حقيقة، أنا لا يعجبني أسلوب طرح الأسئلة وحالة الاستفزاز أو الانفعال الذي تدور في برنامج «المجلس» الذي تبثه قناة «الكأس» القطرية على رغم أن البعض يعتقد أنه من أنجح البرامج الرياضية، والاختلاف في الرأي لا غرابة فيه، لأن الله سبحانه وتعالى خلقنا «أطوارا» ولكن ما استفزني حقا، هو ما حدث في البرنامج بعد نهاية مباراة منتخبنا مع الإمارات في خليجي «20» ومطالبة بعض الإخوان القطريين في البرنامج من حمود سلطان بإقالة مدرب المنتخب سلمان شريدة وحل اتحاد كرة القدم، وحينما سألهم حمود عن سبب مطالبتهم قالوا له «ألم يخسر المنتخب ويخرج من دون تحقيق نتيجة في البطولة؟».
هناك مثل شعبي عن العنزة التي ترى عيوب غيرها ولا تشاهد عيبها، ولأن المثل قد يصدم البعض فلن أذكره، ولكن المثل ينطبق على «الطلب العجيب» وخصوصاً أن ما حدث في المنتخب القطري، وخروجه خالي الوفاض من البطولة بعد أن وفّر الاتحاد القطري لمدرب المنتخب «لبن العصفور» فأعطوا «ميتسو» الصلاحية المطلقة في اختيار أي لاعب محترف في الدوري القطري وتجنيسه على حساب اللاعب المحلي ابن الوطن... فهل يعقل بأن منتخب قطر يضم لاعبا واحدا فقط من أقوى الفرق القطرية «السد» ويشارك بلاعبين اثنين من فريق الغرافة البطل... وكل هذا من أجل الفوز باللقب أو الصعود إلى منصات التتويج... فلماذا لم يطالبوا باستقالة «ميتسو» وهو الذي استمر مع المنتخب سنتين كاملتين من دون أن يحقق نتيجة تذكر، ولماذا لم يطالبوا بحل مجلس إدارة اتحاد الكرة القطري لأنه أخفق في وضع السياسة السليمة، على رغم ما حباه الله من إمكانات كبيرة، وتركوا الحبل على الغارب للمدير الفني الذي لم يفكر إطلاقا في خلق فريق قومي متجانس يمثل الكرة القطرية بقدر ما كان يسعى إلى تحقيق انتصار مؤقت يرضي به غروره وغرور كل من يجد في الفوز بالبطولة هدفا ساميا، متناسين أن مشاركة أبناء البلد مع منتخبات بلادهم هي تشريف يعتز به كل إنسان، ويجد فيه واجبا وطنيا ينمي فيه روح الولاء والإخلاص للوطن. ونحن في «الوسط الرياضي» انتقدنا بقوة حالة التجنيس التي فرضت على منتخبنا. وكررنا أكثر من مرة القول بأن هذه الحالات لم ترتقِ بالمنتخب، بل كانت وبالا عليه في أكثر من بطولة!
عموماً، خسارة منتخبنا وخسارة المنتخب القطري الشقيق هي ليست نهاية العالم، والبطولات الرياضية صولات وجولات، إلا أنني أتمنى أن تكون جولة خليجي «20» درسا بالغ الأهمية، وضرورة مراجعته أكثر من مرة من قبل الجهاز الفني والإداري، لأجل استيعابه والتعرف على الأخطاء التي وقعت فيه. لذلك أكرر وأقول لمن ينتقد غيره ويطالب المسئولين بمطالب غير عادلة «إذا بيتكم من زجاج لا ترموا الناس بالحجارة!».
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 3008 - الثلثاء 30 نوفمبر 2010م الموافق 24 ذي الحجة 1431هـ