العدد 2965 - الإثنين 18 أكتوبر 2010م الموافق 10 ذي القعدة 1431هـ

تساؤلات بحرينية من «جايتكس»

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

«الهواتف الذكية سيدة المعرض، وشركات الاتصالات تتسابق على توفير تطبيقات لها... 3500 شركة من 135 دولة تسعى لعرض أحدث منتجاتها... المعرض منصة للعلم والتكنولوجيا... الثريا تستعرض حلول نقل الفيديو... أوراكل تعرض استراتيجيتها خلال جايتكس... آي إم إس: الحوسبة السحابية تقود خدمة العملاء... إيزي نتووركس توفر حلولا متكاملة للاتصالات المارة لسمارت ورلد.. مساحة جايتكس الذي بدأ في العام 1981 تتضاعف 300 مرة وعدد الشركات المشاركة 76 ضعفاً» هذه مجموعة مختارة من عناوين الصحف والمجلات الناطقة بالعربية التي صدرت صباح اليوم الثاني من افتتاح جايتمس.

متابعة تلك العناوين، وأخرى كثيرة غيرها، والمشاركة في جايتكس، تمد القارئ و المشارك في جايتكس، بالقدرة على:

1. قراءة شبه علمية لهذه السوق في منطقة الشرق الأوسط، حيث تركز الشركات العارضة وحلفاؤها المحليون على الترويج للمنتجات التي تخاطب هذه السوق على وجه التحديد، مبرزين الكثير من الخصائص التي تتناول احتياجات هذه السوق، وعلى وجه الخصوص تلك المتعلقة بقضايا التعريب، وما يتفرع عنه من احتياجات، سواء كانت محصورة في التطبيقات أو تتسع كي تشمل أيضاً الأجهزة والمعدات، دون إهمال البعض منها ذي الصلة بالاتصالات والتشبيك.

2. متابعة الجديد في صناعة تقنيات الاتصالات والمعلومات من جهة، وتلمس احتياجات السوق، واتجاهاتها الرئيسية من جهة ثانية. إذ تجلب الشركات العارضة او الداعمة، معها نماذج من الجديد في منتجاتها او الخدمات التي تقدمها، كما توفد أيضاً بعض الرموز القيادية في إداراتها، أو في المؤسسات الأكاديمية المتعاونة معها، كي تلتقي مع شركائها المحليين، او زوار أجنحتها. هذا التفاعل الحي المباشر، يتيح، لمن يريد، باحثا ًكان أم رجل أعمال، الفرصة المناسبة والأكثر جدوى لاتخاذ القرار المناسب، سواء كان ذلك على مستوى التحالفات، أوبالنسبة لوضع خطط البحث والتطوير، أو لاختيار المنتجات والخدمات المرتبطة بها.

3. فتح المجال، وإتاحة الفرص، أمام نسج التحالفات التجارية وتوقيع الصفقات ذات العلاقة بها، حيث تحتضن صالات جايتكس التي تجاوزت اليوم 20 قاعة، تحتضن كما تقول الإحصاءات ما يزيد على 3500 شركة، الاحتكاك المباشر بين أطراف صناعة تقنيات المعلومات وهم: مصانع الإنتاج ومعها البحث والتطوير، والحلفاء المحليون، موزعين كانوا أم مطوري برمجيات، وجهات الاستثمار أفراداً كانوا ام مؤسسات.

4. تلمس المستوى الراقي الذي وصلت له صناعة المعارض، التي بات البعض يضعها في خانة مستقلة عن صناعة السياحة، والتي باتت تضم تحت أجنحتها فئات صناعية إنتاجية مختلفة، سواء تلك المتعلقة بإدارة الفعاليات، أو الإعلام، والأهم من هذا وذاك، هي صناعة بناء الأجنحة والموارد البشرية الشابة التي تديرها، وفوق هذا كله المردود الاستثماري المجني من وراء تطويرها.

5. فهم آلية وعوامل نجاح صناعة متقدمة معاصرة، فلم يعد الأمر يقتصر على توفير ساحة مخصصة فحسب، أو تأمين فنادق فاخرة فقط، بل بات الأمر أوسع نطاقاً من ذلك، وأكثر تعقيداً منه. صناعة المعارض اليوم تحولت إلى حلقات مترابطة في سلسلة متواصلة ومتكاملة، تبدأ بالمهارة في الترويج، وتمر بتسهيل إجراءات دخول ومغادرة من لهم علاقة بهذه الصناعة، دون أخذ أي اعتبار لجنسياتهم، وتعرج على استباب الأمن و استمرار الاستقرار، كي تنتهي إلى التميز في المحفزات والتفرد بالامتيازات المعطاة لمن ينخرط في هذه الصناعة.

