العدد 2910 - الثلثاء 24 أغسطس 2010م الموافق 14 رمضان 1431هـ

عنفوان الإرادة الإصلاحية يحقق المستحيل

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

الأحداث الأخيرة في البحرين جاءت مفاجئة للجميع، إذ إن الناس كانت تتوقع أخباراً أخرى قبيل رمضان، ولكن منذ بدء الشهر الكريم، والأمور تسير نحو التصعيد الأمني المصحوب بحملة إعلامية موجهة بشكل لايخدم الآفاق السياسية التي كانت تتحرك نحوها بلادنا.

ولو نظرنا إلى الخطاب الراديكالي الصادر عن بعض من يعمل خارج إطار العملية السياسية، فإننا نرى أيضاً خطاباً مماثلاً (ولكن في الاتجاه المعاكس) يستخدمه بعض من يدعي قربه من السلطة، ولذا فإن المشكلة التي نواجهها متعددة الوجوه وهي بحاجة إلى معالجة تنظر إلى طبيعة الخطابات الحادة ولماذا انتعشت في بيئتنا، وليس لدي شك في أن هذا النوع من الخطاب (من الاتجاهين المتعاكسين) يحمل في طياته تناقضاً مباشراً مع ما تسعى إليه الغالبية العظمى من البحرينيين.

ولعل واحدة من نتائج هذا النوع من الخطابات هو فقدان التوازن في المجال العملي، كما أن التفكير العقلاني أصبح شأناً غريباً، ونرى حالياً هذا واضحاً في بيانات تصدر من هذه الجهة أو تلك، كما نراه في مقالات الذين لم يصدقوا أن الفرصة أصبحت مؤاتية لهم لمهاجمة فئة محددة من المجتمع وشتمها، واتهام كل من يرفض الانخراط معهم باتهامات غير لائقة بالذوق الإنساني.

من الطبيعي أن يجد البعض أن فرصته قد أتت للحديث عن ضرورة استخدام القوة الساحقة، ويصورها بأنها الرد الوحيد المناسب لمنع تدهور الوضع، والبعض يعتقد أنه سيستفيد من الانخراط بهذا الشكل الجنوني في إطلاق عنانه فيما يقول ويكتب.

لكننا لم نفقد الأمل في حكمة القياد السياسية، وهي الأحرص على مصلحة البحرين العليا، كما أننا لم نفقد الأمل من دعوات عاقلة تنطلق من شخصيات مثل السيد عبدالله الغريفي الذي عبر عن آلام وآمال الكثيرين من خلال ما تحدث به خلال الأيام الثلاثة الماضية، ونأمل أن يفسح المجال للعقلاء من مختلف الجهات لوقف الحرائق والتخريب والعنف بكل أشكاله، وعدم تبرير اللجوء إليه، وذلك لكي تفتح قنوات الحوار التي انغلقت منذ فترة غير قصيرة، والتي سبب انغلاقها ضرراً مباشراً للوضع السياسي والأمني.

وفي الوقت الذي نؤكد على حكم القانون والمؤسسات، فإننا حالياً لانرى من يتصدى نيابة عن مؤسسة الحكم للدخول في قضايا يمكن معالجتها ببساطة، بل إن الوزراء الذي يشرفون على حقائب مهمة يكررون أنه ليس من اختصاصاتهم هذا الموضوع أو ذاك، كما أن مجلس النواب غير منعقد، وعندما ينعقد فإن إجراءاته ليست يسيرة، وبالتالي فإنه لايمكننا أن نعالج الأمور إلا إذا فتحت القنوات بشكل أكثر يسراً، وإننا لعلى قناعة بأن ما يبدو مستحيلاً يشبه ماكان الوضع عليه قبل العام 2001، إذ كانت الأمور تبدو مستحيلة، ولكن عنفوان الإرادة الإصلاحية حقق المستحيل آنذاك... وهذا ما نحتاجه حالياً.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2910 - الثلثاء 24 أغسطس 2010م الموافق 14 رمضان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 38 | 4:10 م

      المشكلة بسيطه الحل ابسط

      ياجماعة الخير ، ياحكومتنا المؤقره : المشكلة بسيطه والحل ابسط منها ، ولكن التعاطي السئ مع المشكلة يولد رداة فعل سيئة .
      ما عليكم الا تكليف شخصيات محترمة ومحايده وعاقلة وتعطونهم الصلاحية في حل المشكلة وبتنتهي الازمه
      وخلونا نستمتع بشهر رمضان وباجوءه الروحانية بدل العنف والضرب .
      ترى رمضان ما اليه طعم هذي السنه

    • زائر 35 | 9:30 ص

      نعم لم نفقد الأمل في حكمة القيادة السياسية ... 2 _ ام محمود

      أملنا كبير في جلالة الملك حفظه الله ورعاه أن تكون له كلمة وموقف مما يجري وهو صاحب المواقف المشرفة كلها التي عمت علينا بالخير طوال هذه السنوات ...
      كما اقترح فتح مجلس للأزمات مثل باقي الدول للجلوس والتحاور بين حضرات النواب والوزراء والمسئولين وعلماء الدين ورؤساء التحرير في الصحف لاتخاذ القرارات الحكيمة لجميع الشعب الذي ينتظر بارقة من الضوء.

