مع ان فريقا من النساء الاردنيات فزن في الانتخابات عن طريق «الكوتا» الدستورية، الا انهن يدركن ان امامهن تحديا من خلال ادائهن في مجلس النواب، بافساح المجال للمرأة للوصول بالتنافس من دون الحاجة الى تخصيص مقاعد. وتشعر بعض الفائزات ممن لهن حضور قوي في الوسط الاجتماعي الاردني بغصة لعدم فوزهن خارج نطاق «الكوتا» لأسباب تتعلق بترسخ الموروث الاجتماعي والسياسي الخاطئ اتجاه المرأة.

ولكنهن يعترفن بان العشائر والاحزاب بما فيها التقليدية، كانت وراء وصولهن إلى البرلمان وذلك مؤشر على تطور ايجابي، وان كان محدودا، لدور المرأة في الحياة السياسية، على رغم ان الدعم العشائري والحزبي ينطلق من نظرة براجماتية للحصول على مقاعد اضافية في المجلس النيابي.

على من نعتب

النائب الاسلامية حياة المسيمي اول نائب للحركة الاسلامية في تاريخ الاردن وهي الوحيدة التي جرى ترشيحها في جميع الدوائر الانتخابية الا انها كانت تأمل الفوز عن طريق التنافس، لكن الحظ خانها ولم تتمكن من ذلك. وتعتبر المتهم الرئيسي في اخفاق المرأة من الوصول الى البرلمان خارج «الكوتا» هو «قانون الصوت الواحد». وتبيّن المسيمي ان القانون بصيغته الحالية يحد من فرصة المرأة، فلا يمكن - بحسبها - «في مجتمع مثل مجتمعنا ان تحصل المرأة على الاصوات وتحجب عن الرجل». وتعتقد ان الموروث الاجتماعي والنظرة التقليدية لدور المرأة حرمها من منافسة الرجل بالانتخاب.وتوضح ان لدى شريحة كبيرة من مجتمعنا وجهة نظر خاطئة بأن المرأة غير قادرة مثل الرجل على حمل مسئولية النيابة. وتقرّ المسيمي التي حصلت على 7133 صوتا بنسبة 10,38 في المئة من المقترعين، ان دعم قاعدتها الحزبية اوصلها الى البرلمان. وقالت ان «الحزب اعطى تعليمات لقاعدته النسائية لانتخابي». وبينت المسيمي انها كنائب امة ستحمل هموم دائرتها الى جانب الوطن الكبير (الاردن).

ولن تنسى المسيمي المرأة، فهي ، كما قالت، ستعمل على رفع الظلم عنها بما لا يخرجها من اسرتها وكيانها.

وتضيف «سأعمل على تعزيز دورها ومشاركتها الاجتماعية والاقتصادية، والدفاع عن حقوقها بمنظور اسلامي». وحياة المسيمي (40) سنة من الزرقاء/ الدائرة الاولى وتحمل مؤهل بكالوريوس صيدلة - عضو في مجلس شورى جبهة العمل الاسلامي وعضو في لجنة المرأة بنقابة الصيادلة وتعمل مساعد عميد كلية المجتمع الاسلامي. وهي متزوجة وام لخمسة اطفال.

وعود عشائرية

فيما تعزو النائب ادب السعود عدم حصول اية مرشحة على مقعد نيابي خارج المقاعد الاضافية المخصصة للنساء (الكوتا) بطريقة التنافس الحر على مستوى المملكة ككل الى الحقيقة التي مفادها ان المرأة الاردنية ما زالت منصاعة لقرار الرجل وغير مستقلة برأيها لدرجة تمنعها من اتخاذ قرارها بمفردها حتى في الخلوة المخصصة للاقتراع بعيدا عن اعين الاخرين. وذلك بحسب أدب، نتيجة للضغوط الاجتماعية التي تتعرض لها المرأة الاردنية بشكل عام.

منوهة انها مثلا باعتبارها مرشحة انتخابية حظيت طوال فترات ما قبل الاقتراع بالدعم المعنوي للنساء في دائرتها ووعودهن الكثيرة بالتصويت لها، الامر الذي اكد لها وللكثير من المراقبين انها ستحصل على المقعد النيابي بطريقة التنافس الحر لا عن طريق «الكوتا».