من يشارك من البحرين في جايتكس لا يملك أن يحول دون أن تحلق في ذهنه مجموعة من التساؤلات من بين أهمها:

1. لماذا تخلفت البحرين في صناعة المعارض، والسؤال ليس مرتبطاً بالفترة الحالية، بل له أصوله التاريخية التي تمتد عميقا لما يزيد على 50 سنة. فمن المعروف ان البحرين هي أول دولة خليجية بدأت فيها صناعة المعارض، يشهد على ذلك «معرض البحرين الزراعي» الذي كان يقام في الخمسينيات، والاسم الذي يعرف به واحد من اهم الشوارع التجارية في البحرين، والمعروف باسم «شارع المعارض»، عندما كانت خيام الشركات العارضة، ومن بينها شركات عملاقة مثل شركة جي إي الأميركية تشارك في ساحات المعارض التي كانت تقام في «شارع المعارض».

2. ما الذي يمنعنا اليوم، ولدينا الكثير من مقومات بناء صناعة معارض متطورة من البدء في تدشين مثل هذه الصناعة، دون الحاجة للدخول في حالة من الحرب التنافسية مع دبي أو غيرها من مدن المنطقة، ممن لها باع طويل في هذا الميدان؟ وتتحول علامة الاستفهام هذه إلى إشارة نحو الموارد البشرية الشابة الكفوءة، المتوافرة في البحرين اكثر من أي دولة أخرى من دول المنطقة، والتي هي أكثر عناصر رأس المال أهمية من بين تلك المكونات التي تحتاج لها مثل هذه الصناعة.

3. ما الذي يمنعنا من من اختيار زاوية صناعية أو تجارية، مختلفة تماماً عن أي من الزوايا التي أخذتها دبي، أو أية مدينة خليجية أخرى والانطلاق منها نحو التأسيس لصناعة معارض معاصرة ومتطورة. وهذه ليست مسئولية وزارة معينة بحد ذاتها، بقدر ما هي مسئولية متكاملة ينبغي أن تضطلع الدول بكامل مؤسساتها، وعلى وجه الخصوص تلك الوزارات ذات العلاقة المباشرة بهذه الصناعة.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 2965 - الإثنين 18 أكتوبر 2010م الموافق 10 ذي القعدة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 10:23 ص

      عـــــــــين ... الحقيقـــــــــة

      أثناء السياحة في هكذا معارض،وقد حشد فيها خلاصة عقول البشر ومبتكراتهم وهممهم،وقتها تساؤلات تنبع من ألياف الفكر،ليتناولها ضمير الواقع، فإذا أدرك التخلف واضطرب المنطق لأصحاب القابليات الضعيفة فلا يستطيعون شق طرق صناعة العصر ويحتاجون لمن يأخذ بأيديهم ويقطع حيرتهم فهم يبقون كالغرباء في مهنتهم من أثر فطرة فطروا عليها وعجز من تحمل المسؤولية وضمور عندهم في جانب الابتكار،هنا تتركز نقاط التخلف والتقهقر ثم تتعاظم وتتراكم،فلا يذكر ولن يذكر نيل مجد ومراد.كل الشكر للكاتب وللوسط ... نهوض

    • زائر 2 | 10:27 م

      بهلول

      باختصار ياعزيزي و حبيبي وكل أهل البحرين أحباء ... باختصار شديد وخذها من أفواه البهاليل ... لا يمكن ... لا يمكن ... لا يمكن للإبداع أن ينمو و يزدهر و يزهر و يثمر في أجواء التآمر و تكميم الأفواه والتمييز ... ليس هناك من سبيل سوى أجواء الحرية و العدالة إذا أردنا ان نلحق بركب الأمم الأخرى . وإلا فكل ما تراه من حين لآخر لا يعدو كونه فقاعات و حركات مظهرية لا تغني و لا تسمن من جوع ومن تخلف.

    • زائر 1 | 10:12 م

      إذا كان الكلام من فضة فإن السكوت من صندوق طماطم !!

      إذا كان الكلام من فضة فإن السكوت من صندوق طماطم !! ... نرجو المعذرة من عدم التمكن من المشاركه هاليومين ، أولا لأننا مشغولين في المهمه الوطنية الكبرى ، ثانيا نريد أن نعطي فسحه من الوقت لأن هذه الملفات سوف تعرض على البرلمان وقد وعدنا خيرا ...

اقرأ ايضاً