    • زائر 34 | 9:23 ص

      نعم لم نفقد الأمل من حكمة القيادة السياسية صاحبة المبادرات والقرارات الصائبة ولم نفقد الأمل من الدعوات العاقلة من بعض الشخصيات ........... ام محمود

      وأنت من بين هذه الشخصيات يا دكتور فجميع ما كتبته في مقالاتك هي حكم بالغة ومفاتيح للأزمة العابرة التي تمر علينا وانشاء الله نتعلم منها كيف نحافظ على الوطن الغالي ونطلع منها أكثر صلابة وتماسكاً
      هناك بعض التصرفات الجاهلة التي تزيد من شعللة نار الفتنة بدل اطفائها مثل ما تفضلت وقلت منها الخطابات الحادة _ انعدام التفكير العقلاني _ المقالات التي تفتقد للذوق الانساني_ مناداة البعض بضرورة استخدام القوة المفرطة في وجه مثيري الشغب _ بعض الصحف التي تصب الزيت على النار ..
      الوعي مطلوب في هذه الفترة ..

    • Ebrahim Ganusan | 9:14 ص

      حكمة جلالة الملك وعقلانية العلامة السيد عبد الله الغريفي صمام امان للبلد

      لكننا لم نفقد الأمل في حكمة القياد السياسية، وهي الأحرص على مصلحة البحرين العليا، كما أننا لم نفقد الأمل من دعوات عاقلة تنطلق من شخصيات مثل السيد عبدالله الغريفي الذي عبر عن آلام وآمال الكثيرين من خلال ما تحدث به خلال الأيام الثلاثة الماضية،

    • مدرس ثانوي 1 | 7:58 ص

      مدرس ثانوي

      بارك الله فيك يا دكتور على هذا المقال ، و نتمنى أن يلقى خطاب السيد عبدالله الغريفي آذان صاغية من قبل الحكومة . أما بخصوص الكتاب الذين يقتاتون على الأزمات و تعتبر بالنسبة لهم مرعى خصب يبثون فيه سمومهم و أحقادهم باتوا معروفين لجميع أطياف و مكونات الشعب البحريني ، و الشعب البحريني ليس ساذج لا يستطيع التمييز بين الغث و السمين .
      نشد على يديك يا دكتور و نتمنى أن يستمر طرحك العقلاني المتزن أنت و المخلصين من أبناء هذا الوطن حتى يفرج الله الغمة عن هذا الشعب الطيب المسالم .
      دمتم بخير و صحة .

    • زائر 31 | 7:31 ص

      من الماضي

      هذا واذاعتهم وتلفزيونهم وصحفهم تتكلم ضدنا وتربط الاحداث (احداث العنف) التي استدرجوا الناس اليها بنا وبالمساجد وتزعم اننا استغلينا المساجد. الآن يحاولون اسكات الأمة من خلال اعتقال عدد من العلماء وجميع الشيالين (خطباء المواكب الحسينية) واعداد كبيرة من الشباب . . . وتعتبر هذه الاصـوات قـد أخمـدت، ولم يبـق الا الأمـل فـي الله والرجـاء منه . . .
      الشيخ عبد الامير الجمري

    • زائر 29 | 6:40 ص

      ماذا عن محرضي السلطة

      هناك كتاب التبرير والتمرير والتجميل لكل ما تقوم به السلطة أقلامهم مسخّرة دائما للتملق. يقول المثل إن أخاك من صدقك وليس من صدّقك هؤلاء لا يعون هذا المثل لذلك ليس لديهم ما يتكلمون به في الصالح العام.

    • زائر 25 | 5:27 ص

      لولا الامل لما عاش احد

      لكننا لم نفقد الأمل في حكمة القياد السياسية...مع اننا فقدنا الامل او كاد يفقد لما عايشناة من اوضاع واضحة للبيان الا اننا سنحيّة لاجل وطننا وكل ما نامل الاستماع الى الدعوات العاقلة التى تنطلق من شخصيات امثال السيد عبدالله الغريفي

    • زائر 24 | 5:15 ص

      فيه سباق للوصول الى مجلس الشورى

      نجحت وحدة في الوصول الى مجلس الشورى و الحين الباقي يتسابقون على الكرسي

    • زائر 19 | 4:03 ص

      ليتنا جميعا لا ننجر وراء عواطفنا الطائفية بل نقف بقوة مع أمن وسلامة الوطن. من المستفيد من عرقلة حياة الناس في الشوراع. !! وهل يدعي من يفعل ذلك بالوطنية والخوف على مصالح الناس والوطن.

