العدد 3021 - الإثنين 13 ديسمبر 2010م الموافق 07 محرم 1432هـ

رعود المنحر

نهاية الحواج comments [at] alwasatnews.com

أبرق سنا حسينٍ ودع الذاريات الرسالية تسفي أمجاداً مكللة بهالة من الغضب الهاشمي، فتصب غيثها الحيدري في أروقة المستضعفين وتصدح ألويتها بإعصار يدمدم شنار كل مستكبر، يعبث بمقدرات الأمة ويطال آمنيها بشتى صنوف القهر والعذاب.

وأخضب ناصية الدنا بردوع منحرك الدامي. وأصبغها عزة وإباء. فقد اجتث بوارقك ميادين العدالة وأشعلت طلائعها بفتيل الثورة، واستقطبت جحافل تستأنس بالموت المعسل، كما استطعمته أنجم كربلاء. فحين يتنفس صبح أبي الحتوف تكسف معاقل الطاغوت. ويتزلزل كيانه. فطوبى لمن شرى نفسه ابتغاء مرضاة الله. وتجلبب سؤدد النهضة الحسينية. ونهى النفس عن الهوى. وعقر دابر الذل والخنوع، وتعبّد صروح العقيدة والجهاد المقدس والأمل المرجو، فتحط الرحال في عوالم الخلود، تسقط في أحضان المنون المخضرم والهيام المسفوح على نطع كربلاء.

فيا دوحة الفردوس والروح المنشود لكل مستبصر، أيا أمل الواجدين بسرمدية الولاء، ظلل بأوداجك المتلاطمة معين مريديك، فقد حبتك السماء بمناقب لا توأد، وأبت إلا أن يحصحص الحق ويحفظ ذكراك.

فسلام أب الأحرار من مؤملين تعنونوا مخصمتك. وجدفت مآقي بصائرهم بسلسبيل ميعادك وسندس منحرك الإبراهيمي وأضاحي كبشك الإسماعلي، فيمخض الغسق الآفل بقربان الشهيد، ويتغرس شتلات الشهادة بعرى الضمائر.

فهيهات أن تندمل جراحات الحسين الشاخبة وأن يخمد شعاره المدوي بأرجاء المعمورة «هيهات منا الذلة»، فليخسأ نعيق الأبواق المأجورة والمظلة أن تناله بشيء أو أن تتدنس هالته النورانية.

فلا ورب الآخرة والأولى ليجلجلن موئل الإباء، ويسودنّ مبدأه، ولا يسدلنّ ستار وقع كربلاء، فستبقى أصداء ثورتك العصماء غضة طرية ما بقي الليل والنهار.

فقد آل على نفسه العطاء إلا أن يجثو وينحني إجلالاً، فاتحاً ذراعه يستجدي اليسير من فيض السبط المتفاني، وارتقى السمو سلّم عرشه المتوج بالكرامة يرتل ترنيمة الحرية بإيقاع الحسين.

العدد 3021 - الإثنين 13 ديسمبر 2010م الموافق 07 محرم 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 5:47 م

      حفظك الله

      حفظك الله خالة
      وحفظ قلمك الحسيني
      هالسنة وكل سنة ان شاء الله موضوع جديد .

اقرأ ايضاً