العدد 3005 - السبت 27 نوفمبر 2010م الموافق 21 ذي الحجة 1431هـ

خارطة طريق تعميم الفقر

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

استضافت قاعة فلسطين بجمعية «وعد» مساء الخميس الماضي ندوةً لمناقشة قرار رفع الدعم الحكومي عن المحروقات والسلع الأساسية.

الندوة تعزّز ما نشر في هذا العمود قبل أيام عن خطورة هذه السياسة التي ستؤدي إلى توسيع دائرة الفقر ومضاعفة أعداد الفقراء، وزيادة تعسير الحياة على أفراد الطبقات الدنيا والوسطى على حدٍّ سواء.

ينبغي القول إن الدعم الحكومي الحالي يضمن الحد الأدنى من العيش الكريم، ويعتبر نوعاً أولياً وبسيطاً من عملية إعادة توزيع الثروة في المجتمع، وبالتالي فإن إعادة النظر في هذه السياسة إنّما يعني التخلي عن واحدةٍ من أهم وظائف الدولة والتزاماتها تجاه مواطنيها منذ مطلع الاستقلال. ولذلك لم يكن مستغرباً رفض المشاركين في الندوة لهذه السياسة، ومن منظورٍ اقتصادي/ اجتماعي بحت.

النائب جاسم حسين، أوضح أن الحكومة تقدّم الدعم لثلاثة أمور: الوقود، الكهرباء والماء، والطعام (اللحوم الحمراء والطحين والدجاج). وبالأرقام: بلغت قيمة دعم هذه السلع العام الماضي 36 مليون دينار، (20 مليون للحوم، و14 مليون للطحين، ومليونان للدجاج). فهذه هي اللقمة التي تتجه إليها بعض الأنظار لتجفيفها قبل أن تصل أفواه 80 في المئة من أبناء الشعب.

جاسم حسين يعترف بعدم معرفة قيمة الدعم الحقيقي لقطاع المحروقات ولا الكهرباء والماء، بسبب عدم الشفافية وتضارب الأرقام الرسمية ما بين 130 و189 مليون دينار.

مع هذه الضجة الكبيرة، وهذه السياسة التي ستعصف بأوضاع عشرات الآلاف من الأسر، نكتشف أن قيمة دعم المحروقات لا تتجاوز 2.4 في المئة فقط، بينما نسبتها 15 في المئة في العراق، و8 في المئة في الكويت، و5 في المئة في قطر، و3.5 في المئة في عمان، وحتى في الإمارات التي ضاعفت أسعار الوقود قبل عام، يبلغ دعمها للمحروقات 7 في المئة. وعليه فإن ما نقدّمه هو الأدنى خليجياً، وهو حدٌ معقولٌ بالمقارنة مع الناتج المحلي الذي يبلغ 21 مليار دولار كما يقول حسين. وذكّر بأن رفع الدعم عن المحروقات سيقود إلى ولادة شبح التضخم، الذي يعتبر أكبر عدوٍّ لأي اقتصاد، وهو أسوأ من البطالة، فهو يضر بالجميع دون استثناء. فهذه السياسة لن تخدم البحرين، فيكفي استيرادنا للتضخم الخارجي، فهل نحن بحاجةٍ إلى خلق تضخم محلي سيضرب ميزانية الأسرة البحرينية في الصميم؟ وفي ختام طرحه، أشار حسين إلى أن الحكومة هي المسيطرة على جميع الثروات، وهناك أخطاء، والمطلوب تقديم دراسة غير مسيسة، من جهة مستقلة مع طرح البدائل. فلا يمكن تغيير المنهج الاقتصادي بجرة قلم، فضلاً عن تغيير أنماط حياة الناس في طرفة عين.

الباحث الاقتصادي عبدالحميد عبدالغفار، اعتبر التلميح لرفع الدعم عن المحروقات ما هو إلا مقدمة لسحب الدعم عن جميع السلع، وإيجاد نظم ضريبية معقدة. وهو أكبر بالونة اختبار تطلق للعامة في 2010 وهو أمرٌ خطيرٌ جداً، «فنحن لا نريد أن تمر البحرين بوضعٍ صعبٍ كما مرّت به مصر والأردن عندما توجهتا إلى رفع أسعار الطحين. فمثل هذا القرار سينتج عنه انتقال شريحة كبرى من الطبقة المتوسطة إلى الفقر المدقع»، وهي ذات النتيجة التي تنبأ بها الكاتب قبل أيام.