    • زائر 18 | 4:02 ص

      عين على السبب

      يا دكتور كلامك متزن ورأيك منصف لكن المثل يقول : إذا عرف السبب بطل العجب

    • زائر 17 | 3:24 ص

      السيد الغريفي والحل ومايملك الغريفي من علاقات ضخمة

      اعتقد كما يعتقد الكثيرون في هدا الوطن ان السيد الغريفي الان شخصية ورجل بيدة الكثير الكثير من قوى التاثير وعالم ورجل دين محصن من جميع الاتجاهات ولدية علاقات واسعة وموثرة على مستوى العالم -اعتقادي ادا تحرك او تكلم او خطابات السيد لها الصدى الواضح للجميع

    • زائر 12 | 2:32 ص

      أبو جالبوت

      لماذا تستخدم كلمات تخريبية حينما توصف من يعتقد بخيار القوة قبال الحكومة بالرديكالي و الجنوني و التخريبي ، و لا نجد مثل هذا التوصيف حين الكلام عن تجاوزات شرطة الشغب ؟
      نعم ، نحن لا نؤيد التخريب و لكن في نفس الوقت لا نؤيد الهمجية .
      لماذا فقط لفظة التخريب هي التي تملأ مقالات الكتاب و لا تملأها كلمات مقابلة بربرية في جهة الحكومة !!

    • زائر 11 | 2:27 ص

      الصالحي

      قير صحيح يا زائر 2

    • زائر 10 | 2:25 ص

      مواطن

      تسلم يدك يا دكتور صحيح مللينا من التحريق والعفسة الغير مجدية ولكن اللي مدمر البحرين اليوم هم انفسهم كتاب صحيفة .................... نعم هم الذين ينفخون نار الفتنة نعم هم الذين يكتبون في منتديات

    • زائر 9 | 2:24 ص

      نوال عطية

      انه بصراحه من زود ما اسمع اخبار الساعه 3 العصر والصور الارشيفية اللي يخلونها !!!! حلمت انه تم القبض علي وعلى زوجي بتهمة الأرهاب !! خففوا علينا خليتونه نصدق صج ان الشعب البحريني اللي يدافع عن حقه ارهابي !! وايد ماعطين الموضوع زخم إعلامي كبير!!

    • زائر 8 | 2:09 ص

      ما هو الاصلاح؟!

      أتمنى أن يأتي الاصلاح الذي تمنيناه بداية الاصلاح.
      ماذذا عن التجنيس.. فساد.. طائفية.. انحطاط اخلاقي.. بطالة..

    • زائر 7 | 1:45 ص

      ابن الصلي

      الى ابن المصلي مع التحية....

      ورايته مرفوعة غفاقة....عزيزي البحريني ما يقول بالغاء .. بالخاء خفاقة..... حتى كتابة ما تعرفون..... الملك فتح ليكم مدارس وعلمكم وبعد كلامكم غلط؟

    • زائر 6 | 12:46 ص

      ابن المصلى

      هؤلاء يادكتور اصبحوا من غبائهم مكشوفين للداني والقاصي اقلامهم حيات وعقارب سامة يحملون في جنباتهم الحقد لايتمنون الخير للوطن والمواطنين كل همهم النفخ على النار وتئجيج الوضع يهمهم مصالحم فقط وهذه حقيقة مصالح آنيه ضيقة نحن واثقين اتم الثقة في مليكنا المفدى انه الربان والقائد الناجح الذي سيرسي بالسفينة الى ساحل الأمان بحكمته الراجحة ومن خلفه ابا علي بسعة صدره للجميع وولي عهده ابا عيسى الشاب المحنك الوطن امانة في اعناقنا ورايته ستبقى مرفوعة غفاقه يستظل بها الجميع انشاء الله

    • زائر 5 | 11:02 م

      من قال لك هالحجي ؟

      السلطة لا تسعى وراء الحوار والإصلاح

    • زائر 4 | 10:51 م

      كفاية تأجيج

      فليناقش الموضوع في البرلمان أولا و بلاش الجمعيات الست زائد واحد . و يكفي تأجيج للموضوع و كفاية نفخ في النيران من تحت لى تحت . و كأنكم ما تدرون . انتم من الهب الشارع . و أنتم من يوجد المبررات لتلك المخالفات .

    • زائر 3 | 10:48 م

      عبد علي عباس البصري

      نعم يا منصور ألجمري لو تابعنا الموضوع بشكل موضوعي لرأينا إننا على شفير جرف هاوٍ مظلم لا نعرف عواقبه ولحد الآن الأمور تسير في اتجاه غريب غير مكترث أبدا بالنتائج ؟ والنتائج لم تظهر بعد وهي على صفيح من نار ، التضخم مستمر ، وألازمه ألماليه العالمية ما زالت تضفي بظلالها على بلادنا الحبيب ، وكذلك الملف الإيراني والعراقي له أيضا تأثير من قريب أو بعيد على هذه الأرض الحبيبة نحن اليوم ليس كالأمس نحن اليوم نتأثر بالحشرة التي تطير في سماء اليونان أو طهران ،ونحن اليوم نتأثر بال أنفلونزا حتى لو كانت في الصين

    • زائر 2 | 10:42 م

      لك الف تحيه

      لك الف تحيه يادكتور فلو كان جميع من يكتب في الصحف البحرينيه بهذا التعقل والاتزان في الطرح لرست سفينه جلاله الملك في ميناء الوحده .. لكن بوجود الاقلام بل الاقزام من الكتبه من هنا وهناك اسأل الله ان ينجي هذه السفينه

اقرأ ايضاً