من يطالع الصحافة أو يحضر أحد المجالس الرمضانية، أو يدخل الجامع لأداء صلاة الجمعة، يجد نفسه (تخيلياً) أمام يافطة كبيرة تدعو للسلام والحفاظ على الأمن. ربما اختلفت الصياغات، وتنوعت المفردات، لكن جوهر الدعوة يتمحور حول «الحاجة الماسة والسريعة لاستتباب الأمن». مقابل ذلك، يرى من يتجول في شوارع البحرين بما فيها الطرق السريعة، نيراناً مضطرمة وإطارات تشتعل، وتعلوها سحابات من الدخان الأسود. ومن تسمح له ظروفه، ويزور الأمهات في بعض البيوت، يجدهن واقفات وراء الباب لعل الطارق يكون أحد أبنائهن بعد أن ثبتت براءته وأطلق سراحه، فعاد كي ينعم بالأمن الذي نتحدث عنه ويبحث هو عنه أيضاً. الصورة العامة متناقضة، ويصعب الوصول إلى رؤية واضحة لها تميز بين ما هو «آمن» و «غير الآمن».
تزداد الصورة غموضاً، وتضاعف حيرة من يمعن في تفاصيلها، عندما يعود المرء إلى بيته ويشاهد القنوات الفضائية، أو يستل صحيفة كي يطالع ما تحمله من أخبار عن البحرين. الصورة محيرة وتدير الرؤوس.
رائد مسيرة الإصلاح جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة قال لدى استقباله عددا من المسئولين العسكريين قبل أيام في قصر الصافرية «قواتنا المسلحة الباسلة هي صمام الأمان لمسيرة البلاد الديمقراطية والسياسية والتنموية. وإننا حريصون على أن تكون مملكتنا بلد القانون وأن نصحح أوضاع كل من هو خارج على القانون، آخذين في الاعتبار توصيات المؤسسات الشرعية المختصة في الدولة حتى لا يكون قرارنا فردياً فالبحرين لجميع أبنائها ينعمون فيها بالأمن والأمان في ظل وحدتنا الوطنية وواجبنا أن نحميها من كل من يقصدها بأي شر لذلك حرصنا على إعادة الأمور إلى نصابها بالطرق القانونية والدستورية».
ولو رجعنا إلى مواطن عادي تلقيت رسالته في تعليقه على إحدى مقالاتي جاء فيه: «أنا مواطن بسيط لدي أبناء يدرسون ويستخدمون الطرق العامة في غدواهم ورواحهم... وأنا وزوجتى نسوق السيارة للذهاب إلى السوق لقضاء حوائجنا ونسكن في المحافظة الشمالية... لا دخل لنا بالسياسة التي ينام ويصحو على وقعها الكثيرون... ما نريده هو العيش بسلام ففي كل مرة نخرج لزيارة أو قضاء حاجة نضع يدنا على قلوبنا ونقرأ الأدعية ونحمد الله على عودتنا سالمين».
ونستمع إلى ما قاله خطباء الجمعة الذين دعوا قبل يومين، ودون استثناء، وكما جاء في الصحف المحلية «إلى نبذ العنف والتأكيد على حق جميع المواطنين في العيش على أرض البحرين بأمن وأمان، وأكدوا أن مسئولية أمن البحرين تقع على جميع أفراد المجتمع، والجمعيات السياسية والحقوقية». وإذا كان شيوخ المساجد من أمثال خطيب جامع قلالي الشيخ صلاح الجودر، قد أفصحوا بوضوح عن خوفهم من مغبة انفلات زمام الأمن، معتبرين الأمن «واجباً إنسانياً يلزم العبد المسلم أن يعيش مع سائر البشر بأمن وأمان، وسلام وإسلام، وأن يعزز معهم المشتركات الإنسانية، والقيم الحضارية، فقدره معهم أن يعيش في ظل تلك الاختلافات والتباينات، فيضع معهم القواعد والقوانين التي تحفظ له ولهم الأمن، لذلك عليه احترام الآخرين، والاعتراف بهم، والدعوةُ إلى التعاونِ والتعامل معهم، والالتزام بالأخلاق العالية»، فإن خطيب جامع الدراز، وأمين عام جمعية «الوفاق» السياسية، كان هو الآخر ممن حرصوا على معالجة القضية الأمنية في خطبة الجمعة، حيث نوه إلى أن الخروج من الأزمات يكمن في «الحل القائم على أساس الحوار الوطني الذي يشمل الجميع، والذي ينطلق من قلوب وعقليات مفتوحة، والذي يهدف للوصول إلى مصلحة بلدنا البحرين أولاً، ويستبطن في كل عقلٍ وكل طرفٍ أن يتنازل عن بعض أفكاره من أجل مصلحة الوطن العامة، ويأخذ على نفسه أن يعمل جاهداً في أن يصل إلى التوافقات مع الأطراف الأخرى»، مستطردا بأن «الأمن والاستقرار والعدل والإنصاف هو أنفع وأريح للجميع، ويحقق مصلحة الجميع، وأن هذا الطريق ليس فيه قهر لأحد ولكن فيه راحة للجميع».
