تزامن اليوم الدولي للتسامح مع عيد الأضحى المبارك فكل عام وأنتم بخير بالعيد الكبير أعاده الله علينا وعلى الأمة الإسلامية جمعاء.
أما ما يتعلق باليوم الدولي للتسامح ففي الأصل يجب أن نكون متسامحين متحابين، لا يفرقنا مذهب أو فكر أو توجه، كل تلك أمنيات نسأل الله أن تتحقق في يوم ما.
إن التسامح الذي نصبو إليه ذلك التسامح الذي يقوم على مبدأ قبول الآخر باختلافه وتباينه، فليس هناك مساومة فكرية أو دينية في هذا المفهوم، كما أنه بالمقابل لا يلغي الخصائص والمميزات الفريدة، ولا يقفز فوق الفوارق الدينية والحضارية، إنه الاعتراف الهادئ بوجود التباينات، ومن ثم احترام هذه التباينات باعتبارها إثراء للوجود الإنساني ودعوة إلى التعارف والتثاقف وما أدل على هذا إلا قول تعالى في محكم كتابه «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير» (سورة الحجرات، آية 13).
كما إن مفهوم التسامح الديني موجود عند الجميع، مع اختلاف المعتقدات والأفكار والمصالح علماً أن الأديان جميعها، لم تطالب بالتسامح الديني فحسب بل أمرت بالتسامح والتعايش بين أبناء الأرض قاطبة، حتى تلك الخارجة عن طاعة الله الواحد. فهل هذا المنطلق الذي ننطلق منه عند احتفائنا بيوم التسامح؟
من الملاحظ بأيامنا بالفترة الأخيرة أضحت تعجّ بالمناسبات:
«يوم العمال» للإحساس بقيمة العامل وما قدمه لوطنه.
«يوم الأمومة» كي يذكرنا بقيمة الأم التي حملتنا 9 أشهر وسهرت على راحتنا بالصغر والكبر.
«يوم الشجرة» كي نتذكر قيمتها البيئية.
«يوم عيد العشاق» كي نحفز المهووسين باللون الأحمر وقيمة الوردة الحمراء.
وقس على ذلك الكثير حتى بات يخيل للمرء بأن كل مناسبة حميدة أو سيئة يجب أن يحتفي بها بيوم معين ومن ثم ينتظر للاحتفاء بها مرة أخرى.
بل هناك من ذهب إلى أبعد من ذلك، إذ شبه يوم التسامح باليوم الحضري والإصلاح السياسي والديمقراطي! ولكن قبل كل تلك التوصيفات الرنانة، دعونا ننظر إلى كم من الناس قطعوا الأرحام وصلات البر بدعوى هذا ظلمني وذاك اغتابني وذاك أخذ حقي فلن أزور فلان ولن أبر فلان، كم من الناس أضاعت أنفسها ووقتها فيما لا فائدة ولا طائلة فيه وجعلوا المشاعر والأحاسيس السلبية تسيطر عليهم ونسينا أن التسامح من شيم الإنسانية التي تسموا عن مشاعر الكره والضغينة.
كثير من الأحيان قد نسمع عن هذه المفردة «التسامح» فهي كلمة ربما تخرج من أفواه العديد من الناس، كما أن البعض قد يستعذب نطقها، إلا أن السؤال هل إننا نعمل وفق هذه المفردة؟
هل نحن كمسلمين نعمل بهذه الفضيلة الأخلاقية والقيمة الإنسانية التي دعت إليها فطرة الإنسان وعقله، كما دعا إليها الدين الإسلامي في الكثير من الآيات، وجميع الرسل الذين أرسلوا بالحق.
لهذا يجب أن نذكر كل من استخدم سلاح القطيعة والجفاء لأهل وأخوة وأصدقاء أعزاء عليهم ولسنين طوال بسبب سوء فهم بينهم أو بسبب زلة لسان عفوية خرجت من أحدهم. فالكثير من الناس في حالة الغضب يتناسى هذه المفردة «التسامح» على الرغم من ترديده لها طوال الأوقات الهادئة التي يمر بها، خصوصاً إذا كان موضع الواعظ!، فهذه حقيقة موجودة عند الكثير من الأفراد، فهم يتحدثون عن التسامح نهاراً ليمارسوا العنف ليلاً، يؤمنون بالتسامح نظرياً ويكفرون به عملياً، تراهم يقولون مالاً يفعلون!
من المؤسف في واقعنا المعاش اليوم هناك من أساء فهم التسامح، إذ بات البعض يراه نشوة الانتصار عندما يواجه المتسامح وسعة صدره أو يقابل حلم الآخرين على أنه ضعف.
وما أبلغ من قول الشاعر في هذا التوصيف حين قال:
يخاطبني السفيه بكل قبح... وأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة وأزيد حلماً... كعُودٍ زاده الإحراق طيبا.
إن الحلم جزء من التسامح فهل نحن قادرون عند سماع رد السفيه بقبح على عدم إجابة السفيه، بشيء من الحلم والتسامح أم إننا سنرد بأقبح ما سمعنا وفي حالة زيادة سفاهة السفيه هل سيزداد الحليم حلماً، لذلك نقول يجب أن نؤمن بالتسامح كحقيقة داخل ذواتنا، لا أن نحمله كشعار أجوف في صدورنا، لنتباهى به في كل يوم مخصص له ولكن عن جهل وعدم طيب خاطر.
إقرأ أيضا لـ "سلمان ناصر"العدد 2994 - الثلثاء 16 نوفمبر 2010م الموافق 10 ذي الحجة 1431هـ
هل كيف
مادام المجتمع يعج بخليط من الساده والمسودين - والخبثاء والطيبين - والاقوياء والضعفاء - والاغنياء والمعدومين - والطماعين والمساكين - والمتسلطين على من لا حول لهم ولا قوة - والمنتفعين والمحرومين - وعلى الطرف الاضعف والمتضرر ان يعفوا ويصفح هل كيف يكون تسامح بين الناس
من العايدين..
أين الشعار من العمل؟
أين قوة أي شعار مهما كان براقاً من قوة العمل الممنهج والممول بالمال والسفسطات الكلامية من جهات عملاقة وغير عملاقة لنبقى متنافرين وفيما بعد وربما أوشكنا.. متناحرين. والبقاء لهم لأنهم الأصلح والأقوى ونحن ذاهبون للاضمحلال والفناء.
.. ويجعلكم سعيدين
أبن المصلي
عيدكم مبارك وكل عام والجميع بألف خيراعاده الله علينا وعليكم وأمتنا الأسلامية والعربية ووطننا الحبيب يرفل بالخير والسؤدد ما اجملها من كلمة لو أنناتمعنا بمفهومها وقيمها الخالدة كلمة التسامح اخي سلمان ناصر تناولتها بموضوعك الشيق حقيقة في هذه الأيام الجميلة وكانت في وقتها فصلة القاطع من ذوي الأرحام فضيلة كبيرة عند الله جلى وعلى اسلامنا بقيمه يحثنا دائماً وابداً على صلت من قطعك ويحثنا على أن صلة الأرحام تطيل العمر وتنمي الرزق وكذلك التعايش المشترك والأحترام المتبادل بهذه القيم الجميلة تتقدم المجتمعات