البعرة تدلّ على البعير، ورفع الدعم ينذر الآلاف بسوء المصير، فإلى أين المسير؟

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3005 - السبت 27 نوفمبر 2010م الموافق 21 ذي الحجة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 21 | 2:26 م

      تقئ البتول

      ويش يسوى الفقير المطحون ياسيد واللي عنده كوم لحم ما نقول الا حسبنا الله ونعم الوكيل عجل عجل ياصاحب العصر والزمان

    • زائر 20 | 12:13 م

      وسيعلم الذين

      والعاقبة للمتقين

    • زائر 19 | 9:16 ص

      هذه ضريبة ...

      وهي ضريبة التجنيس السياسي العجشوائي وضريبة التمييز وضريبة التهميش وضريبة الاقصاء ..
      كل هذه الامور ادت الى تميز البحرين عن مثيلاتها في الخليج بالجبروت وصم الاذان عن المواطنين المطالبين ببعض الحقوق البسيطة !!!
      فأين انتم ايها المؤيدون لسياسات الحكومة والواقفون معها ضد هذا الشعب المظلوم .؟؟
      ذوقوا واحصدوا ما زرعتم .....

    • زائر 17 | 4:59 ص

      الجنة

      في اخر عمودك تسال الي اين المسير نحن دائما للخاف در زائر رقم 4 نحن اهل البحرين اخرتنا الجنة باذن الله من الظلم الذي نشوفة

    • زائر 16 | 4:55 ص

      الله يستر

      الكهرباء مدعومة وندفع اجار على عداد الكهرباء والله عجيب وثلاثة أرباع الشعب لا يستطيع دفع الفواتير الباهظة وكيف يكون الحال لو رفع الدعم عن الكهرباء وتم التلاعب بالفواتير كما هو حاصل .

    • زائر 15 | 3:17 ص

      خربوا الرأسمالية

      إنها الرأسمالية يا سيد ... خربوا الرأسمالية بكل الطرق!!.
      مقال أكثر من رائع يا سيد، وعنوانك أيضاً جميل، كثر الله من أمثالك.

    • زائر 14 | 2:35 ص

      يالله يارب تغلى الحكومة البترول

      وياريت تغلى الكهربا اللى هى غالية اصلا واللحم اللى مستفيدين من سعر حسنين ومحمدين ومرعز ومصلح وحزام ونسوانهم ويا عيالهم اللى كل واحد اش متنه ولا تقول ابقرة ....... بس اعتمدوا على المستقليييييييييين فى الوقوف ضد القرار وانتوا بتوفقون انشالله .... وهاذى ويهى

    • زائر 13 | 1:27 ص

      دولة الشيطان لن ترأف ولن تعدل ولن ترحم

      قطعة القرص الى الف والف اكلة الطاعون والحمى
      قتل الحرمان شعبا فترى اجسادهم عظمى
      فليموت الالف والالفين ان او ما

    • زائر 12 | 1:23 ص

      ردا على التعليق رقم 10

      حسبي الله ونعم الوكيل من سؤالك يا اخي (( ماهي النهاية )) وانت تعلم ان نهاية كل إمرء المقبرة

    • زائر 10 | 12:39 ص

      ما هي النهاية ؟؟؟

      وبعدين شنو تبي الحكومة .. أقول يستوردون كم قنبلة من بره ويفجرونه وخلهم يفتكون من دعمنا ومصاريفنا .. خلهم يرتاحون وريحونا عاد ..
      يعني هم يبوقون الميزانية كلها ويبخلون بكم دينار للدعم .. لا وظائف ولا بيوت ولا دعم و لا خدمات صحية زينة ولا لا حتى تعليم زين ..
      اشبعوا انتون وخلنا احنا نموت ..

