إننا نخطو نحو اجتماع بتحالف محتشد تماما في رؤياه ونهجه إزاء الأمن الجماعي للقرن الحادي والعشرين. فبعد سنة من المناقشات - والجدل أحياناً - يبين المفهوم الاستراتيجي الجديد الذي نعتنقه أن حلف الأطلسي متحد كلية إزاء مسيرتنا إلى الأمام والالتزام بمعالجة النطاق الكامل للتحديات الأمنية في عصرنا.
والتزامنا بالمادة الخامسة يظل حجر الرحى في نهجنا الإجمالي؛ طبعا - إن أي هجوم على دولة عضو في الناتو هو هجوم على جميع الدول الأعضاء. وكما سنظل دائما ندعم هذا الالتزام بالقوة التقليدية والنووية اللازمة للدفاع عن حلفائنا، فإننا سندعم الآن نفس الالتزام بقدرات جديدة أيضا.
ولهذا السبب يسعدني أن أعلن - وللمرة الأولى - أننا اتفقنا على تطوير قدرة في الدفاع الصاروخي قوية بدرجة تكفل حماية جميع الشعوب والأراضي الأوروبية المنضوية تحت مظلة الناتو، فضلا عن حماية الولايات المتحدة. وهذه الخطوة المهمة إلى الأمام تبنى على النهج الجديد المتكيف والمرحلي للدفاع الصاروخي الذي أعلنت عنه بالنسبة للولايات المتحدة في السنة الماضية. ومن شأن ذلك أن يتيح دورا يضطلع به جميع حلفائنا. إنه رد على مخاطر عصرنا الراهن؛ وهو يبين تصميمنا على حماية مواطنينا من تهديد الصواريخ البالستية الموجهة. وغدا، سنتطلع إلى العمل مع روسيا لبناء تعاوننا معها في هذا المجال أيضا، مدركين أن كلينا عرضة للكثير من نفس هذه المخاطر.
وفي ظل قيادة الأمين العام راسموسن، يسعدني أيضا أننا نتدارس النطاق الكامل للقدرات التي نحتاج إليها لحماية شعوبنا - ابتداء من قدرات الأسلحة القابلة للنشر، إلى الإجراءات الجديدة للتصدي للمخاطر المستجدة مثل العبوات الناسفة، وانتهاء بالدفاعات السايبرية التي ستصبح ضرورية في السنوات القادمة.
ومثلما توصلنا إلى اتفاق كامل على مفهومنا الاستراتيجي، فإن حلفاءنا في الناتو وشركاءنا في قوة المساعدة الأمنية في أفغانستان والحكومة الأفغانية سيعملون على تنسيق نهج مشترك لنا جميعا بشأن أفغانستان، لاسيما في مجالين: نقل مهماتنا إلى أيدي الأفغان بصورة تامة بين العام 2011 و2014، والشراكة البعيدة المدى التي نبنيها في أفغانستان.
إن الحاجة إلى إبرام معاهدة ستارت الجديدة، واجب أمني وطني للولايات المتحدة. إننا نحتاج إلى إبرام المعاهدة لتثبيت عمليات التفتيش الميدانية لترسانات الأسلحة النووية الروسية ولتقليص أسلحتنا ومنصات إطلاقها المنشورة، فضلا عن تعاوننا مع روسيا - وهو تعاون ساعدنا على تسليط الضغط على إيران وساعدنا على تجهيز مهمتنا في أفغانستان.
ولكن بقدر ما لذلك من أولوية في مضمار الأمن الوطني الأميركي، فإن الرسالة التي تلقيتها منذ وصولي من زملائي الزعماء في قمة حلف الأطلسي واضحة إلى أبعد مدى، وهي أن معاهدة ستارت الجديدة ستعزز تحالفنا وستقوي الأمن الأوروبي.
وما من طرف يدرك، ما من أحد أكثر إدراكا، لضرورة قيام أوروبا ديموقراطية وآمنة وقوية من حلفائنا في أوروبا الشرقية ووسط أوروبا. وقد أجاد صديقي، وزير خارجية بولندا رادوسلاف سيكورسكي، التعبير حينما قال إن معاهدة ستارت الجديدة - وأنا أقتبس - «سوف تدعم أمن بلدنا وأمن أوروبا قاطبة».
من جهة أخرى، نحن نعلم أن عدم إبرام المعاهدة والمضي قدما في تنفيذها سيعرض للخطر التقدم الجوهري الذي تحقق بالنسبة لتعزيز أمننا النووي وشراكتنا مع روسيا لصالح الأمن العالمي.
والواقع أننا سنبني غداً على مسار العلاقات الأميركية - الروسية بإعادة موضعة العلاقات بين روسيا وحلف الأطلسي وكذلك عن طريق مجلس الناتو - روسيا الذي يفتح الباب أمام التعاون حول طائفة من القضايا الأمنية - تعاون يمكن أن يؤدي إلى أوروبا أكثر أمانا وعالم أكثر أمانا.
إقرأ أيضا لـ "باراك أوباما"العدد 3002 - الأربعاء 24 نوفمبر 2010م الموافق 18 ذي الحجة 1431هـ
kakak
wonderful
applause
يا هلا استاد باراك
كل الا تبغاه منكم البشرية ان تخلونهم في حالهم
وسلامي لميشيل والبنات