لا أفهم على أي أساس يسمح أي مرشح لنفسه بشراء ذمم الناس وأصواتهم، هل يعبر ذلك عن عقدة أو نقص أو خوف مريع من سقطة موجعة، وإذا كان الشك يساوره ويعتقد أنه غير قادر على بلوغ التمثيل الشعبي للناخبين، فعلى أي أساس ذهب برجليه إلى المركز الإشرافي لتسجيل اسمه كمرشح نيابي أو بلدي؟
أين الكفاءة والصدق والأمانة والوضوح في القول والعمل؟ هل هي مجرد شعارات لحظية يذهب فورانها ما أن تهب رياح قوية متقلبة الاتجاهات؟ وهل يقبل الناخب على نفسه أن يمنح صوته لمن اشتراه اليوم بأبخس الأثمان وسيبيعه غداً برخص التراب؟
أبسط ما قد يفعله أي ناخب يحرك ماله لشراء ذمم الناس أن يتنصل منهم بل وربما يمن عليهم بعطاياه من الأرز والطحين والثلاجات والمكيفات، فالأربع سنوات مضمونة في جيبه، والمكافأة لن تذهب لغيره، والسيارة الفارهة لن يستمتع بها أحد سواه، وأبواب المسئولين لن تشرع للبسطاء والكادحين الذين أوصلوه إلى مستوى لا يتصوره عقله إلا في أحلام اليقظة.
هل يقبل أي إنسان على نفسه أن يُقاد إلى المسلخ وأن توضع رقبته تحت المقصلة؟ وإذا كنا كمواطنين نحارب الفساد وندعو إلى اجتثاثه واستئصاله فلماذا نقبل أن نكون طرفاً في لعبة الرشا واستغلال الذمم لمصلحة شخصية ضيقة لا تصل إلى أفق وطموح من يعلقون آمالاً على تجربة تشريعية ديمقراطية ناجحة؟
لماذا نلوم النائب إن أغرته الحياة بملذاتها فنسى أنه ممثل عن الشعب في فورة العمل السياسي؟ لماذا نعاتبه إن انحاز إلى الثراء وتحسين مستوى معيشته ودخل أسرته خلال أربع سنوات؟ ألسنا من بيننا من ينحاز كذلك إلى تحسين مستواه ببيع ضميره وصوته لكل من هب ودب حتى وإن كان لا يملك أي رصيد اجتماعي أو علمي أو فكري أو حتى ديني؟
نحتاج إلى جلسة حقيقية مع ذاتنا، فما يجري هذه الأيام من حملات مدعومة بأموال ضخمة لاكتساح البيوت وسلب عقول من فيها في وضح النهار أو جنح الليل، هي أمور لا يجب السكوت عنها أو إغفالها، فالوطن هو الخاسر الحقيقي من إيصال المتردية والنطيحة إلى موقع صنع القرار التشريعي وليس القرية أو المدينة أو الحي السكني وحسب.
مفهومنا كناخبين يجب أن يتعدى حدود الأنا إلى مستوى الآخر والآخرين وكل البشر الذين يعيشون على هذه الأرض الطيبة، التي لا يعرفها القاصي والداني إلا بشهامة أهلها ونبل أخلاقهم ونقاء معدنهم، وذلك لا يعني أنه من السهل استغلالهم واستمالتهم وانتقاص حقوقهم.
المواطن البحريني عزيز وكريم ولا يستحق أن يعامل على أنه شحاذ يجري وراء أي لقمة تتدلى أمامه. البحريني أرفع وأسمى من النزول إلى حضيض فكر المعقدين والمتخلفين، ومن يعانون من مشكلات في نفوسهم يحاولون التعويض عنها باستمالة الناس لدائرة الامتهان والمذلة. البحريني طالما هناك هواء على وجه الخليقة سيبقى المسألة الحسابية الأصعب في كل معادلات الانتهازيين، واللقمة العصية التي لا يمكن أن يهضمها المتملقون.
إقرأ أيضا لـ "أحمد الصفار"العدد 2965 - الإثنين 18 أكتوبر 2010م الموافق 10 ذي القعدة 1431هـ
الى الاخ احمد
كلامك مؤلم جدا. هل تعتقد ان المواطنين البحرينيين عندما يقبلون مثل هذه الهبات او العطايا فذلك عن ذل. لا و الف لا بل هي الحاجة يا اخي
العزة لا توهب والمواطنة الحقة نابعة من الصميم
نعم يبقى المواطن البحريني عزيز وكريم
الذين يتاجرون بحاجة الناس ويدفعون هم الذين ينبغي ان يقام عليهم الحد والقصاص ويوضع حواجز لا يتخطونا
منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والدولة تدفع للمحتاج ولا غرابة ان تقدم الدولة خمسين او مائة للمحتاجين
كل دول العالم
اذهبوا إلى اوروبا وأمريكا واعلموا ان الدولة تقدم للمحتاج
ولا توجه تهمة الذل لمن يتقاضون مساعدات من الحكومات
نعم البحريني عزيز
والأذلة هم من لا ينتمون للبحرين وأهله
واللقمة العصية التي لا يمكن أن يهضمها المتملقون.
لن ابيع صوتي لاحد الا اذا ....اصبحت الانتخابات حقيقية لكل مواطن صوت ، هل يعقل ان في الشمالية 20صوت = صوت واحد فقط في الجنوبية وتقولون في صالح الوطن ، او هل يعقل ان الاكثرية بشهادة الجميع لهم دوائر الاقلية وتقولون تعال صوت وين صارت . بصراحة تامة المرشح اليوم يمثل نفسه ومصلحتة هو فقط ولا تقحموا مصلحة الوطن بالقوة في ذلك ، الرجاء ان تصارحوا المواطن بكل شفافية لاننا اليوم غير الماضي وسوف يتضضح للمواطن عاجلا او آحلا وحينها لاينفع الندم . يكفي ما ضاع على الوطن ، والجميع يتحمل مسئولية الوطن .
اضحكتي وانا المثكول يا سيدي
من قال لك ان المواطن عزيز
من الذي أنبت في رأسك مثل هذه الفكرة ؟
أليست الاستنتاجات تأتي بالتجارب ؟
فهاتها نتيجة لتجربة حتى نأخذ بما تقول ..
لو كان المواطن عزيز لما قبل بالعيش في الذل
أليس حين ترى المواطن يركض وراء الخمسين دينار نتيجة فقره وعجزه تعتبر من الذل ؟
أليس حين يسكت عن حقه لشذاذ الأفاق ، فيظلموه ويبخصوا حقه ، يكون ذليلاً ؟
أليس حين ترى ان الدولة لا تعير له أي اهتمام يذكر وتقدم الغريب عليه الا لأنه ذليل
لا تعيشوا الوهم مرتين فتضحكون فيه على أنفسكم
آل ايه آل الموطن عزيز