العمل الدؤوب!

للأسف الشديد، أصبح الكبار يُقيَّمون من الصغار، وهذا ليس إجحافاً في حق الصغار، ولكن الخبرة هي محك رئيسي ومهم من أجل التقييم. ولكن لقد أسمعت لو ناديت حيّاً ولكن لا حياة لمن تنادي.

سمعنا أحدهم يذكر لنا بأنّ الوثائق قد تكون كاملة 100 في المئة، ولكن في الحقل الفعلي نجدها 0 في المئة، وهذا كلام غير صحيح بالطبع، ففي نهاية المطاف المعيار الذي يقيّم به أحدهم هو معيار الورق ومعيار الحظ!

هناك بعض الجهات الحكومية التي تُقيّم من قبل جهة معيّنة، ولا تحتاج هذه الجهة إلاّ إلى 3 أيام فقط لإصدار حكمها، مهما اختلفت الظروف وتغيّرت في وقت وصول هذه الجهة، وهنا يحدث التصادم، هل تستحق هذه الجهات الحكومية على تقدير ممتاز أم جيد؟ بالطبع سيكون في بعض الأحيان الحكم قاسياً، وسيحصل البعض على جيد، فالحظ لم يلعب دوره في صفّهم، ولكنّه توجّه ضدّهم كالريح العاتية.

عجيب أمر هذه الجهات، التي تصدّق بأن العمل المتواصل والمثمر سيوصلها إلى الامتياز، لأنّ تقدير الامتياز لن يتحقّق في ظرف 3 أيام، إذ ستضغط الجهة المعنيّة على هذه الجهات في السعي إلى الامتياز، وهي موقنة بأنّها لا تستحق ذلك!

لسنا ضد التقييم ولكنّنا ضد التقييم المبرمج مع عدم الأخذ بالعوامل والظروف التي تستعر داخل المؤسسة الحكومية، ولابد لها من أخذ آراء المختصّين وكذلك المستفيدين من أي قطاع حكومي، حتى نحقّق النجاح، فإن كانت هناك جهة تستحق الجيد، فلها ذلك، وإن كانت ظروفها لا تسمح باستقبال من يقيّمها، لابد من وجود تأجيل لهذا التقييم حتى لا يؤثّر على الحكم، أو حتى معرفة أسباب الظروف، وأخذها في عين الاعتبار.

ولكنّنا بالطبع في مجتمع بيروقراطي، لا ينتمي إلى المرونة ولا إلى تقبّل عدم الأخذ بأحكام سريعة على الآخرين، وهو في النهاية ما تريده بعض الأطراف، وعليه لابد لنا من مراجعة وموازنة الأمور مرّة أخرى، حتى نصل إلى التميّز الذي نطمح إليه فعلاً!

من الإنصاف ومن الاتزان أن نقيّم الآخر لنتاج عمل طويل متواصل، غير مبني على ملاحظات سطحية هنا وهناك، فالجودة التي نريدها يجب أن تكون كاملة متكاملة في جميع المعطيات، وليس في معطيات ومعايير معيّنة لا تنتمي إلى المؤسّسة التي ستقيّمها!

فهنيئاً لنا الجيد إن كنّا غير محظوظين، ويا ليتنا نحصل عليه حتى في ظل ظروف مظلمة، فالبعض منّا مهما طمح إلى الامتياز والتميّز، فإنّ الحظ له بالمرصاد، حتى لا يحصل عليه هذه السنة.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3036 - الثلثاء 28 ديسمبر 2010م الموافق 22 محرم 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 10:17 ص

      تقيم الجودة

      هناك عدة اليات للتقويم الاعمال والافضل ان الموظف المسؤل عن عمل ما ان يقيم نفسه وممكن يقدم الاسس بتفاصيل للمقيم وعى هذا الاساس يتم النقاش او الحوار مع المعني وعلى المقيم يقنع الموظف بان التقيم في محله او العكس....

    • زائر 11 | 7:57 ص

      المدينة الفاضلة

      نحلم بالمدينة الفاضلة...
      لاتوجد معايير ...الشخص الموجود في فريق مثل الجودة لابد ان يكون ذوخبرة مع المؤهلات ...لكن للأسف ...الفريق نفسه من دون مستوى الجوده ...
      الله كريم ..

