«البركة بالشباب» هو عنوان سلسلة من الإعلانات التلفزيونية التي كانت تعرضها عدد من القنوات التلفزيونية العربية كحملة إعلامية موجهة لتخفيف حدة التوترات الأمنية والمذهبية في العراق الشقيق. ولعل هذه الحملة تستثمر للقضاء على هذه التوترات في الشباب (ذكوراً وإناثاً) الذين هم الطاقة الرئيسية التي تحرك أي مجتمع، فإما أن ترفعه وإما أن تتركه عالقاً في مطباته غير قادر على الخروج منها.
فشباب محبط ويائس يبحث عن عمل فلا يجده ويبحث عن فرصة للتطور فلا يعثر عليها، هو بكل تأكيد سكين حادة تطعن في خاصرة الوطن كل يوم. ليصبح مصيدة سهلة لكل من يريد تحريضه ضد الوطن أو بالأحرى ضد نفسه. فمن ذلك الذي يسعى إلى تدمير وطنه غير ذلك الضائع الذي لا يعرف أنه يدمر نفسه بنفسه، ويستخدم أساليب الهدم بدلاً من أن ينحت في الصخر لكي يبني.
مشكلة البطالة التي يعاني منها قطاع كبير من الشباب البحريني، هي جزء من أزمة عالمية تتضاعف تبعاتها يوماً بعد يوم. هي مشكلة جيل جديد من الشباب الضائع كما وصفه مكتب العمل الدولي في تقرير حديث أصدره منذ أيام. في ذلك التقرير حذر المكتب من أن نسبة البطالة في العالم بلغت مستوى قياسياً في العام الماضي قارب نحو 81 مليون عاطل عن العمل تتراوح أعمارهم بين 15 و 24 عاماً.
يشارك الشباب البحريني العاطل عن العمل أكثر من 81 مليون شاب حول العالم يبحث عن عمل يضمن له حياة كريمة فلا يجده. تعددت الأسباب، الأزمة الاقتصادية، عدم اعتماد الكفاءة في التوظيف، العمالة الأجنبية أو قلة فرص العمل. النتيجة واحدة: شباب يشعر بالضياع، تنهار أحلامه تباعاً ويتمزق من أجلها، يمضي عمره في انتظار فرصة ما، يستمر في المحاولة أملاً أو يتوقف عن المحاولة يأساً.
واليأس والإحباط هي أرض خصبة للنقمة، نقمة على حظه، أو على أهله وبيئته، أوعلى واقعه، أو حتى على وطنه. وشباب ضائع ناقم، هو استثمار متميز لمن يريد أن يشعل فتيل النقمة ويستخدمها لهدف آخر. ولسنا نناقش ما هو هذا الهدف الآخر وما مدى نبله، إننا نناقش هذا الشباب الذي قد يستخدم معولاً للهدم في الوقت الذي كان يفترض أن يكون بركة للبناء والتعمير. وقد يفني كنز شبابه في قضية قد لا يعرف بالضرورة هل هي عادلة له.
الشباب هو عصب التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والتخلي عنه ليواجه مصيراً من الضياع أو اليأس هو خسارة اقتصادية واجتماعية لابد أن تخل باستقرار المجتمع بل وحتى أمنه. وفي المقابل فإن الاستثمار في الشباب، وإشعاره بأن فرصه محفوظة وأحلامه قابلة للتحقيق هو استثمار في أمن الوطن قبل أن يكون قطعاً للطريق على أي محاولة لسرقة شبابه.
لنترك كل النقاشات السياسية المحلية جانباً. الشباب البحريني بسيط وما يحتاجه بسيط أيضاً، فرص عمل وحياة كريمة تشعره بأنه ينال كافة حقوقه، وهي حاجات أكدت عليها القيادة السياسية قبل أن تؤكد عليها القوى السياسية وعموم الناس. لو توافرت هذه الحاجات البسيطة جداً ستختفي النقمة، سيختفي اليأس، سيعود الأمل حياً وسيجد الشباب طريقاً له وسط الضياع. هو حل سهل نظرياً وصعب في التطبيق طبعاً، لكنه يجب أن لا يغيب عن أذهاننا لأنه لب المشكلة. نعم، البركة في الشباب البحريني، إنه قادر على العطاء ومليء بالإبداع، ليس مخرباً ولا غوغائياً، ولو وجد الفرصة الحقيقية في الحياة الكريمة فلن يستجيب لأي صوت يقول له عكس ذلك
إقرأ أيضا لـ "ندى الوادي"العدد 2900 - السبت 14 أغسطس 2010م الموافق 04 رمضان 1431هـ
يحيا العدل
97% من الوظائف الى الأجانب مو حرام مو ظلم نصفق للحكومة يعني نصفق لا حول ولا قوة الا بالله
نخاف نقول ان هذا ظلم يمكن موظلم يمكن توزيع عادل للثروة !!
لازم نصفق ورا الكاتبة عشان تخلون التعليق؟
أحنا قلنا مخ الإختلاف معاها وباحترام في بعض الأمور الا إن هذا المقال فيه أفكار نتفق معها
السؤال هل تختفي الاسباب؟
تشخيص صحيح لاحد بواعث النقمةن ولكن هل من مستمع؟ ام تستمر الاسباب من تمييز وعدم اعتماد الكفاءة وواسطة ومحسوبيات.....؟
مع اختلافي مع بعض أفكاركم سيدتي
إلا أن ذلك أفضل ما قرأت
"إنه قادر على العطاء ومليء بالإبداع، ليس مخرباً ولا غوغائياً، ولو وجد الفرصة الحقيقية في الحياة الكريمة فلن يستجيب لأي صوت يقول له عكس ذلك"
والعتب واللوم على الحكومة الرشيدة
اي شباب؟
578 وظييفة راتبها فوق 1000 دينار لم يحظى الشباب البحرينيون منها الا ب 13 وظيفة أي 97% من هذه الوظائف ذهبت للأجانب فهل للشباب مكان في هذا المجتمع الذي لا يرى إلا الأجنبي وكان الشباب البحرين متخلفين ولا يصلحوا لوظائف من هذا النوع . إلا يؤدي هذا إلى الإحباط المتكرر لدى هؤلاء الشباب