العدد 2951 - الإثنين 04 أكتوبر 2010م الموافق 25 شوال 1431هـ

البحرين في أسبوع

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

عندما تغيب عن بلدك سبعة أيام، فإنك تحتاج إلى سبع ساعات لمراجعة أرشيف الصحيفة قبل أن تكتب المقال، هذا إذا كان الوضع طبيعياً والجو صحواً... فكيف إذا كان ملبداً بالأتربة والغبار؟

الأسبوع الماضي، بدأ بحوادث حصدت أرواح شابتين بحرينيتين في عسكر جنوب البلاد، ومصرع شاب ثالث صدمته سيارة قرب دوار اللؤلؤة. وفي اليوم التالي إصابة شابٍ رابعٍ صدمته سيارةٌ عند مدخل قرية عذاري، وهو من أخطر مخارج السيارات لوقوعه عند منعطفٍ خطِرٍ تصعب فيه الرؤية، ويمكن لمسئولي المرور أن يتأكدوا بأنفسهم من ذلك خلال خمس دقائق. وقد طالب الكثيرون بإيجاد حلٍّ يقي الناس من سواقين ومارة من خطر الموت، ولكن في أذن «المرور» و«الأشغال» كميةٌ من القطن تكفي لمنع وصول الأصوات المطالبة بوضع إشارة لعبور المارة، وتوفير مدخل أكثر أماناً لهذه القرية التاريخية الوادعة.

من أخبار الأسبوع الماضي أيضاً، الأوقاف السنية تشكو للعدل استغلال أحد المرشحين لدور العبادة في الدعاية الانتخابية، بينما رديفتها الشيعية وضعت ما أسمته «اشتراطات إلزامية للخطباء والرواديد»، فيما يعتقد أنه خلط للرمل مع العجين، ضمن إجراءات ينظر إليها العالم الخارجي على أنها تصب في اتجاه المزيد من التضييق على الحريات العامة، فيما نحن على أبواب انتخابات عامة وشيكة.

قبل أن تسافر، كانت الصورة قد اتضحت أكثر مع إغلاق مواقع أهم جمعيتين سياسيتين، ومنع نشرتيهما (الورقية) من الصدور، وبدأت التلميحات للنشرات والمواقع الأخرى. ولذلك لم تُفاجَأ حين أعلن إغلاق بقية المواقع والنشرات، فالمطلوب من الجمعيات السياسية ألا تتكلّم في السياسة! والمطلوب منها أن تدخل الانتخابات بلا صوتٍ إعلامي! والمطلوب منها ألا تخاطب الجمهور أو تتحدّث للناس عن أفكارها وبرامجها أو حتى أشواقها وتطلعاتها!

من أخبار الاسبوع الماضي، أن «بلدي الشمالية يكلّف محامياً لتحريك دعوى ضد دفان نورانا»، وهو من الأخبار المعروضة في ذيل إحدى الصفحات. قبل شهرين كان مثل هذا الخبر يعتبر رئيسياً، لأنه يمس وتراً حساساً لدى الجمهور، لارتباطه بالمال العام وقضية الأراضي في بلدٍ صغيرٍ أصبح يضيق بأهله أكثر وأكثر. أما منذ شهر رمضان الأخير، فقد انقلبت المعادلة، واستبدلت خطط اللعب إلى هجماتٍ أكثر شراسةً واستباحةً للقيم والأعراف الصحافية والمهنية.

من الأخبار «غير الصحية»... فقدنا خلال الأسبوع ضحيةً جديدةً من ضحايا مرض السكلر، ليرتفع العدد إلى 27، برحيل شابةٍ أخرى في العشرينيات من عمرها بعد أن لفظت أنفاسها الأخيرة في جناح 63 بالسلمانية، رغم مساعي طاقم التمريض. الحادثة أظهرت معائب إجراءات تخليص المتوفين البطيئة، فقد استغرقت هذه الحالة أكثر من ثلاث ساعات، فضلاً عن جلب النعش الحديدي الذي يثير منظره الكثير من الرعب لدى المرضى أو الزوّار على السواء. والمؤسف حقاً أن وزارة الصحة التي يزيد عمرها على سبعين عاماً، لم يتراكم لديها من الخبرة والحصافة ما يجنّب المرضى مثل هذه الأوضاع النفسية الممضة. وكان الأجدر أن تنقل المتوفاة إلى مكانٍ يحفظ خصوصيتها وهيبة الموت، بدل تركها في الجناح، أو عرض النعش الحديدي بالممر أمام أعين المارة. فرفقاً رفقاً يا وزارة الصحة... فكلكم موقوفون ليومٍ عظيم.

