العدد 2904 - الأربعاء 18 أغسطس 2010م الموافق 08 رمضان 1431هـ

رد مسيحي على المركز الاجتماعي الإسلامي في نيويورك

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

Common Ground

جولي كلوسون - مؤلفة «العدالة اليومية: الأثر العالمي لخياراتنا اليومية»،  

(المقال ينشر بالتعاون مع "كومن غراوند")

 

وقف عمدة مدينة نيويورك مايك بلومبرغ الأسبوع الماضي مع ممثلين عن المجموعات الدينية المحلية وأعلن أنه «لا يوجد حي في هذه المدينة بعيد عن حب الله ورحمته».

شخصياً، وكمسيحية تساند بشكل كامل المركز الاجتماعي الإسلامي المقترح قرب موقع الصفر «51 بارك»، والمعروف سابقاً ببيت قرطبة، وصل صدى كلمات العمدة إلى أعمق مشاعري.

إلا أن هناك العديد من الأميركيين المسيحيين الذين رفعوا أصواتهم ضد هذا المركز، مدعين أن بناءه غير مناسب ومؤذٍ للمشاعر، وأن قربه من موقع الصفر سوف يسمح للمسلمين أن يستهزئوا من أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001. ومنذ أن تكلّمت في صالح المركز، اتهمني مسيحيون آخرون بمساندة عمل الشيطان وإدارة ظهري ليس فقط لديانتي وعقيدتي وإنما كذلك لكل ما تمثله الولايات المتحدة الأميركية.

سأكون أول من يعترف أن المسيحيين، مثلهم مثل أتباع كافة الديانات يفشلون أحياناً في اتباع سبيل الحب والرحمة الذي وضعه لنا السيد المسيح. نقوم أحياناً باستبدال توجهاتنا السياسية أو مخاوفنا الثقافية في مكان وصية أن نحب جارنا.

قد يكون من الصعب تذكّر أن الله الذي ندّعي أننا نعبده هو أكبر منا بكثير. نحن لا نملك احتكاراً على حب الله، وليس هناك من مكان يجب ألا نكون فيه في مقدمة من يوفّرون ذلك الحب، الذين يعملون في مجال التسامح والشفاء.

إلا أنه وفي خضم الارتباك وسوء الفهم المستمرّين، اللذين أثارتهما أحداث الحادي عشر من سبتمبر، أواجه أحياناً كثيرة ثقافة الخوف والثأر.

لسوء الحظ أن بعض المسيحيين يقولون إن أعمال الإرهابيين تمثل قلب الإسلام. وهم يعكسون خوفهم وحقدهم على جميع المسلمين، ويلومونهم عن تلك الأحداث، مؤكّدين أنهم، أي المسلمين، يرغبون بدمار المسيحية والحريات الأميركية.

ومن التناقضات الساخرة أن العديد من هؤلاء الناس أنفسهم هم أول من يناقش عندما يرتكب مسيحيون أفعالاً رهيبة بأن هؤلاء المجرمين لا يتصرفون نيابة عن جميع المسيحيين. بل ويذهبون إلى حد القول إن مرتكبي هذه الأعمال ليسوا مسيحيين في الواقع، داعيك من أنهم يمثلون الديانة، كما رأينا مؤخراً عندما جرى اعتقال أعضاء ميليشيا هوتاري بميشغان بينما كانوا يخططون لذبح عاملين في مجال تطبيق القوانين.

إلا أن هذا التمييز نفسه نادراً ما يطبّق على إخواننا وأخواتنا المسلمين.

أتمنى لو كان بإمكاني تقديم اعتذار نيابة عن هؤلاء الذين لديهم معتقدات خاطئة كهذه، من هؤلاء المسيحيين الذين يفشلون في اتباع خطى المسيح، والذين يعارضون بدلاً من ذلك حقوق المسلمين في العبادة بحرية في بلدنا. ولكنني لا أتكلم نيابة عنهم. أستطيع فقط أن أعيش حياتي وأن أستخدم صوتي لأمثل ناحية مختلفة من المسيحية، تؤمن حقاً أن حب الله ورحمته يمتدان في كل مكان.

وأستطيع أن آمل مع العمدة بلومبرغ أن يحقق مبنى المركز الاجتماعي هذا هدفه في العمل من أجل المصالحة والتسوية وأن «يساعد على دحض الفكرة الزائفة والمضللة بأن هجمات الحادي عشر من سبتمبر تتماشى بأية طريقة كانت مع الإسلام».

عندما يجتمع أناس من ديانات متنوعة معاً كما فعلوا الأسبوع الماضي في مدينة نيويورك لمساندة المركز الاجتماعي، نستطيع البدء بتفكيك افتراضات زائفة كهذه وأن نأخذ موقفاً جماعياً من أجل الحقيقة.

من أجل ذلك أتقدم بالشكر لأسر الذين فقدوا محبيهم في هجمات الحادي عشر من سبتمبر، الذين يرفعون أصواتهم نيابة عن المسلمين ودعماً لمركز 51 بارك. ويضم هؤلاء «أسر الحادي عشر من سبتمبر من أجل غدٍ يملؤه السلام»، الذين يشجعون الحوار واللاعنف والتعاون الدولي، الذين تكلموا بشكل خاص دعماً للمركز. فهم يرغبون، من وسط حزنهم الهائل، أن يعملوا على حماية المسلمين من نوع الحزن الذي يأتي من الحكم عليك ونبذك. بدلاً من الخوف من تهديد مفبرك للحرية، قام هؤلاء بتقديم تلك الحرية الثمينة عن طيب خاطر إلى الجميع.

هذا هو الحب المسيحي الحقيقي.

المحزن أن بعض المسيحيين لم يتجاوبوا بشكل جماعي جيد مع هذا المركز الاجتماعي أو مع المسلمين منذ الحادي عشر من سبتمبر.

لا أريد إخفاء هذه الحقيقة، حتى وأنا أبدي حزني من واقعها. لقد ابتعد البعض منا عن جوهر إيماننا المتأصل في الحب والحرية.

أصلي أن نتمكن من أخذ كلمات العمدة بلومبرغ الأخيرة بقلوبنا: «المسلمون جزء من مدينتنا وبلدنا تماماً مثل أتباع أية ديانة أخرى، وهم مرحّب بهم للعبادة في مانهاتن السفلى تماماً مثل أي جماعة أخرى».

يتوجب علينا أن نحوّل تجاوبنا الجماعي إلى تجاوب يعكس هذه القيم بالذات من خلال دعم الحرية الدينية للجميع.

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 2904 - الأربعاء 18 أغسطس 2010م الموافق 08 رمضان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً