باشرت القوات الاميركية تحركاتها في المناطق الحدودية مع سورية بحثا عن الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، فحاصرت عددا من القرى المتاخمة لبلدة آل بو كمال السورية المواجهة للأراضي العراقية.
وذكرت مصادر عليمة أن هذه القوات قامت خلال اليومين الماضيين باقتحام عدد من القرى العراقية الواقعة على الحدود مع سورية التي تقطنها عشائر شمر وفتشت البيوت والمحلات والمخازن بذريعة البحث عن سلاح ومقاتلين من انصار النظام السابق.
وأشارت المصادر الى ان هذا الاقتحام تم بعد يوم واحد من إلقاء القبض على السكرتير الأول لصدام وابن عمه عبدحمود التكريتي، الذي ربما اخبر القوات الاميركية عن مكان وجود صدام حسين في هذه المنطقة العشائرية.
ويذكر ان المناطق الحدودية مع سورية تضم الكثير من البلدات والقرى المنتشرة في الجانب الشرقي من مدن عانه وسامراء وحديثة والدور والموصل وتكريت، وان صدام سبق له أن زار المنطقة اثناء فترة قيادته البلاد عدة مرات وقام بتوزيع الاموال والهدايا والامتيازات على أهلها واحتل عدد من شباب هذه المناطق مواقع قيادية في الجيش العراقي عرفانا لهم بالجميل، اذ سبق لسكان هذه القرى ان احتضنوه في سنوات العمل السري، وعبر هذه القرى والأرياف هرب الى سورية بعد محاولة اغتيال الزعيم عبدالكريم قاسم التي شارك فيها في العام 1959، وفي الكثير من الاحيان كان يدخل ويخرج من العراق بصورة سرية من خلال المرور بهذه المناطق.
وتشير المصادر إلى ان التحركات الاميركية الاخيرة في هذه المناطق جاءت بعد اعتقال ابن عم صدام عبدحمود الذي رافقه حتى اليوم الاخير لسقوط النظام في 9 ابريل/ نيسان الماضي. واذا تم القاء القبض على حمود في تكريت فمعنى ذلك ان صدام افترق عنه في هذه المناطق التي تقع في الجهة المقابلة لمدينة تكريت
العدد 294 - الخميس 26 يونيو 2003م الموافق 25 ربيع الثاني 1424هـ