التوجه الذي ينتهجه الاتحاد البحريني لكرة السلة في الوقت الجاري بإلغاء النقاط عن الفرق في القسم الثاني من الدوري أثار الكثير من اللغط ليس بين الأندية فقط وإنما بين أعضاء الاتحاد أنفسهم الذين انقسموا فيما بينهم في تفسير نظام الدوري هذا الموسم الذي يبدو أنه أصبح مبهما للجميع.

نظام الدوري القائم على بداية كل دور من الصفر يهدف بالأساس إلى إعطاء كل دور استقلالية كاملة تؤمن له كامل الإثارة والمتعة ولكن ذلك سينعكس بلاشك سلبا على القسم الأول الذي سيتحول إلى ما يشبه الدورة التنشيطية.

قرار اتحاد السلة المثير للجدل لم تتضح صورته بعد على رغم تصريح رئيس الاتحاد البحريني لكرة السلة النائب عادل العسومي الذي بين من خلاله أن النظام الجديد مقر منذ بداية الموسم ومنذ اللحظة التي تم فيها إقرار نظام الدوري الجديد.

دوري السلة يبدو أنه سيكون في غاية الاشتعال هذا الموسم، إذ إن الإثارة مؤمنة منذ البداية في ظل النتائج المتقلبة والمفاجئة وظهور فرق جديدة في ميدان المنافسة وتراجع فرق أخرى.

نظام إلغاء النقاط بنهاية الدور الأول له الكثير من السلبيات إلى جانب بعض الإيجابيات، فمن أبرز سلبياته أنه سيقتل المتعة في الدور الأول تماما لأن الفرق ستلعبه بتحصيل حاصل كونه محسوما منذ البداية باستثناء تقاتل الفرق الأربعة في المؤخرة على تجنب المركزين الأخيرين.

ومن أبرز السلبيات أيضا سيكون غياب الاهتمام الحقيقي من الفرق الكبيرة وخصوصا التي لن تصرف الكثير على المحترفين والمدربين منذ البداية وستؤجل الأمر إلى القسم الثاني، إلى جانب غياب الإثارة الحقيقية والتنافس بين الفرق وبالتالي غياب الحماس والحضور الجماهيري.

إلا أن أكبر السلبيات على الإطلاق هي الظلم الذي سيلحق بالفرق المجتهدة والتي تعبت وحققت انتصارات في القسم الأول وستدخل القسم الثاني من دون رصيد.

أما أبرز الإيجابيات فإنها تتمثل في منح جميع الفرق في القسم الثاني حظوظا متساوية وبالتالي لا مجال لخروج فريق مبكر من المنافسة على المقاعد الستة في الدورة السداسية وإنما جميع الفرق ستكون في قلب المنافسة حتى آخر مرحلة وهذا ما سيعطي القسم الثاني كل الإثارة والمتعة.

من الإيجابيات أيضا التي ينظر إليها اتحاد السلة من دون أن يصرح عنها هي أن الدخول في القسم الثاني سيكون بمقابل مادي على عكس الدور الأول الذي كان الدخول فيه مجانيا، وبالتالي فإن من المهم تأمين الإثارة للقسم الثاني لضمان أكبر حضور جماهيري.

عموماً، النجاحات التي تحققت في القسم الأول من دوري السلة ترجع في الأساس إلى أن جميع الفرق ترغب في حجز مكان في الدورة السداسية وبالتالي لابد من اللعب بقوة وبشكل متكامل منذ البداية، وفي حال إقرار اتحاد السلة قرار إلغاء النقاط في القسم الثاني فإن المباريات المقبلة في القسم الأول ستكون الأقل إثارة في دوري هذا الموسم باستثناء الدافع الذي تملكه الفرق لتحقيق انتصارات معنوية.

اتحاد السلة أمام مفترق طرق وقراره له سلبياته وإيجابياته وبالتالي لابد من التأني والدراسة للخروج بأفضل قرار يؤمن للدوري كامل الإثارة والمتعة منذ البداية وحتى النهاية، ليحافظ على موقعه كأكثر الدوريات المحلية إثارة وجماهيرية.