خمسة وسبعون مريضا كانوا ينتظرون مساء أمس في طوارئ مجمع السلمانية الطبي حتى يتم تصعيدهم إلى الأجنحة في مشهد دائم التكرار منذ فترة يُثير الإرباك في الطوارئ.

وكان من بين المرضى المنتظرين 26 مريضا بالسكلر وعدد كبير من مرضى الباطنية بالإضافة إلى 10 مرضى بالقلب وأربعة مرضى بالأورام وثلاثة أطفال ينتظرون نقلهم إلى أجنحة الأطفال.

استشاري لمريضة سكلر: ليس لدينا دواء نعطيك

من جهته قال والد إحدى مريضات السكلر في اتصال بـ «الوسط» إن ابنته المصابة بالسكلر أوقف عنها الاستشاري المشرف على علاجها جميع الأدوية من صباح أمس (الأربعاء) بعد أن قرر فجأة ترخيصها من المستشفى على رغم استمرار ألمها، وقالت المريضة «قال لي الطبيب انزلي من السرير، ليس لدينا دواء نعطيك، على رغم أنني أخبرته بأنني مازلت أتألم، وعلى رغم أن الممرضة أخبرته بأنني مازلت أتألم».

وتابعت المريضة «كان مستوى دمي 7 عندما أدخلت المستشفى من ليلة العاشر من محرم قبل أسبوع ولم يتم إجراء فحص دم آخر لي للتأكد من مستوى دمي، وصرخ الاستشاري على الممرضات بأنني يجب أن (أوقع وأطلع من المستشفى)».

وواصل والد المريضة «بناء على أوامر الاستشاري طلبت الممرضة من ابنتي التوقيع والخروج من المستشفى إلا أن ابنتي رفضت لأنها مازالت تتألم وليست على ما يُرام، وخرجنا من المستشفى دون توقيع فأبلغت الممرضة الأمن بأن ابنتي المريضة خرجت من المستشفى من دون توقيع واتصل الأمن بي فأخبرته بتفاصيل ما حدث فطلب إعادة ابنتي إلى المستشفى حتى لا يحدث لها أي مكروه وأنا رفضت إعادتها لأن ذلك الاستشاري سيكون هو نفسه من سيعالجها إذا عادت».

واستدرك والد المريضة «توجهت لإدارة السلمانية ولم أجد من أشكو له، وذهبت إلى مكتب شكاوى المرضى وطلبت السكرتيرة رفع رسالة لهم وهو ما سأفعله، أنا أحمِّل الاستشاري مسئولية أي سوء يحدث لابنتي، ليس من حقه طرد ابنتي من المستشفى وهي مازالت مريضة وبحاجة إلى الرعاية».

وأضاف «الطب مهنة إنسانية شريفة وأسلوب الاستشاري في التعامل مع ابنتي ليس صحيحا البتة، الحكومة لم تُنشئ المستشفى لطرد المرضى بل لعلاجهم، وأرواح الناس ليست لعبة في أيدي هكذا استشاريين، وأطالب بتغيير الاستشاري المشرف على ابنتي بآخر».

طبيبتا طوارئ النساء المناوبتان نائمتان

في غضون ذلك، شكا مواطن من نوم الطبيبتين المناوبتين في طوارئ أمراض النساء والولادة بمجمع السلمانية الطبي يوم الثلثاء الماضي على رغم وجود ثلاث مريضات على مقاعد الانتظار من بينهن زوجته التي لم تُطلعها الطبيبة على نتائج التحاليل التي كانت توضح فقدانها للجنين الذي تحمله وحاجتها لعملية تنظيف.

وقال المواطن «توجهنا لطوارئ الولادة أول مرة في تاريخ 17 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي وكان عمر الجنين حينها ستة أسابيع وكان يوم إجازة وطلبت الطبيبة تحليل دم حتى نطمئن على صحة زوجتي والجنين قمنا بإجراء التحليل في مستشفى خاص والذي أظهر أن حجم الجنين جيد وطبيعي إلا أن زوجتي كانت تعاني من نزول دم وتوجهنا بنتائج التحليل إلى طوارئ الولادة ورأوها وقالوا إن نزول الدم طبيعي في حالة زوجتي».

وأوضح «كان المناوب طبيبا وأنا رفضت أن يفحص زوجتي وطلبت أن تفحصها طبيبة وبعد أن رفضت أصر الطبيب على أن يفحص زوجتي وبعد إصراري نادى الطبيبة الموجودة وفحصت زوجتي بالألترا ساوند وقالت إن مكان الجنين طبيعي ووضع زوجتي طبيعي ولم يُعطوها مثبتات ولم يطلبوا بأن تراجعهم مرة أخرى».

وواصل زوج المريضة «راجعنا طوارئ الولادة مرة ثانية يوم الثلثاء الماضي وقالت الطبيبة إن كيس المشيمة نازل وإن الجنين غير ظاهر في الأشعة وطلبوا إجراء تحليل دم تظهر نتائجه بعد ساعة وطلبت الطبيبة مراجعتها بعد ساعة لترى نتائج تحليل الدم، إلا أن زوجتي ظلت بعد ساعة تحاول الدخول على الطبيبة وتسأل الممرضة عنها والممرضة في حالة إرباك وقالت زوجتي إن الطبيبة دفعت بالأوراق إلى الممرضة وذهبت، فقلت لها: نريد أن نعرف وضع الجنين، فأجابت الممرضة: عمر الجنين 11 أسبوعا ولكنه غير ظاهر ونتائج تحليل الدم جيدة».

