مع التغييرات المنتظرة في نظام وهيكلة ومهمات المؤسسة العامة للشباب والرياضة وتحولها إلى «مؤسسة للأندية والشباب» فإن هناك الكثير من التطلعات والآمال في تحقيق الأهداف التي وضعت من أجلها المؤسسة التي يفترض أن يكون تغييرها عملياً وإيجابياً وليس لمجرد التغيير.
ولعل من الأمور الأساسية مع التغيير الجديد لهيكلة وعمل المؤسسة هو الأندية التي تحمل اسمها بالمقام الأول بما يعني أن التركيز في عمل المؤسسة والحكومة يجب أن ينصب على الأندية التي تعتبر العصب الرئيسي في أية حركة رياضية وشبابية في أية دولة في العالم، لذلك حان الأوان لكي يكون الاهتمام والدعم أكبر للأندية في المرحلة المقبلة.
وعانت المؤسسة العامة طيلة السنوات الماضية بجانب ضعف الموازنة المرصودة للشباب والرياضة، من تعدد المهام والمسئوليات الملقاة على عاتقها من دعم الأندية والاتحادات الرياضية والمنتخبات والمنشآت والأنشطة الشبابية وهو الأمر الصعب الذي وضعت فيه المؤسسة مادياً وإدارياً وإشرافاً وظهرت من خلاله الأخطاء المختلفة.
إن التوجه في الهيكل الجديد للمؤسسة يجب أن يسير نحو التطور والتحسن في خط متوازٍ مع التوجه نحو تفعيل وتطوير عمل ومهمات اللجنة الأولمبية البحرينية في المرحلة المقبلة، وبالتالي فان تقليص مهام ومسئوليات المؤسسة لا يعني الاتجاه نحو تخفيض وتقليص الموازنة المرصودة للمؤسسة بحجة تقلص مهامها بل على العكس أن ذلك سيعطي المجال لمضاعفة دعم الأندية التي تعاني تحت أزماتها المالية الخانقة في ظل غياب الرعاية والدعم من قبل الاتحادات للمسابقات الرياضية المحلية، وبالتالي تتحمل الأندية الكثير من الأعباء الأمر الذي يفرض ضرورة مضاعفة موازناتها لكي تتمكن من تنفيذ مهامها بالصورة المناسبة بدلاً من الوضع الحالي الذي تسير فيه بطريقة السفينة الغريقة وسط أمواج عاتية ونحن نرى التطور الذي تحلق فيه الأندية الأخرى في منطقة الخليج وغيرها في فضاءات واسعة.
أنه في الوقت الذي يتوجه فيه مسئولي الدولة نحو الشباب وضرورة استثمار طاقاتهم في خدمة مجتمعهم ووطنهم فإن ذلك لا يقتصر على اطلاق التصريحات، بل يجب أن يقترن بالعمل الجاد على توفير الظروف المناسبة ومنها الأندية والمراكز الشبابية وإنشاء المقار النموذجية لها ودعمها مالياً ليتسنى لها احتواء العناصر الشابة وإقامة الأنشطة المختلفة لهم ومساعدتهم في خدمة المجتمع، بدلاً من الوضع الصعب الحالي الذي تحولت فيه العديد من مقار الأندية والمراكز إلى أشبه بـ «الدكاكين»، وكأننا نعود إلى الخلف بصورة أسرع من تقدمنا ولو خطوة واحدة... فهل يكون التغيير الجديد طوق نجاة لأنديتنا ومراكزنا الشبابية
إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"العدد 2914 - السبت 28 أغسطس 2010م الموافق 18 رمضان 1431هـ