    • زائر 9 | 12:30 ص

      الى الزائر رقم 3

      واقول ان الذي يدفع راتب المجنس هو المواطن الأصلي من خلال الضرائب ورفع الدعم.. المجنس يعمل في وزارات أمنية توفر له السلع بأسعار زهيده من خلال الجمعيات التعاونية الخاصة بها..

    • زائر 8 | 12:21 ص

      شكر الله سعيكم والباقي على النواب

      انت قاعد تدافع عن حقوق الفقراء وعامة الشعب، وناس قاعدة تدافع عن مصالحها ومصالح اسيادها. وكل شغلها سب الوفاق ووعد والصحفيين الشرفاء. عساكم على القوة يا وسط.

    • زائر 7 | 12:17 ص

      تصحيح

      الأرقام هي قيمة دعم المحروقات بالنسبة للناتج المحلي

    • زائر 6 | 12:14 ص

      البلد غنى و الشعب يسير الى الفقر

      ان الذي نراه نحن سكان سترة أن خزانات النفط تزداد و يزداد الفقر في هذا البلد البركة في نواب الشعب

    • Ebrahim Ganusan | 11:47 م

      رفع الدعم

      يحتاج لضمانة لبقاء الدعم للفئتين المتوسطة والمحدودة وتقدم الحكومة ضمانة من خلال مشروع تتقدم به للبرلمان تثبت الحكومة من خلاله ان الفئتين ستبقيان تحت الدعم ... بعدها يتم مناقشة رفع الدعم .

    • زائر 5 | 11:35 م

      شكراً للحكومة

      الحكومة تنظر بالرأفة والإحسان للجميع فهي تجنس من أجل رفع معاناة عن فقراء الدول العربية والأفريقية وبالمقابل هي تزيد الشعب فقراً حتى يتعلم الصبر والشكر وهي بذلك تتسبب في حصول الشعب على رضا الرب ففي كل الأحوال الشكر الجزيل للحكومة الموقرة

    • زائر 4 | 11:26 م

      الى اين المسير؟

      البعرة تدلّ على البعير، ورفع الدعم ينذر الآلاف بسوء المصير، فإلى أين المسير؟
      المسير هو الى : الفقر
      لماذا ؟ لأن معظم سكان الجنة هم الفقراء
      وكما قال احدهم:
      الشعب لا بد أن يكون فقيراً ، الفقراء يدخلون الجنة
      اذا لا بد ان نشكر حكومتنا لأنها تفكر في آخرتنا لتضمن لنا جميعاً دخول الجنة على قاعدة ان سكان الجنة أغلبهم من الفقراء

    • زائر 3 | 11:03 م

      أعتبرها فاتورة التجنيس

      فاتورة التجنيس باهظة التكاليف ولا بد للحكومة من إيجاد مخرج ولن يكون هذا المخرج إلا بتحميل هؤلاء الفقراء تكاليف هذه الفاتورة نحن نعرف من أول يوم بدأ التجنيس
      أنه لا بدّ أن يأتي يوم تجد الحكومة نفسها عاجزة عن مواجهة متطلبات من جنستهم. المبالغ التي تصرف على التجنيس تقدر بمئات الملايين سنويا وهي تزيد على الدعم الذي تقدمه الحكومة بكثير وطالما أن الحكومة مصرة على موقفها رغم معرفتها بخطئه لذلك تحاول إيجاد مخرج لها من خلال رفع الدعم وتقليص الخدمات التي تقدم للمواطن

    • زائر 2 | 10:25 م

      حسبي الله ونعم الوكيل

      المسير الى الهاويه ياسيد
      احنا جيديه مو قادرين انعيش
      فكيف برفع الدعم الذي في الاساس لانحس فيه
      وينكم يانواب هذا وقتكم

    • زائر 1 | 9:59 م

      • بهلول •

      البعرة تدلّ على البعير، ورفع الدعم ينذر الآلاف بسوء المصير، فإلى أين المسير؟
      --------------------------------------
      إلى أين المسير ؟!!!
      المسير نحو رميك على الحصير وأن تظل فقير ويستمر الكبير كبير يتنقل بين الكناري و أغادير و تواجه أنت الواقع المرير ... و غير هيك ما بيصير !!! و سلامتكم

اقرأ ايضاً