وتتابع أدب الا انها وبعد انتهاء عملية الفرز تفاجأت بالنتائج معتبرة ما حصلت عليه من اصوات قليلة صفعة قاسية جاءت عكس كل التوقعات.

وأكدت أدب انه وعلى رغم حصولها وزميلتها انصاف الخوالدة على مقعدين نيابيين عن طريق (الكوتا) لا عن طريق التنافس الحر، الا ان هذين المقعدين يعتبران مكسبا لمحافظة الطفية إذ زادت حصة المحافظة في المجلس النيابي الحالي بنسبة مقعدين اضافيين.

وبينت ادب ما كانت لتصل الى هذا النجاح من دون دعم عشيرتها واقربائها من عشيرة الربيحات.

وعن اجماع عشيرتها على ترشيحها الامر الذي يعد ظاهرة جديدة في تاريخ الانتخابات البرلمانية على مستوى المملكة كلها.

قالت «لقد كان شيئا مفرحا» إذ كان حماس رجال العشيرة وشبابها لترشيحي يفوق حماس نساء العشيرة لتخوفهن من تعرضي للنقد. وبحسب ادب فقد دعمتها عشيرتها بنسبة تتراوح بين 90 - 95 في المئة وكذلك فان الاصوات التي حصلت عليها كانت من عشيرتها ايضا بالنسبة ذاتها.

يذكر ان النائب أدب السعود حصلت على (1141) صوتا من اصوات مجموع الناخبين في دائرتها بنسبة 5,13 في المئة.

وعن برنامج عملها المقبل في البرلمان وتحديدا الجانب الخاص بالمرأة الاردنية، ذكرت أدب انها ستعمل جاهدة من خلال منصبها المقبل على تحسين الواقع الاجتماعي، الاقتصادي والسياسي لمحافظة الطفيلة بشكل خاص والوطن بشكل عام وذلك من خلال التواصل المستمر مع قاعدتها الانتخابية عند اتخاذ اي قرار.

وبينت ان من الموضوعات والقضايا التي ستتناولها في برنامج عملها المقبل باعتبارها نائب برلمان قضايا الطفولة بشكل عام، قضايا المرأة من حيث اعطائها الفرصة لاشغال المناصب القيادية على مستوى مؤسسات الدولة والمجتمع بما يتناسب وقدراتها، وتوعيتها بالتشريعات المتعلقة بحقوقها ليتم من بعد ترجمتها على ارض الواقع، تفعيل دور المؤسسات الشبابية لاستثمار طاقاتهم واتاحة المجال لهم للتعبير عن طموحاتهم واستثمار اوقاتهم بالعمل المنتج، وكذلك استثمار جزء من العائدات الاقتصادية للشركات القائمة في المحافظة في دعم وتطوير المشروعات الخدمية في المحافظة، محاربة جيوب الفقر المتفاقم الذي يهدد معظم الاسر بالعمل على ايجاد وتوفير المشروعات الانتاجية الصغيرة للاسر الفقيرة لتحسين مستواها المعيشي، الاهتمام بالبطالة، حماية الثروات الطبيعية في المحافظة، تحقيق العدالة في فرص ابناء الطفيلة في مجال الالتحاق بالتعليم العالي، دعم الانتاج الزراعي وتشجيع المزارعين وتوفير الحوافز المادية لهم مثل القروض الميسرة والمساعدات وضمان تسويق انتاجهم بشكل مخطط.

منوهة انها ستعتمد في عملها البرلماني المقبل على تشكيل لجان للتواصل المستمر مع ابناء محافظتها، لجنة استشارية من حكماء المحافظة، لجنة عاملة ولجنة لمسح حاجات وقضايا محافظتها. وهي في عمر 34 عاما من الطفيلة/ الدائرة الاولى. وتحمل ماجسيتر جغرافيا في ادارة الموارد الطبيعية لمحمية ضانا والنظام البيئي فيها.

وعملت منسقة برامج في الصندوق الاردني الهاشمي للتنمية البشرية ومعلمة مدرسة. وكانت عضوا في تجمع لجان المرأة، وعضوا في جمعية حماية الطبيعة، وفي جمعية حماية البيئة الاردنية وفي جمعية الكشافة.

