قال مساعد وزير الخارجية الأميركي للشئون الافريقية وولتر كانستينر الذي سيرافق الرئيس جورج بوش في جولته الأولى لافريقيا إن الولايات المتحدة تتطلع قدما من أجل استخدام الزيارة لتعزيز العلاقات مع جنوب افريقيا التي تعتبر القوة الاقتصادية الكبيرة في القارة الافريقية.
وسيبدأ بوش يوم الاثنين المقبل جولة في خمس دول افريقية تستمر حتى 12 الشهر الجاري تشمل السنغال وبوتسوانا وجنوب افريقيا وأوغندا ونيجيريا.
وقال كانستينر «إن علينا الكثير لنعمله في القارة الافريقية فلدينا ستة أيام ونصف اليوم لنستفيد منها إلى أقصى حد». وذكر أن القضايا الرئيسية التي سيركز عليها بوش والوفد المرافق له خلال مباحثاتهم مع المسئولين الأفارقة ستشمل التجارة ومرض الإيدز والبيئة والديمقراطية وحل الصراعات.
وتأتي زيارة بوش إلى افريقيا وسط ضغوط من أجل أن تقوم الولايات المتحدة بدور رئيسي في الإبقاء على جهود السلام في ليبيريا حية، وتعد وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في حال موافقة البيت الأبيض لإرسال قوة يتراوح عددها ما بين 200 - 2000 جندي أميركي لكي تنضم إلى قوة حفظ سلام في ليبيريا.
وتعتقد مصادر دبلوماسية أنه إذا سارت الأمور على ما يرام فإن جولة بوش قد تتزامن أيضا مع خطة سلام في السودان التي ستسمح لبوش بكسب التأييد لدور الولايات المتحدة في حل أطول صراع في افريقيا.
ووصف كاتسنير في ندوة عقدت في معهد بروكينغز في بواشنطن، جنوب افريقيا بأنها القوة الاقتصادية الكبيرة للقارة وقال «إن الرئيس مبيكي زعيم يقيم معه الرئيس بوش علاقات رائعة وان من المهم أن نتباحث مع شركائنا في القارة ولذلك فإننا نتطلع قدما خلال زيارتنا لجنوب افريقيا التي تستغرق ثلاثة أيام».
ويذكر أنه توجد خلافات بين جنوب افريقيا والولايات المتحدة بشأن قضايا السياسة الخارجية وخصوصا بالنسبة إلى زيمبابوي ومعارضة الرئيس مبيكي للسياسة الأميركية في العراق. ورد كانستينر على سؤال بهذا الشأن بالقول «إن هناك الكثير من القضايا التي يمكن بحثها في علاقاتنا الثنائية ولدينا الكثير على جدول الأعمال مع المسئولين في جنوب افريقيا وسنغطيها جميعها خلال الزيارة».
وبالنسبة إلى زيمبابوي نسب كانستينر إلى وزير الخارجية الأميركي كولن باول قوله ان زيمبابوي يمكن إنقاذها من سوء حكم وإدارة الرئيس روبرت موغابي بتحمل شعبها الشجاع وتعزيز الالتزامات من جانب جيرانهم والدعم القوي من الأسرة الدولية. واشار أيضا إلى ما أعلنه الرئيس بوش في 6 يونيو/حزيران الماضي بقوله «إنني أحث كل الدول بما في ذلك الدول الافريقية بتشجيع العودة إلى الديمقراطية في زيمبابوي».
وردا على سؤال عن عدم عقد اجتماع بين بوش ورئيس جنوب افريقيا السابق نلسون مانديلا قال كانستينر «إنه حسب مواعيد الرئيس مانديلا فإنه سيكون خارج بريتوريا خلال زيارة بوش». وكان مانديلا أعلن أنه يرفض اللقاء مع بوش بسبب غزو واحتلال العراق.
وأشار كانستينر إلى أن للسنغال سجلا جيدا ومشرفا للغاية في مجال المؤسسات الديمقراطية. كما قال إن بوتسوانا تتمتع بسيطرة رائعة على مرض «الإيدز» ولديها مؤسسات ديمقراطية وانتخابات عادلة ووسائل إعلام مستقلة ونظام قضائي جيد، وشفافية حكومية وسجل جيد بالنسبة للبيئة. أما أوغندا فهي كما قال لاعب رئيسي في الحرب على الإرهاب كما أنها صديق وحليف رئيسي للولايات المتحدة. واضاف «لدينا الكثير للتحدث بشأنه مع الرئيس موسوفيني بشأن الإيدز وغير ذلك من الأمور».
أما بالنسبة إلى نيجيريا قال كانستينر «إنها ايضا مثل جنوب افريقيا قوة سياسية واقتصادية كبيرة وإن هناك فرصة أمام الرئيس أوباسانجو للقيام بإصلاحات قاسية ولكنها ضرورية. ونحن متشجعون ببوادر ذلك».
وقال خبراء في الشئون الافريقية ستحاول الولايات المتحدة العمل مع من توصف بأنظمة الحكم الجيدة ومكافأتها باستثمارات خارجية وتجنب التورط العميق في الصراعات الداخلية. ويضيف هؤلاء أن اهتمام الولايات المتحدة في دور افريقيا في الأمن القومي الأميركي وإمدادات الطاقة يظهر في اهتمام «البنتاغون» في تسريع خطط لوضع مفارز صغيرة من القوات الأميركية في قواعد في القارة الافريقية، كما أن اهتمام بوش ينصب أيضا على الدول الافريقية المنتجة للنفط والغاز.
ويوجد للولايات المتحدة حاليا 1500 جندي من مشاة البحرية (المارينز) في جيبوتي (القرن الافريقي) ويجري السير قدما في خطط لزيادة عدد الجنود ليصل إلى 6500 جندي ينشرون في نحو 12 قاعدة صغيرة مقترحة في عدة دول افريقية منها الجزائر والمغرب وكينيا ومالي وغانا والسنغال
العدد 302 - الجمعة 04 يوليو 2003م الموافق 04 جمادى الأولى 1424هـ