العدد 2935 - السبت 18 سبتمبر 2010م الموافق 09 شوال 1431هـ

شر البلية

ندى الوادي nada.alwadi [at] alwasatnews.com

.

لأن شر البلية ما يضحك، ولأن الضحك علاج للكثير من الأمراض، أعتقد أن الحل الوحيد الذي تبقى أمامنا ونحن نشهد ما وصلت إليه الأوضاع السياسية المتوترة والمحتقنة على الصعيد المحلي هي أن نأخذ نفساً عميقاً جداً... ونضحك.

ليست هذه نكتة الموسم، فهناك بالفعل «يوجا» خاصة يعرفها جيداً أهل الهند تسمى «يوجا الضحك»، يستيقظ أصحابها باكراً جداً، ليقفوا في مساحة خضراء واسعة ويأخذوا نفساً عميقاً، ثم يبدأون في الضحك، بدون سبب، ضحك عالي الصوت يخرج من أعماقهم متواصلاً ومتتابعاً، وكلما توقف أحدهم تعباً، أتبعه زميله بمزيد من الضحك، حتى لتشعر وأنت تتفرج عليهم أن بهم مساً من الجنون أو هستيريا الضحك، لكنك لن تستطيع أن تمنع نفسك من الابتسام، أو ربما ستفلت منك ضحكة مجلجلة بدورك، بل قد تراودك رغبة سرية في أن تجرب ما يفعلون، وتضحك مرة بينك وبين نفسك... دون سبب.

اضحك ولا تبحث عن السبب، وإن كنت تريد سبباً فما أكثر الأسباب من حولك، وكلما تأزم الوضع وزادت «البلايا» وجدت سبباً إضافياً تستثمره في الضحك.

أو ليس «شر البلية ما يضحك»؟

أو ليس الخطاب السياسي المتشنج الذي يزيد الأوضاع سوءاً في بحريننا الغالية شر البلية؟

أو ليس اختلاط الأوراق والدعاوى التي تساهم في تقسيم المجتمع إلى طوائف وولاءات هو شر البلية؟

أو ليس ارتفاع حدة التوترات الأمنية شر للبلية؟

أو لست كمواطن تقف في أغلب الأحيان متفرجاً على كل ما يحصل تتطاير علامات الاستفهام بين عينيك وأنت تقول ما الذي يحدث؟

ما هو المخرج من هذه المآزق المتكررة، ومن هو المسئول؟

أو ليس كل ذلك شر للبلية؟

هل ستحتاج بعدها للبحث عن أسباب للضحك؟

يقولون إنك إذا عرفت ما الذي يضحك جماعة من الناس، فإنك ستفهمهم، على هذه القاعدة بنى المخرج والكوميدي الأميركي ألبرت بروكس فيلمه «البحث عن الكوميديا في العالم الإسلامي» المنتج في العام 2005. يلعب بروكس في هذا الفيلم دور كوميدي أميركي تتعاقد معه الحكومة الأميركية في مهمة خاصة لزيارة الهند وباكستان من أجل إعداد تقرير يجيب عن سؤال محدد «ما هي الأمور التي تضحك المسلمين؟» كمحاولة من الحكومة الأميركية لفهم العالم الإسلامي ولكن «بطريقة مبتكرة».

كل النكت التي يعرضها بروكس على جمهوره الهندي المسلم والتي كانت تضحك جمهوره الأميركي لساعات، لم تنفع في سرقة ضحكة واحدة من الجمهور الهندي. فللنكت ثقافتها الخاصة المرتبطة ارتباطاً أصيلاً بثقافة المجتمع، وما يُضحك الأميركيين ليس بالضرورة هو ما يُضحك الهنود المسلمين، وليس هو بالضرورة ما يُضحك البحرينيين أيضاً. ولعلنا في البحرين تخصصنا مؤخراً في الضحك على «شر البلية» الذي لا يمكن للمتفرج عليه إلا أن يضحك قهراً أو ربما عجزاً. أو على طريقة المتنبي «لا تحسبوا رقصي بينكم طرباً... فالطير يرقص مذبوحاً من الألم».

لنضحك إذاً ألماً على ما يجري في هذا الوطن الجميل وأهله الطيبين اليوم من تحشيد، وأملاً في أن يحفظه من ذوي النوايا السيئة والأصوات النشاز وأصحاب الفتن.

لنضحك على من يريد أن يزرع الكراهية بين أفراد شعبنا الواحد ويسترزق من تفكيك أواصرهم.

لنضحك أملاً رغم الألم وفوقه. ونركز على البناء وليس على الهدم، والإصلاح وليس التخريب. فشعب البحرين المخلص قادر على أن يضحك قريباً فوق بلاياه ورغماً عنها

إقرأ أيضا لـ "ندى الوادي"

العدد 2935 - السبت 18 سبتمبر 2010م الموافق 09 شوال 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 5:26 م

      مع الزائر رقم 4

      مع الزائر رقم 4 لا ارئ في المقال سوى أضحك وكأن الكاتبه لا تملك ماتكتبه احترامي للكاتبه وفي مثل الوضع نحن بحاجه إلي المقالات الواعية الهادفه.

    • زائر 7 | 6:21 ص

      شكراً

      مقال جميل من قلم جميل...
      زميل

    • زائر 6 | 4:16 ص

      ما هذا ؟!!

      اعتذر أولا عن صراحتي ولكنم مطالبون بإحترام رأيي كقارئ على ما أظن ..
      مقال يلف ويدور وييلف ويدور بلا معنى
      اعتقد اخت ندى انك لست مضطره لكتابة مقالات لمجرد ملأ المساحة. إن كان لديك مقال ذا ثقل أكتبيه . أما تضييع وقت القارئ ففيه استهتار بعقله وبالصحيفة العريقة التي تنتمين لها

    • زائر 4 | 3:43 ص

      شعار المرحلة

      شر البلية ما يضحك هو شعاري للمرحلة .. شلون عرفتيه؟؟؟

    • زائر 3 | 3:14 ص

      مسج2

      أو تدرين ندى. علشان ننسى الهم اللي يقتل نبي ينعاد الزمن جم سنه قبل ونرد طالبات صغار في سكن الطالبات في كيفان ما نحمل هم غير هم الدراسه والتخرج. أيام التسعينات كانت البحرين تطبخ وكنا بعيد عن الاحداث وكنا بس نضحك والحين في قلب الحدث بس يا نضحك يا نواجه يا ندفن راسنه في التراب.
      ف س

    • زائر 2 | 3:04 ص

      زميلتي ندى . مسج1

      شعب البحرين مو بس يضحك. شعب البحرين يخش راسه في التراب نفس النعامه. لين شاف انه في خطر يبي يخش راسه في التراب عمباله الخطر ما بوصل ليه. وأمامه واحد من الاثنين يا يواجه الخطر وينقتل ويتعذب في السجون وعائلته وطوايف أهله كلهم يتعذبون نفسيا وماديا بسبب كلمة حق أو انه يخش راسه في التراب وبالتالي الخطر سوف يأتيه رضى أم أبى. ويأخت ندى وحشتينا وايد من زمان ما شفناك... زميلة دراسه في السكن الطالبات في كيفان في الغرفه المجاوره لك. مع تحياتي ف س.

اقرأ ايضاً