الحقوق على أرض الواقع

ومن جانبها عزت النائب انصاف الخوالدة عدم فوز اي من المرشحات بالمقاعد النيابية خارج نطاق (الكوتا) النسائية الى المفاجآت الكثيرة التي تحملها الانتخابات بعيدا عن كل التوقعات، منوهة الى انها كانت تتوقع ان تفوق نسبة الاصوات المؤيدة لها مما حصلت عليه حقيقة.

وأكدت الخوالدة ان اجماع عشيرتها على ترشيحها باسم العشيرة كان الداعم الرئيسي لها.

منوهة انها ستعمل من خلال منصبها الجديد نائب برلمان على دعم المرأة الاردنية في كل النواحي سواء من حيث جعلها تنال حقوقها على ارض الواقع، او من حيث تأمين فرص العمل اللازمة لها، مشيرة الى ان برامجها الاخرى خارج اطار دعم المرأة ستتمثل بالوقوف على هموم وقضايا الوطن والتعرف عليها ومحاولة معالجتها مثل قضايا الفقر، البطالة، التأمين الصحي الشامل وغيرها من القضايا الوطنية المهمة.

مبينة انها ستعتمد في تحقيق هذه البرامج على لجنة استشارية مختارة من اهل منطقتها ليزودوها بهموم وقضايا منطقتها.

يذكر ان انصاف حصلت على 367 صوتا من اصوات المقترعين في دائرتها الثانية في محافظة الطفيلة بنسبة 5,287 في المئة. وتحمل دبلوم كلية تربية ابتدائية، وما زالت تكمل دراسة البكالوريوس تخصص علم نفس سنة رابعة في جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية. وعملت مديرة مدرسة لمدة 23 سنة - حاليا مستقيلة. وعضو لجان المرأة وعضو الاتحاد النسائي و عضو في عدة جمعيات خيرية. وغير منتسبة لاية احزاب محلية.

ضغط الرجال

ومن جهتها أكدت النائب فلك الجمعاني ان انخفاض عدد الاصوات التي حصلت عليها من دائرتها تتمثل بداية بالدعايات غير الصحيحة والملفقة التي كان يروجها منافسوها من المرشحين باعتبارها السيدة الوحيدة المرشحة بينهم، اضافة الى عدم استساغة الشباب في محافظتها فكرة انتخاب وترشيح امرأة تمثلهم في البرلمان الامر الذي لمسته وتفاجأت به فيما رحب رجال وكبار عائلات اللواء بترشحها، منوهة ان غالبية النساء في اللواء أيدنها معنويا ولكنها تعرضت فيما بعد للضغوطات الاجتماعية من قبل أرواجهن.

يذكر ان د. فلك حصلت على (1048) صوتا من اصوات المقترعين في الدائرة الثانية محافظة مأدبا بنسبة 7,958 في المئة.

وبينت د. فلك انها كانت وعدد من المراقبين تتوقع الحصول على المقعد النيابي عن طريق التنافس الحر لا عن طريق (الكوتا)، مؤكدة ان برنامج عملها كنائب في البرلمان سيتضمن رفع المستوى الثقافي للمرأة، ورفع نسبة مشاركتها في المؤتمرات الخارجية، وتشجيع العمل التطوعي ومساعدة المرأة في ممارسة حقوقها على ارض الواقع.

فيما ستعمل كنائب ذيبان على خفض نسبة البطالة في مجتمعها، تأمين الدعم المادي للمؤسسات الثقافية والرياضية في مجتمعها، ايصال الخدمات الاساسية كافة إلى جميع المناطق في محافظتها، العمل على مطالبة الدولة بدعم صندوق المعونة الوطنية، انشاء كلية او جامعة في محافظتها التي تخلو من هذه المؤسسات التعليمية.

وهي في عقد عمرها الخامس وتحمل مؤهل ماجستير طب اسنان. وكانت مديرة طب دائرة الأسنان في الخدمات الطبية الملكية. ورئيسة دائرة الاسنان في مدينة الحسين الطبية. ولواء متقاعد في القوات المسلحة - رئيسة طب الاسنان هناك وعضو اتحاد المرأة