العدد 2935 - السبت 18 سبتمبر 2010م الموافق 09 شوال 1431هـ

بيروقراطية المحافظة الوسطى

سلمان ناصر comments [at] alwasatnews.com

.

كثيراً ما نسمع عن بيروقراطية بعض الدوائر الحكومية، خاصة إذا ما كانت متعلقة بالإجراءات الورقية، ناهيك عن ضعف التنسيق فيما بين تلك الدوائر والجهات ذات الاختصاص إن لم تكن معدومة.

وعند التطرق لهذا النوع من الروتين المقيت بالمحافظة الوسطى فهي لا تعدوا كونها نموذجاً لكثير من الدوائر، ولكن أردت تسليط الضوء على أحد الحالات التي مرت بمراحل الروتين المقيت الممزوج بعدم توافر روح المسئولية والحس الإنساني تجاه الآخرين.

لقد بدأت رحلة المعاملة المرجو إتمامها من قبل المحافظة المعنية التي تتعلق في المقام الأول بحالة إنسانية وبشكل أدق دراسة حالة، ولحساسية الموضوع ارتأت أحد الجمعيات الحقوقية أن تعلم المحافظة بشكل شخصي ومباشر أملاً في سرعة الإجراء المطلوب (دراسة الحالة)، ليتسنى لها بعد ذلك القيام بواجبها وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية لما تتمتع به من سهولة التواصل مع بقية الوزارات بالدولة، هذا بجانب وجود باحثات اجتماعيات متخصصات ذي إطلاع وخبرة، تسهم في التخفيف على الحالات المجتمعية وتقوم بتقييم ودراسة الحالات، حيث من المفترض أن يكون هذا العمل نابع من حسّهن قبل واجبهم الوظيفي.

بدأت رحلة بيروقراطية المحافظة في التعامل مع هذه الحالة بعد الاتصال بالمحافظة وإطلاعها بالحالة، لأفاجأ بطلب كتابة رسالة تشرح الحالة وعنوانها فتم كتابة الخطاب وإرساله يوم 11 أغسطس/ آب 2010 إلى مكتب المحافظ وتم التعليق عليه وتحويله للدائرة المختصة، وبعد لقائي بالسيد المحافظ في أول أيام العيد فاجأني بأنه يسأل ما آل إليه خطاب الحالة الإنسانية! فأجبت بأن لا علم لي ولكن من المفترض أن تكون الأمور قد انتهت، وطلب مني أن أتابع مع المحافظة حيث أمر باتخاذ اللازم هذا ما جاء على لسانه، وبعد المراجعة كانت المفاجأة، حيث الخطاب لدى المحافظة حتى يوم 16 سبتمبر/ أيلول 2010 أي ما يفوق الشهر وبالتحديد بالدائرة المعنية.

كما كان العثور على الخطاب من قبل الموظفة لم يكن سهلاً، أما الطامة الكبرى فإن الخطاب قد تم التعليق عليه منذ يوم 12 أغسطس وعند سؤالي للموظفة أو الباحثة عن سبب عدم اتخاذ الإجراء، قالت بأن «من المفترض أن ترسلوا هذا الخطاب إلى وزارة الصحة، ونحن ليسنا جهة اختصاص»، فقلت «ولِمَ لمْ يتم إخبارنا بذلك منذ ذلك الوقت؟» فكان الجواب هو السكوت.

وهنا أسأل بما أنها حالة إنسانية لماذا لم يقم المسئولون في المحافظة بالتأشير للاتصال بالجهات المختصة للتنسيق، لِمَ السيد المدير لم يقم بهذه المهمة؟ لِمَ السيدات والآنسات الأفاضل المتخصصات في علم الاجتماع لم يراعوا هذه الحالة؟ كل تلك الأسئلة تبحث عن إجابات.

لقد تحدثت في بداية المقال عن بيروقراطية الدوائر الحكومية ولكن هذه الحالة لا تتعلق بالبيروقراطية بقدر ما تتعلق بالمسئولية والحس الإنساني، فمن ضمن تقييم عمل المسئول والموظف هو «روح المبادرة في العمل» والعمل تحت الضغط، علماً وعلى حد علمي بأن هذه المحافظة وغيرها لا تواجه من العمل المنوط بها ما يترك الأثر لدى موظفيها ومسئوليها بالإرهاق لدرجة إهمال دراسة الحالات الإنسانية أو التقاعس عن التواصل مع الجهات المعنية.

