ربما هي المصادفة التي جمعت الوفود المشاركة في اجتماع اللجنة التحضيرية للاجتماع السابع لوزراء داخلية جوار العراق الذي بدأ أعماله في المنامة أمس، مع تطورات الأحداث في عدة دول بالمنطقة، بما فيها البحرين، التي تتسارع فيها الأحداث تباعاً، وكأن هناك شيئين مختلفين يحدثان في بلدنا، أحدهما يتعلق بالانتخابات النيابية والبلدية، والآخر يتعلق بالأحداث الأمنية والقرارات الرسمية التي تصدر بالجملة على عدة مستويات، بحيث يحتاج الناس إلى أخذ النفس قبل قراءة كل خبر يرد عن توقيف نشره هنا، أو إغلاق موقع هناك، وآخرها سحب الجوازات لعائلة بكاملها في أول قرار من نوعه يصدر بصورة صادمة للمجتمع البحريني وبشكل يذهل المراقبين الذين لا يتمكنون من معرفة أساس الخبر، وكيف تتطور الأمور بهذه الوتيرة المتسارعة في اتجاهات غير متوقعة.

وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة قال أمس إن الاجتماعات التي تنعقد في البحرين بشأن الجوار العراقي «ساهمت بشكل ملموس في تحسين الوضع الأمني في العراق من خلال التنسيق والتواصل المستمر بين الدول المشاركة»، وأعلن رئيس الأمن العام اللواء طارق بن دينة «إن الاجتماع يهدف إلى تعزيز مجالات التعاون الأمني وتفعيل آليات تبادل المعلومات المتعلقة بمكافحة الإرهاب ومراجعة جميع الإجراءات المتخذة لمواجهة التحديات الأمنية في العراق، وصولاً إلى تحقيق الأمن والاستقرار فيه بمساعدة جميع الدول المجاورة له»، وهذه التصريحات لها علاقة بالاجتماعات التحضيرية بين مسئولين من وزارات الداخلية في كل من العراق والبحرين والكويت والسعودية والأردن وسورية وإيران ومصر إضافة إلى ممثلين للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومجلس وزراء الداخلية العرب. والجامعة العربية تشارك في الاحتماع وذلك لطرح الرؤية العربية حول الأوضاع في العراق كما صدرت عن وزراء الخارجية العرب بشأن تطورات الأوضاع في العراق وخاصة مع انتهاء المهام الانتقالية للقوات الأميركية الشهر الماضي، وخروج القوات الأميركية من العراق قبل نهاية العام 2011، وذلك حسب اتفاقية التعاون الأمني بين الإدارة الأميركية والحكومة العراقية.

البحرين أيضاً ستحتضن اجتماعاً في 25 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل بشأن التطورات في جنوب السودان، وسيجمع الأطراف المعنية لمواصلة الحوارات بشأن الاستفتاء الذي سيجرى في السودان واحتمال انفصال الجنوب عن الشمال... ومن الجيد أن البحرين تحتضن المؤتمرات الأقليمية لبحث الأمن وتعزيز سيادة دولنا على أراضيها، ومن الجيد فتح الحوارات بين مختلف الأطراف، ونأمل أن تنعكس هذه الحال الإيجابية على البحرين التي تمر حالياً بمرحلة استثنائية لم تعرفها منذ انفراج الوضع السياسي في 2001. إن الفعاليات السياسية والأهلية التي شاركت في إنجاح التجربة البحرينية تحتاج إلى متنفس تتحاور من خلاله على الطريقة نفسها التي يتم فيها احتضان الأطراف الإقليمية للتحاور في البحرين، ونحن أحوج إلى أن نعي ما يجري حولنا وكيف نحفظ المسيرة الوطنية كما يأمل لها كل بحريني.