مرزوق حاول حضور احتفال وضع حجر الأساس للمدينة الشمالية، ولدى وصوله ساحل أبوصبح طلب منه احد أفراد الشرطة بطاقة الدعوة. غير ان مرزوقا استغرب من الطلب وقال: «أنا لم أتسلم أي بطاقة دعوة من المحافظة الشمالية». وبعد خمس دقائق من الحديث مع الشرطي بلهجة نصفها بحرينية والنصف الآخر مخلوط خلطة عجيبة، حوّله الشرطي الى شخص آخر واقف على البوابة الاخرى. وهناك استقبله الشخص الآخر بلهجة بحرينية واضحة وقال له: «أنا لديّ أوامر بعدم السماح لأي شخص ليست لديه بطاقة دعوة» مرزوق استشاط غضبا وقال: «انا مرزوق، رئيس اللجنة التأسيسية لجمعية من لا برج لهم، ولا تسمحون لي بدخول الخيمة للالتقاء بسمو ولي العهد؟! ألا تعلمون انكم تهينون اكبر جمعية سياسية غير سياسية في البحرين؟ ألا تعلمون ان عدم السماح لي بالدخول يعني ان اعضاء جمعية من لا برج لهم في المحافظة الشمالية سيعتبرون ان حظهم ازداد سوءا لعدم السماح لهم حتى بالسلام على ولي العهد؟

الشرطي اعتذر بأسلوب مؤدب: «والله يا خوي انا عندي أوامر، وما اقدر اخليك تدخل، وانا مالي شغل انت تمثل جمعية لو مو جمعية روح حصل على بطاقة دعوة واخليك تدخل...»

مرزوق استغرب من عدم توجيه المحافظة دعوة إليه على رغم أنه يمثل شريحة كبيرة من المواطنين، وقرر أن يتحدث بصوت عالٍ بعد انتهاء مراسم الحفل... إلا ان المفاجأة الكبرى لمرزوق هي عندما التقى أحد أعضاء المجلس البلدي بالمحافظة الشمالية. فعضو المجلس البلدي بادر مرزوق بالقول: «وينك يا مرزوق لو زين دخلت الخيمة وشفت». مرزوق وباستغراب: «ماذا تقصد؟»

عضو المجلس البلدي: «تعرف حتى رئيس المجلس البلدي كان مهمَلا في الحفل وان المنظمين لم يدعوه لأن يكون ضمن هيئة الاستقبال؟ أتصدق انه كان جالسا في الكراسي الخلفية؟ أتصدق أنه لم يعلم بالاحتفال إلا من خلال ابنه الذي عرف بالحفل من المدرسة؟ أتصدق أن رئيس المجلس البلدي لم يطلب إليه ان يلقي كلمة الأهالي على رغم انه الشخص الأول المنتخب من الأهالي في هذه المنطقة؟

مرزوق «داخ» لدى سماعه هذا الكلام وقال: «ربما ان المحافظة تقصد بكلمة الأهالي هم الأهالي الذين سيسكنون المدينة الشمالية، وربما ان المحافظة اعتقدت ان أولئك الأهالي لن يكونوا من أهالي المحافظة الشمالية، وتصرفت بحسن نية وقامت بتمثيل من لا وجود لهم، لأنها في الأساس لا تعتمد على الانتخاب. ولذلك فإنها تمثل صفرا من الناس الذين لم يسكنوا بعد المدينة الشمالية».

عضو المجلس البلدي مقاطعا: «بسّك من الطنز يا مرزوق، هذه إهانة لا أستطيع ان أتحمَّلها أبدا...».

مرزوق فرح كثيرا وهو يستمع إلى عضو المجلس البلدي، فمن ناحية ليس فقط هو الذي كان مطرودا ولم يسمح له بالمشاركة، بل ان أعضاء المجلس البلدي ورئيسهم كانوا أيضا مطرودين. وفرح مرزوق أيضا لأنه قرر دعوة جميع أعضاء المجلس البلدي بالمحافظة الشمالية إلى الانضمام إلى جمعية من لا برج لهم