    • زائر 10 | 4:21 ص

      مدرسة شبه عاطلة

      يتبع :
      لو تشوفون الإستنفار إلي يصير خلال ثلاثة أيام الزيارة والأسبوع إللي يسبقها!!
      وطبعا أي تقصير يظهر في التقييم سببه الأول والأخير هو المدرس المطحون والذي يبدأ في دوامة برنامج تحسين أداء المدارس!!
      أي مصداقية لتقييم يتم خلال 3 أيام ؟؟ ومن قبل من؟؟ وبعدين شلون تطبق نفس العايير عل كل المدارس بالرغم من إختلاف ظروف كل مدرسة عن الإخرى؟؟ والله مسخرة

    • زائر 9 | 4:13 ص

      مدرسة شبه عاطلة

      ضربتين على الوتر الحساس أختي الكاتبة..أول ما سمعنا بهيئة ضمان الجودة فرحنا وتوقعناها تكون حلقة الوصل المفقودة بين المدرسين و المسئولين في وزارة التربية..بس صار العكس..بغيتك عون صرت فرعون!!
      فريق الجودة معظمهم- ما أقول كلهم- مدرسين ومدرسات جدد ما قدروا على التدريس وبواسطة فيتامين "و" صاروا موظفين في الجودة يقيمون أداء مدرسينهم ومدراؤهم وبرواتب أعلى حتى من المدير!!

    • زائر 8 | 2:21 ص

      تقيم لجنة الجودة

      لجان الجودة يجب أن يكون عناصرها أصحاب خبرة وممارسة تربوية ومختارين من الميدان التربوي وليس أخصائيين بالتسمية فقط

    • زائر 7 | 1:58 ص

      الولاء قبل الاداء .... فى المجتمعات الاسلاميىة

      والعربية بالذات وكل التقييمات فىها من الظلم الشىء الكثير ... وهذا هو ديدن العرب قبل الاسلام وبعد الاسلام .... الشفافية والعدالة والحقوق هذى مصطلحات خاصة بالغرب الكافر ... اما احنا العرب والمسلم فالله لايغير علينا

    • زائر 6 | 1:54 ص

      العدل

      الأنسان المؤمن يكون عادل ولايرضى بالظلم لغيره ، تكون انت اليوم مسئول وغدا سيكون مسئول أخر عليك ، بادر بالانصاف والمصداقية والعدل بين الناس .
      العواطف + القبلية +الطائفية +المحسوبية = كلها عوامل تؤدي بالظلم الواضح .

    • زائر 5 | 1:08 ص

      الحمد الله

      البترول الجيد للفقاره والممتاز للكبار .. ويش اسوي ما عندي تعليق على مواضيع لا تودي ولا تجيب

    • زائر 4 | 12:49 ص

      كنت على عكس هذا الرأي والفكر...

      أعجب من كاتبة المقال في تلميحها عن الجهة التقييمية التي تصدرها حكمها في ثلاثة أيام، وأقول لها أينك من الكم الهائل من الثناء والإطراء والإعجاب الذي أبديته تجاه تقييم من هذه الجهة كان خارج نظاق التصور والمنطق لكون الجهة التي تم تقييمها تعرضت لحادث أضاع كل ما يتعلق بالتقييم، ولكن لاعتبارات معينة تم تجاوزها وتم التعطاف بشكل أخل بالمصداقية التي تتشذق بها الحهة المقيمة.
      ثبات المواقف مطلوب وإلا فهناك خلل.... والإعتراف بالأخطاء شرف وقوة....

    • زائر 3 | 10:53 م

      ضربت على الوتر

      ما نقدر نتكلم لان الامتياز دائما لاشحاص معينين يحبون التملق اما اخجل اجحف حق صاحبه لانه يعمل باخلاص دون ان يرائي

    • زائر 2 | 10:23 م

      العنصرية في التقييم والمستوى المتدني للمسؤلين

      مشكلة الكثير من المسؤلين أوصلتهم العنصرية وليس الكفاءة إلى مناصبهم لذلك فهؤلاء ليس لهم القدرة على تقييم الناس على طريق الكفاءة وإنما يقيمونهم على الطريقة التي وصلوا بها إلى هذه المناصب وهي الطريقة العنصرية يعني أنك إذا كنت تنتمي إلى فئة معينة من الناس مهما تكن انتاجيتك ومستواك العلمي وما تمتلك من مواهب فلن تشفع لك لمسنا هذا على مدى اكثر من 30 عاما من المعاناة فعين الرضا دائما على غيرنا وعين السخط علينا لكوننا بحارنة وأقولها بكل صراحة
      بحارنة هو معيار تقديرنا المتدني

    • زائر 1 | 10:20 م

      فكرت مقالش عن البترول

      أول ما قرأت العنوان (بين الجيد والممتاز) قلت المقال تفوح منه رائحة البنزين طلع الموضوع شي ثاني خخخخخ

اقرأ ايضاً