حتى بيان الجمعيات السياسية الصادر بتاريخ 17 أغسطس/ آب 2010، كان هو الآخر في دعوة واضحة لضرورة استعادة الأمن، والرفض «لأعمال العنف والتخريب والحرق والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة، وبنفس الدرجة رفض الاستخدام المفرط للقوة والرصاص المطاطي والشوزن من قبل رجال الأمن، وإيمانها الراسخ بأن من شأن ذلك تقويض التنمية الاقتصادية للبلاد».
كان لابد من هذه المقدمة المطولة المختزنة لمجموعة من المقتطفات المختارة من عينات وردت في تصريحات من ورد ذكرهم أعلاه، للتدليل على أن الجميع، يدعو، ونعتقد أنهم صادقون في تلك الدعوة الهادفة إلى إخراج البلد من دوامة العنف التي تلف بها، وإيصال سفنها إلى شواطئ الأمان.
لكن سير الأحداث وتطورها قد يؤديان الى خلاف ذلك، الأمر الذي يضع متابع الأحداث أمام احتمالات، منها: أننا اليوم في البحرين مقبلون على إنزلاق أمني ينذر بتغييرات يصعب التكهن بنهاياتها، طالما أن الجميع غير قادر على كبح جماح العنف، الذي يشبه كرة الثلج المتدحرجة التي يزداد حجمها وتتضاعف سرعتها، وبالتالي يتسع مدى الخراب الذي تتركه وراءها، وإما أن هناك أموراً أخرى لانعلمها، ولكننا نعلم ان زج البلاد في موجات، وليس موجة واحدة، متلاحقة من العنف والخطابات الشديدة والتحشيدات الإعلامية شبيهة، إلى حد بعيد بتلك التي عرفتها البحرين خلال سنوات ماضية، ولكن في هذه المرة هناك غموض شديد والمواطن العادي اصبح يبحث عما يسترشد به مع كثافة الغيوم الضبابية التي تحاول حجب الرؤية... فإلى أين تسير بنا الأحداث؟
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 2907 - السبت 21 أغسطس 2010م الموافق 11 رمضان 1431هـ
تعقيب الزائر رقم12
شكرا على التعليق الرائع -
الحل الأمثل
(وتلك الأيام ندوالها بين الناس) سورة ال عمران :140
هاهي أيام الفراعنة زمن ولادة النبي موسى (ع)
تعيد نفسها من ترويع للأهالي وتعذيب الأبناء وهتك الحرمات التي رودت بلسان المصظفى (ص) (المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه و ماله) هذا إن كانوا ..؟ (وَ إِذْ نجَّيْنَكم مِّنْ ءَالِ فِرْعَوْنَ يَسومُونَكُمْ سوءَ الْعَذَابِ يُذَبحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَ يَستَحْيُونَ نِساءَكُمْ وَ فى ذَلِكُم بَلاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ) البقرة:49
عجل القوات . ؟ الحل هو الحوار الوطني الجامع لكل أطياف الشعب البحريني
راح الامان وماظنه يرجع
فعلا الواحد صار يخاف يطلع من بيته و يظل على اعصابه اذا واحد من العائله خارج لقضاء اي حاجه ولتكن شراء الخبز مثلا فلربما يرجع وربما لا وليت هذا هو الموضوع لكان بالامكان تجنب الخطر بالمكوث في المنزل ولكن كيف يمكن الشعور بالامان وانت لا تعلم متى يدخل عليك هولاء منزلك ويهتكون حرماتك ويعتدون على الصغير والكبير و..و...و...و... وانت ليس لك اي علاقة بالسياسة وكل ما تريده من الدنيا هو الستر وتوفير العيش لعيالك
اذا اجتمعنا على حب الوطن سننعم بالامن والامان
لاسلاح أقوى من سلاح حب الوطن اذا اجتمعنا عليه نعمنا بالامن والامان ،
شكراً
شكراً جزيلاً لكم.