أسبوعٌ لم يكن سهلاً جيوبولوتيكياً، سبقته أسابيع سبعةٌ عجاف، وستتبعه ثلاثة أخرى، فالانتخابات في العالم الثالث لها كلفتها الباهظة وطعمها المر.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2951 - الإثنين 04 أكتوبر 2010م الموافق 25 شوال 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 26 | 4:54 م

      أضف معلومة أخرى

      في يوم المعلم البحريني إحدى المدارس الصناعية الواقعة شمال البلاد قامت بتعيين أحد المجنسين على رئاسة التسجيل في المدرسة خلفا لوالده المجنس والذي احيل للتقاعد كما تم تعيين مدرس اجنبي مشرفا إداريا بدلا عن المشرف البحريني .

    • زائر 25 | 2:09 م

      نسيت عيد المعلم المظلوم ياقاسم!!!!!!!!!!!!!!!!

      افا بس افا حتى انت ياقاسم نسيتنا خو الوزارة متعودين عليها كارهتنا وتسوي المستحيل حتى اطفشنا لكن هل من اهتمام منك لقضيتنا فالوضع لا يطاق..

    • زائر 24 | 10:37 ص

      إضافة خبر في يوم المعلمين

      بحرينية من أصول عربية من مواليد1958 تم تعينها في 2008 يعني عمرها 50 سنة وفوق هذا عندها إعفاء عن التدريس بسبب عدم كفائتها بمدرسة إعدادية ثانوية بمدينة حمد
      ايششش رايك سيد؟

    • زائر 23 | 9:39 ص

      common sense

      صدق ما عندهم ذوق هالوزارة. المسألة مسألة common sense المفروض يفهمونها وهي طايرة وما يحتاج احد يذكرهم أو ينتقدهم في الصحافة. تجيبون نعش حديدي تجولون فيه بالمستشفى، قدام المرضى، كأن اللي فيهم ما يكفيهم؟ خل عندكم اشوي احساس عاد.

    • زائر 22 | 7:55 ص

      سيد لا يروح بالك بعيد عن وزارة الصحه

      هم مخلين النعش الحديدي تذكير بالموت !!! تصدق سيد اذكر قبل سنه كنت رايح ازور واحد بالقسم السكلر شفته وعلقت عليه باشمئزاز !!! اما اليوم انت ذكرتني فيه يعني معقول صار له فتره جاهز ومخلينه صوب الدرج !!! كان علم الغيب عندهم من يدخل المستشفى لازم يطلع محمول بهذا النعش الحديدي

    • زائر 21 | 7:45 ص

      أضيف لك يا أستاذي العزيز خبرا يصادف هذا اليوم

      أن اليوم يوافق ...(عيد المعلمين)، تعود المناسبة على البحرين والمعلمين المواطنين أقل إنصافا من نظرائهم العرب، فلا درجة استثنائية أعطيت لهم ولا أعباء تم تخفيفها (بل زادت الأعباء بشكل هائل لدرجة أن معلم نصابه 20 حصة أي 4 حصص يوميا مطلوب منه التحضير والتصحيح يوميا إذن متى يأكل ومتى يصلي ومتى يذهب تكرم للحمام؟!!) أوضاع المعلمين مأسوية ، حتى المسؤلين الذين رفعوا لهم مطالب المعلمين لم يردوا للمعلمين ولا أدري هل لأن المعلمين لا يستحقون أن يرد عليهم أحد؟ ) لكن آآآه وش لينا صايرين معلمين

    • زائر 18 | 5:13 ص

      ام علاء

      ترى فيه ناس ماتهمها الا نفسها ولا عليها من الاخرين المشتكى لله

    • زائر 17 | 4:18 ص

      كورسات في الطب النفسي

      ما ادري وزير الصحة شنو راح يقول لما يقرا مقالك اليوم، او ينقلون له فحواه، خصوصا عن النعش الحديدي. ما ادري كيف بعين سنة وهم مو منتبهين لهالفضيحة، يعني ما فيه شعور ولا احساس ولا مراعاة لمشاعر المرضى وظروقهم النفسية؟ غريبة هالوزارة. صج يحتاجون الى كورسات في الطب النفسي.

