الجدران كلها ـ من دون استثناء ـ لاسيما الجدران البيضاء... غاية يستخدمها البعض للتعبير عما يتفجر في وجدانه من أفكار وآراء لا يستطيع ـ في رأيه الشخصي ـ ان يبثها عبر وسائل الإعلام الموجودة. هذه الظاهرة كانت ومازالت منتشرة في قرى البحرين ومدنها فمنذ بداية التسعينات وحتى يومنا هذا ما زالت الجدران وسيلة يستغلها الكثيرون لبث شجونهم... فلماذا؟! استطلع مراسلنا آراء المواطنين في هذا الشأن فكانت الإجابات التالية:
مختار الوالي: «كانت ومازالت مشاعر الخوف هي السبب الرئيسي في فعل ذلك، فالشاب الذي لا يحصل متنفسا يحضن أفكاره، ووسيلة يبث من خلالها ما يحمل من مشكلات وهموم، سيتوجه في النهاية إلى جدران المنازل ليوصل كل ما يريد، لكل من يريد».
علي أحمد: «إن هذه الأفعال تعتبر اعتداء على ممتلكات الآخرين، ومهما كان تبرير الفاعلين، فإن ذلك يبقى خطأ لا يقبله أحد. لو سألنا الفاعل عما اذا كان سيقبل أن يشوه الآخرون جدار بيته الجديد... فهل سيقبل؟!».
محمد سعيد: «المشكلة ليست في الكتابات وليست في مضمونها، المشكلة التي تواجهها هذه الظاهرة هي قبول أو رفض صاحب الملك في التصرف بملكه، فربما أكون راضيا بأن يكتب أحدهم على جدار منزلي، لكني لا أضمن أن يكون الجميع راضين عن ذلك».
عبدالله جعفر: «حسب علمي، هذا العمل والأعمال المشابهة له غير مقبولة بتاتا من الناحية الشرعية، إذ إن هذا العمل هو اعتداء صارخ على أملاك الآخرين وهذا ما لا يقبله الشرع، ولا يقبله المجتمع».
عبدالإمام أحمد: «أعتبر ما يحدث من اضطرار الشباب إلى الكتابة على الجدران هموما أنتجته سياسة القمع لحرية الرأي منذ أيام أمن الدولة».
سيد فاضل سيد علي: «لم نكن لنفعل ذلك لو أننا وجدنا صحيفة أو تلفازا أو إذاعة تنشر آراءنا وهمومنا وهواجسنا اليومية. إن الكتابة على الجدران كانت طريقنا الوحيد الذي نستطيع من خلاله التعبير بحرية لأنهم لم يتركوا لنا مجالا... المنتديات يغلقونها، الصحف مراقبة، والتلفاز... من المحال أن يذكر ما يخالف رأي المسئولين فيه... فأين نلجأ يا أخي... أخبرني !!».
أحد المواطنين والذي طلب عدم ذكر اسمه يقول «هذا شيء فرضه الواقع المرير علينا، ولم يكن الشباب ليستخدموا هذه الطرق إلا بعد أن أُقفلت أمامهم أبواب التعبير عن الرأي جميعها»
العدد 29 - الجمعة 04 أكتوبر 2002م الموافق 27 رجب 1423هـ