في اعتقادي، من يتولى الدفة هي القيادة العليا. وأياً كانت الأوضاع والأحداث لابد للسائق من توجيه الوطن بحذر إن كان له قلق على أبنائه الجالسون في خلف السيارة حتى وإن اعتقد السائق أنهم "يشاكسون". بدلاً من الضغط بشدة على الدواسة ثم اتهام من هم في خلف السيارة، عليه التفكير بربط حزام الأمان واتباع قواعد الطريق والمرور.
انا مواطن عادي ايضا
انا مواطن عادي ايضا او ان اعيش بسلام وهدوء وانال حقوقي بالتساوي,لا ينازعني مجنس في توزيع البيوت,و ان احظى بوظيفة تناسب مؤهلاتي دون تمييز ودخول واسطات,اريد حقي في خيرات بلدي دون سرقات ونهبات,اريد ان اسير في الشوارع متجها الى بيت امي دون ان يتحرش بي قوات الشغب ويلكموني الف لكمة,اريد ان يبتسم ابنائي لرجال الامن بدل ان يختبئوا اسفل الكرسي اذا مررنا عليهم.اريد حياة بسيطة وهادئة واكيد بلا عنف وبلا التهدا بعنف ايضا
كان يامكان
انا اقول يا عزيزي كلمة ليس تعصبا ولاكن للواقع
دام من يوقفك في اتلشارع للتفتيش لايحفظ الى كلمة بتاكه ماراح تعتدل هالبلد
اللهم احفظ بلادنا من كل سوء
في هذا الشهر العظيم نسال العلي القدير ان يحفظ بلادنا من كل سوء وأن يهيء لولاتها بطانة الخير الذين يحببون لهم العدل والإحسان والإنصاف والعفو ويبغضونهم في الظلم والفساد وان يقيهم شر بطانة السوء الداعين الي الظلم والفساد والبغضاء والأثرة إنه سميع مجيب
الصالحي
مَنِ اهْتَدَىظ° فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ غ– وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا غڑ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىظ° غ— وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىظ° نَبْعَثَ رَسُولًا (15)
وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا (16)
من المحرض و من هو الظالم
اليس من حقنا الانساني ان نعيش في وطن يكفل لنا الحريه و الكرامه ادا لمادا التفرقه المدهبيه لمادا الحرمان للاحرار لمادا يجلب رعاع الارض لينعموا بخيرات و طننا لمادا القمع الوحشي للمطالبين بالحريه لمادا تطمس هويه البلد لمادا الاتهامات و الادعاءات الباطله ضد الشعب لمادا التمثيليات و المؤامرات تحاك ضد الشعب و كانه عدو لارضه
شاهد علي المقال
وانا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الان يجد له شهابا رصدا وانا لا ندري اشر اريد بمن في الارض ام اراد بهم ربهم رشدا
ابن المصلى
اللهم اجعل هذا البلد امنا وامان وواحة اطمئنان للجميع ليعم الخير بأذن الله انا متفائل ستوضع الحلول وهي ليست بالمستحيله انشاء الله اللهم احفظ وطني يارب العالمين
الأحداث تتعاقب تترا كل 10 سنوات
الملاحظ بأن تلك الزوبعات والأحداث تتعاقب كل 10 سنوات وتراوحت بين فترة مد وجزر وإن الفترة تلك سوف تبرهن عما إذا ستعاود بعد 10 سنوات أخرى .. مع تحيات Nadaly ahmed