    • زائر 15 | 3:53 ص

      حطيت يدك على جرح السلمانية

      هذي جرح ما يبرى يا اخ قاسم. لا اعتقد انه توجد جهة وصلت الى هذه الدرجة من ........ مثل هالمستشفى.
      و على فكرة هذي النعش الحديدي موجود جاهز عند الدرج و كل الزائرين يشوفونه في الروحه و الجيه كأن المستشفى بكل مساحته لا يوجد فيه مكان يحطونه فيه غير عند الدرج للزوار يشوفونه و يمرون عليه كل يوم و هم و حظهم او يطلع مريضهم او يوضع فيه و يمشون معاه الى المشرحة. و لا ضمير و لا احساس و مراعاة لمشاعر البشر في هالمستشفى
      حسبي الله و نعم الوكيل اللهم اجرنا في مصيبتنا

    • زائر 13 | 3:35 ص

      بصراحة

      بصراحة يشمئز المواطن من يتصفح جريدة محلية
      اويفتح التلفاز على قناة العائلة لأنه ماذا سيرى أو
      يسمع غير تهديد أو عقاب أو إحصائيات من الملايين
      لا تنفع المواطن فقط كلام صرنا لا نثق حتى بالمعلومات
      العامة إذا صدرت من إعلامنا

    • زائر 12 | 3:08 ص

      متى الفرج يامولاي....؟

      الحمد لله على السلامة يا كاتبنا العزيز، هنيئا لك قضيت اسبوع بعيد عن هذه الأخبار السامة، والله أصبحت أيامنا وسنيننا كلها عجـــــــــــــاف فمتى الفرج يا مــــــــــولاي.......

    • زائر 11 | 2:51 ص

      اعملوا شيء لعذاري

      ياليت المرور ووزارة الاشغال يسمعون الكلام ويحققون فيما تقول، فعذاري تحتاج فعلا إلى مدخل ومخرج ىمن للسيارات، والوضع الحالي خطير ويجب عمل شيء لانقاذ ارواح الناسن وكفى ما جرى من حوادث وفاة واصابات، نتمنى من الجهات المسؤولة عمل شيء لديرتنا.

    • زائر 10 | 2:40 ص

      بقايا الديمقراطية

      هذه هي الديمقراطية... منع المواقع الالكترونية وحجب النشرات الاعلامية، ثم منع الجمعيات السياسية من العمل بالسياسة!!!!! ماذا تبقى من الديقمراطية إذن؟

    • زائر 9 | 2:40 ص

      TRUE

      DECTORS THEY TAKING THEM EXPERIENCE FROM MINISTRY OF HEALTH IF THEY ARE COME GOOD THEY LEAVE THA MINSTRY BY MORE MONY FROM ATHER HOSPITAL

    • زائر 8 | 1:33 ص

      شخبار بلجيكا سيد؟

      السلام عليكم سيدنا الكريم .. الحمد لله على السلامة .. شخبار بلجيكا سيدنا ؟ عندهم مشاكل مثلنا ومطالب وفساد ورشاوي وتمييز ؟

    • زائر 7 | 1:08 ص

      هناك مربط الفرس

      الآن بدأنت الصورة تتضح فعلاً اكثر فاكثر. ملف الاراضي ما عاد احد يقدر يتكلم عنه. هناك مربط الفرس يا سيد. والعاقل بالاشارة يفهم.

    • زائر 5 | 12:52 ص

      مرحبا استاذ قاسم ونضيف لأخبارك أيضا

      ومن الاخبار أيضا المقابلة مع الكاتبة المخضرمة مع البي بي سي والتي تأتأت فيها بقدر شعر رأسها وكأن القدر يقول اذا كان بيتك من زجاج فلا ترمي الناس بالطوب ، وبدت تلك الكاتبة مرتبكة في ردودها على مقدم البرنامج ( نقطة نظام ) قلت في نفسي أين التبجح بأن الاخرين كانوا ضعفاء فشربت من نفس الكأس وبتنا كمشاهدين لا نعرف أأأأأأأ من تتتتتتتتتت والايام العجاف لن تنتهي يا عزيزنا قاسم .

    • زائر 4 | 12:38 ص

      أنتخابات على صفيح ساخن!

      - لمصلحة من تجري الإنتخابات في ظل هذه الأجواء ولماذا؟
      - في السابق حتى خبر وفاة مريض للسكلر كان خبراً رئيسياً أما الآن فلا يذكر.
      - متى سنرى الهجمات الإرتدادية للصحافة الشريفة النزيهة والتي على عاتقها مسؤولية كبيرة تجاه حفظ الحقوق والحريات؟
      - من يهن يسهل الهوان عليه.. مالجرح بميت إلام

    • زائر 3 | 12:21 ص

      اهلا بالعودة

      بارك الله فيك يا سيد ،، عدت والعود احمد، مقال رائع تطرق لجوانب كثيرة مرت في اسبوع

اقرأ ايضاً