وأضاف «من المفترض أن نعرف النتائج من الطبيبة، وكان وقت تبديل النوبة للأطباء والممرضة تحدثت مع الطبيبة على النوبة الثانية ولكن يبدو أن الطبيبة لم تسمح لنا برؤيتها».

وذكر «سألت الممرضة: كيف يكون الوضع جيداً إذا كان عمره الجنين 11 أسبوعا وغير ظاهر في الأشعة؟ كيف نكتشف وجوده ونتأكد؟ لم يُجبني أحد، الممرضة خائفة من أن تقول إن الجنين غير موجود».

وواصل «سألت الممرضة:لماذا الطبيبة نائمة؟، فأجابت بحرج: هم بشر، فسألتها: كيف ينامون وقت دوامهم؟ الطبيبة في النوبة السابقة نائمة والطبيبة في النوبة اللاحقة دخلت الطوارئ وتوجهت للنوم وثلاث مريضات في الانتظار بمن فيهن زوجتي».

وبين زوج المريضة «في صبيحة اليوم التالي راجعنا أحد المستشفيات الخاصة وأجروا لزوجتي ألتراساوند وقالت الطبيبة إن الجنين غير موجود وإن زوجتي تعرضت لإجهاض وزوجتي حاليا تحتاج إلى عملية تنظيف».

وتابع «هذا أول حمل لزوجتي، ولم يتم تشخيص حالة زوجتي منذ أول زيارة للطوارئ، أطالب بمحاسبة الأطباء النائمين وقت دوامهم في قسم المستشفى المفترض أن يكون جميع أطبائه على درجة من اليقظة والاستعداد لأي حالات طارئة قد ترد في أية لحظة وتحتاج تدخلا سريعا وهذا عملهم ويجب أن يحترموه، كما يجب أن يُحاسب الطبيب الذي أصر على فحص زوجتي على رغم رفضي ونظر لي وكأنني متخلف لرغبتي في أن تفحص زوجتي طبيبة وكانت موجودة أساسا في الطوارئ».

يذكر أن طوارئ مجمع السلمانية الطبي يستقبل يوميا قرابة الألف مريض لمختلف الحالات، ويُشكل ربع المرضى المنتظرين للأسرة من مرضى السكلر الذين يزداد تعرضهم للنوبات في الشتاء.

سالم: أزمة أسرّة «السلمانية» دليل نقص كبير في الخدمات والرعاية

الزنج - جمعية الوفاق

طالب النائب الوفاقي ممثل أولى الوسطى سلمان سالم وزارة الصحة بتحسين الوضع الصحي في مركز السلمانية الطبي والمراكز الصحية في مختلف محافظات المملكة الذي يتجه نحو التراجع في تقديم الخدمات الصحية والرعاية الصحية المناسبة واللازمة للمرضى. معتبراً أن «بقاء المريض أكثر من 24 ساعة في قسم الطوارئ ينتظر خلو سرير في أحد أقسام المستشفى من مريض آخر ليرقد عليه يدل بكل المقاييس الإنسانية والصحية على نقص كبير في الخدمات والرعاية الصحية التي تقدمها وزارة الصحة للمرضى».

كما طالب وزارة الصحة بتوفير الخدمات الطبية والرعاية الصحية اللازمة للمواطنين بشتى الطرق والوسائل. وأكد أن الملف الصحي الذي يقلق المواطنين وأهالي المرضى كثيرا والذي يتسلم النواب من المواطنين شكاوى كثيرة عليه، سيكون في مقدمة الأولويات والاهتمامات الخدمية التي يطالب النواب فيها وزارة الصحة بوضع استراتيجية واضحة لمعالجة الملف الصحي جديا لما له من تداعيات وخيمة على حياة المرضى.

ولفت إلى أن ما يراه المرضى عند مراجعتهم قسم الطوارئ بمركز السلمانية الطبي لتلقي العلاج يبعث إلى الاشمئزاز والقلق من ضعف الخدمات الطبية والرعاية الصحية المقدمة للمرضى، بسبب ضيق المساحة المخصصة للعلاج التي لم تعد تستوعب جميع المرضى الذين يترددون على قسم الطوارئ طوال 24 ساعة دون توقف.

وأضاف أن العديد من المرضى تسوء حالتهم الصحية بسبب قلة الكادر الطبي والتمريضي في القسم، الذي يؤدي إلى البطء في المعاينة والتشخيص والتأخير في تقديم العلاج اللازم للمرضى، وأردف أن الدستور والقانون يكفلان لجميع المواطنين والمقيمين العلاج والرعاية الطبية الشاملة، وهذه الرعاية يجب أن تكون بمستوى لائق.

وقال: إن إحدى الوسائل المتاحة في الوقت الحاضر والتي تحل المشكلات الصحية بصورة جزئية، هو تمديد الدوام في المراكز الصحية في جميع محافظات المملكة إلى 24 ساعة، وتزويدها بالتخصصات الطبية اللازمة, وهذا الإجراء من المؤكد سيقلل بنسبة معينة الضغط على مركز السلمانية الطبي وسيسهم في تقديم أفضل الخدمات الطبية والرعاية الصحية للمرضى.