إني على يقين لو أن هذا الخطاب مقترح بفعالية أو مهرجان بمناسبة ما، لاستنفرت المحافظة بمسئوليها وموظفيها بل وتم تحويل موظفين بعض الدوائر ليساعدوا الدائرة المعنية، بل وتم التنسيق مع جميع الوزارات والدوائر لإنجاح هذا الحدث.

من الممكن أن تحث الإنسان على حب العمل أو العمل تحت الضغط أو كيف يكون لديه حس روح المبادرة إلا الإحساس، لأنه إحساس رباني في المقام الأول، كما أنه أمر حسي من الإنسان تجاه أخيه الإنسان، فلم يكن الطلب مساعدة مادية أو عينية ولكن كان الطلب دراسة حالة لإنسان وضعته الظروف بظرف يستحق الالتفات إليه بنظرة إنسانية في المقام الأول.

وهنا نقول للقاصي والداني بأن لولا المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى، لما استحدثت تلك المسميات والوظائف من محافظات ومجلس نيابي ومجالس بلدية لتكونوا الجزء الأقرب من المواطنين والمجتمع، ولتقوموا كذلك بتسهيل عملية صنع القرارات المتعلقة بالمواطن في محيطه المجتمعي بشكل مباشر، ووجودكم ليس للفعاليات والمهرجانات والتصريحات وتبادل التهاني، وتقديم الولاء والطاعة عبر الإعلام فكلنا موالون إن شاء الله ومطيعون لولي الأمر. فما هو مطلوب منكم هو أن تقوموا بالعمل المنوط بكم، بما يخدم الوطن والمواطن وقيمة الإنسان ويعزز ما وصلت إليه البحرين منذ إطلاق مسيرة الخير

إقرأ أيضا لـ "سلمان ناصر"

العدد 2935 - السبت 18 سبتمبر 2010م الموافق 09 شوال 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 6:26 م

      بوظبيع

      اشكر حياتك يابو خالد المشكلة ان صديق لي أهداني فيل تورطت وين واديه البيت مايدخل في الشارع مشكلة اش سويت عملت مكياج عشان أغبر من شكله لقيته بعد فيل

    • زائر 2 | 5:10 م

      ماذا تنتظر من خبراء بدون خبرة

      اخي العزيز لاشهر رمضان ولاشهر شوال كل الشهور نفس الروتين لدى المؤسسات الحكومية وانا موظف باحد المؤسسات واراقب التخبط والمماطله في كل معامله انسانية او غيرها اعتقد بان السبب هو وضع الموضف الغير منا سب بالمراكز الح ساسة اين وزارة البلديات ويغيرها لاعطيك مثال على ذلك التخبط تعين منهندس بوزارة البلديات مديرا للتخطيط ؟؟ اي تخطيط تنظره ؟؟؟ اليس هناك مهندسين في مجال الهندسة المدنية ولديهم الاقدمية اذا اين التخطيط ؟؟؟ ليس هناك نظام يتبع بالوزارة كان من المفروظ ان تحول الموضوع للجمعيات لانهاء معاملتها.

    • زائر 1 | 3:14 م

      للأسف

      عتقد ان شهر رمضان شهر الطاعة و العمل ذو الجر المضاعف هو سبب التأخير. الكثير من الدوائر الحكومية تكاد تكون ميته في هذا الشهر الفضيل. ولا استبعد ان يكون السبب هو أخذ موظف مسئول اجازة رمضانية طويلة أدت الى هذا الأداء السلبي. على العلم ان رئيس الوزراء أصدر توجيهات بشأن اجازات المسئولين من وزراء ووكلاء بحيث يأخذ بعين الاعتبار مصالح الناس و لا تتأخر بسبب اجازة أو زيارة خارجية. الغريب انا حتى الجوانب الانسانية لم تحفز المظفين لاتممام المطلوب. اتمنى ان يتحقق الماحافظ من الموضوع.
      مشعل

اقرأ ايضاً