أولاً نود أن نرفع إلى الشعب البحريني أسمى آيات التهاني والتبريكات بعيد الفطر المبارك، راجين من المولى عز وجل أن يعيده علينا باليمن والصحة والسلامة.
هذه رسالة أمنيات من رياضي طالما حلم في اليقظة والنوم أن تكون لمملكتنا العزيزة المنشآت المتكاملة كما هو الحال للإخوة في بلدان المنطقة بالصورة السليمة والواقعية، وأن تنزاح عنا صور وشبح الأندية الآيلة للسقوط، وأن تكون لنا صالات وملاعب الكرة بأحدث الموديلات حتى نستطيع أن نفتخر بين اقراننا في المنطقة، ويتحقق حلمنا الكبير عندما تبدأ الحلول ولو خطوة بخطوة.
هذه رسالة أمنيات من رياضي نرفعها إلى رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة الجديد سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة وفيها من الصراحة والصدقية لكي نكون أمام الحدث من دون رتوش ولا أحلام وردية، فالواقع المر الذي تعيشه أنديتنا يجب علينا الإعلان به في كل وقت ومع المسئولين الذين هم يعلمون قبل غيرهم بحال هذه الأندية، وجاء الوقت لتغيير هذا الأمر حتى ندخل في سجالات أخرى مع اقراننا في دول المنطقة.
نعلم جيداً أن سمو الشيخ ناصر على علم بحال كل أنديتنا ومراكزنا الشبابية، ونحن لا نطلب المستحيل بالخطوات التطويرية والتغييرية لحال أنديتنا مرة واحدة، بل نحن على صبر كامل ولسنوات طويلة مضت وبمرارة وحسرة، وهذه المرة سنصبر أيضاً عندما تتحرك عجلة التطوير والتغيير بخطوات ثابتة، وأهمها أن تكون الخطوات الأولى إصلاح البنية التحتية لكل الأندية من دون استثناء، ولابد من وضع دراسة علمية واستراتيجية متكاملة يقوم عليها التنفيذ المباشر لإصلاح هذه البنية.
هناك قرارات تصدر ولها منا الشكر الجزيل والثناء عليها كمنح نجوم اليد العاطلين عن العمل رواتب شهرية لسد الرمق المحرج لهؤلاء شباب المملكة ممن شرفوها وأصعدونا إلى العالمية، ولكن نقول إن هؤلاء بحاجة إلى وظائف دائمة تحفظ لهم إنسانيتهم بين الناس قبل أن يقولوا وداعاً للكرة وللرياضها، وحينها ستوقف هذه المنحة عن هؤلاء، وحتى من لم يتم استدعاؤه في الفترة المقبلة للمنتخب أيضاً سترفع عنه مثل ذلك، وبالتالي هذا النجم الذي ساهم في صناعة تاريخ مجيد للبحرين في المحافل العالمية يكون في ضياع مستمر. ولكن إذا ما قمنا بحل المشكلة جذرياً في منح هؤلاء وظائف في الدولة، وهو حق مكتسب لهم بلا جدال، فاننا نؤسس قاعدة متينة وصلبة لتحقيق الإنجازات والعكس صحيح.
هذا الكلام ينطبق أيضاً على البنية التحتية التي تحتاج إلى الاهتمام الأولي في طرح الأفكار لعلاجها جذرياً قبل أن نتخطى الحواجز الأخرى والتي لا يجوز أن نتخطاها قبل إصلاح البنية التحتية، وهي الأمنية والحلم الأكبر لدى الرياضيين حتى ندخل مع الرياضة في عوالم أخرى منها الاحتراف الإداري واللاعب أيضاً.
وضع النقاط على الحروف يبدأ من هذا العلاج الجذري لأننا نمتلك ذخيرة وافرة من المواهب والعناصر القادرة على إيصالنا إلى أعلى نقطة من العالم ولكنها بحاجة إلى الإمكانات لصقل الموهبة ورفع القدرات الفنية والتكتيكية في كل الألعاب.
منتخباتنا الوطنية وعلى رغم الإمكانات المحدودة لها في كل الألعاب إلا أنها مازالت تحقق الإنجازات المتتالية ووضع البحرين في مصاف الدول الآسيوية والعالمية والعربية والخليجية، ونحن (البحرين) أكثر الدول الخليجية من يحقق الإنجازات على رغم التباين الكبير في الإمكانات وحجمها وهذا دليل كبير على وجود العنصر البشري الذي بإمكانه يتحدى الظروف الصعبة متضاربة أو رياضية وحمل هم الوطن في النفوس لرفع الراية الحمراء عالية في مختلف المحافل الخارجية. في كرة القدم كنا قاب قوسين أو أدني من كأس العالم لمرتين، وكرة اليد سجلت تاريخاً ذهبياً بتأهلها إلى كأس العالم في فريقها الأول والناشئين، والطائرة تواصل إنجازاتها الخليجية والعربية. ولعبة بناء الأجسام فكلنا يعلم عنها بأن لدينا أبطال زحفوا إلى الذهب بقدراتهم الذاتية بعيداً عن الإمكانات المتاحة حتى صار اسم البحرين في العالم كله وهذا الأمر يسري على باقي الألعاب.
إذا من يمتلك مثل هذه الإنجازات الرائعة والتي تتمناها دول المنطقة ولو بالحلم ولكننا نحن حققناها بسواعد أبنائنا ونجومنا وأبطالنا. إلا يستحق كل ذلك بأن نوفر لهم الإمكانات الدائمة في إصلاح البنية التحتية جذرياً، أولاً لأنها العصب الذي يقودنا إلى الإنجازات الدائمة.
نأمل من سمو الشيخ ناصر بن حمد في مكانة الجديد أن يفكر أولاً وأخيراً في كيفية احداث النقلة النوعية لرياضتنا في كل ألعابها والمتمثلة في إصلاح البنية التحتية بشكل علمي واستراتيجية مدروسة بإنشاء أندية نموذجية متكاملة بمرافقها لكل أنديتنا المحلية وبعدها تأتي الخطوات الأخرى المساعدة لتحقيق الإنجازات.
في الفترة السابقة صرنا نعتمد على «البندول» المسكن لفترة مؤقتة وان كان هذا أمر جيد ولكنه غير مفيد للاستمرارية فبقيت رياضتنا مشلولة حتى بتنا غير قادرين على دخولنا في عالم الاحتراف لعدم توافر المنشآت والسيولة الورقية. والإخوة الزملاء في الصرح الرياضي بالصحافة المحلية جميعهم من دون استثناء يحملون هذا الهم والحلم والطموح والأمنيات وطالما دافعوا ودافعوا عنه لتحقيقه. والأمل بالله كبير بأن تكون هناك الدراسة الواعية قبل وضع أية استراتيجية مقبلة. النقلة النوعية الحقيقية لن تتحقق إلا بإصلاح البنية التحتية، وقدوم سمو الشيخ ناصر بن حمد لهرم الرياضة فأل لنا بإذن الله على طريق إصلاح الوضع الرياضي وآمالنا به كبيرة في المستقبل التقريب
إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"العدد 2929 - الأحد 12 سبتمبر 2010م الموافق 03 شوال 1431هـ
الى الشيخ ناصر
نتمنى خطة استراتيجية مدروسة بانشاء اندية نموذجية متكاملة