أخفقت محاولات سكرتيرة رئيس التحرير المتكررة والملحة في أن تلفت انتباه مسئول حكومي لأهمية اللقاء الذي كانت «الوسط» تأمل أن تجمع فيه مسئولا رسميا أميركيا ومسئولا رسميا بحرينيا لالقاء الضوء على اتفاق التجارة الحرة المرتقب بين البحرين والولايات المتحدة الأميركية، في الوقت الذي وافق السفير الأميركي لدى الدولة رونالد نيومان على اللقاء وأعلن مرارا خلال الندوة استعدادا لمزيد من اللقاءات التعريفية أو حتى «الاستجوابية» الخاصة بالاتفاق.
وأخفقت من قبلها محاولات معدي برنامج تلفزيوني ناقش الموضوع نفسه استضاف أيضا مسئولا بالسفارة الأميركية لدى المملكة في التنسيق لمشاركة مسئول يمثل وجهة النظر الرسمية.
هذا التهرب من قبل مسئولي الاقتصاد، الذي يأتي في إطار صمت مزمن لوزارة المالية، يقابله الاستعداد الأميركي الذي أعطى الانطباع بأن أميركا جرت وراء البحرين لاقناعها بالموافقة على أن تكون طرفا في الاتفاق حتى أكد السفير، الذي كست وجهه حمرة لم تفلح مهارته في ضبط النفس في إخفائها بعد سؤال استفزازي بهذا الخصوص، أن البحرين هي من سعت وراء الاتفاق منذ ثلاث سنوات وأن أميركا أصبحت أكثر جدية بناء على الدفع البحريني باتجاهه ولامتلاك البحرين للمعايير المعلنة التي تؤهلها للدخول طرفا في الاتفاق.
السفير الأميركي كرر مرارا أهمية التعريف باتفاق التجارة الحرة المقبلة عليها البحرين مع الولايات المتحدة الأميركية، واستطلاع الآراء واستشارة الأطراف التي ستتأثر مباشرة إما بالسلب أو بالايجاب من ابرام الاتفاق أسوة بالأهمية التي توليها بلاده في استطلاع آراء الصناعيين ومجتمع الأعمال لديها قبل استكمال أي اتفاق يتأثرون به.
بالطبع التعرف على بنود الاتفاقية ليس صعبا خصوصا أن الاتفاقات السابقة منشورة إلكترونيا لكن هذا لا يلغي أهمية أن تتعرف الحكومة على تطلعات وتخوفات القطاعات المعنية واعتماد المعقول منها كبنود تسعى للضغط باتجاه تضمينها الاتفاق لصالح هذه القطاعات. وكان أمرا غريبا حقا أن تولي الحكومة الأميركية لقطاعاتها الممكن أن تتأثر من انفتاح اقتصادها الضخم على اقتصاد صغير بحجم اقتصاد البحرين بينما توحي فوقية مسئولي اقتصاد البحرين أنهم اما في وضع انتظار أن تقرر أميركا ما الأفضل للبحرين، أو أنهم يبحثون الأمر بشكل منعزل تماما عن أصحاب الشأن لتصدق مقولة أحد المشاركين في الندوة بأن علاقة المسئولين الحكوميين بالقطاع الخاص تشبه علاقة الرئيس بالعاملين لديه هو يرى دائما الأفضل له ولهم
إقرأ أيضا لـ "هناء بوحجي "العدد 296 - السبت 28 يونيو 2003م الموافق 27 ربيع الثاني 1424هـ