العدد 2897 - الأربعاء 11 أغسطس 2010م الموافق 01 رمضان 1431هـ

ابعثوها إلى وزير الصحة!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في الساعة الثامنة و57 دقيقة من مساء أمس الأول (الثلثاء)، وأثناء محاضرةٍ دينيةٍ، تلقيت رسالةً هاتفيةً تقول: «الحالة رقم 23، محمود داوود، جنوسان، يفارق الحياة قبل ساعة في مجمع السلمانية».

بعد 12 ساعة فحسب، وفي الساعة التاسعة و22 دقيقة من صباح أمس (الأربعاء)، وفي طريقي للمقبرة لمواراة أحد الأقارب الثرى، وصلتني رسالة هاتفية أخرى تقول: «في ذمة الله جاسم علي عبدالحسين، المعامير، الحالة رقم 24».

القرّاء اليوم باتوا يعرفون ماذا تعني هذه الأرقام، التي عزّزت ما كنا نقوله مراراً، من ارتفاع معدل ضحايا السكلر إلى ثلاثة بعد أن كانت مستقرةً لسنوات على ضحيتين في الشهر. ويحزنني أن أقول إن العدد مرشحٌ للارتفاع أكثر، مع كل هذه اللاأبالية والاستهتار الذي تبديه الوزارة وطاقمها الإداري العتيد، بأرواح الشباب من مرضى السكلر.

الأسبوع الماضي، وفي يوم الثلثاء تحديداً، سقط أربعة ضحايا (شابان وشابتان بين العشرينات والثلاثينات)، أما الثلثاء الماضي فقد سقط شابان آخران (في الخامسة والعشرين). والمفترض أن يدق ذلك ناقوس الخطر فتعلن وزارة الصحة حالة استنفار قصوى لمعرفة هذا الذي يحدث لأول مرةٍ في تاريخ المرض، وفي تاريخ وزارة الصحة منذ تأسيسها قبل خمسة عقود.

قبل ثلاثة أعوام نشب حريقٌ في أحد مستشفيات دولة الكويت الشقيقة، فاستقالت وزيرة الصحة آنذاك معصومة المبارك؛ لأنها مسئولة أدبياً أمام الناس. أما لدينا فإننا نحلم بيومٍ يخرج فيه وزيرٌ واحدٌ فقط في أي وزارة متعثرة، ليعلن استقالته ويعتذر للناس عن تقصيره. بل سيجد له مجموعةً من «الورّاقين الجدد» الذين يدافعون عنهم، ويزيّنون سياساتهم، ويبرّرون أخطاءهم، ويشتمون من ينتقدهم، تزلفاً وتملقاً واستنفاعاً.

إن من سخرية الإدارة أن يخرج مدير المستشفيات لينتقد مجموعةً من مرضى السكلر الذين تجمّعوا أمام بوابة طوارئ السلمانية لإشعال الشموع، تعبيراً عن حزنهم على رحيل زملائهم في الجناح، ويعتبر عملهم غير قانوني. ومع كل هذه الوفيات، يخرج أمس الوكيل ببيانٍ إنشائي طويل، ليقنع العالم بأن الوزارة «تولي اهتماماً خاصّاً لمرضى السكلر الذين يحظون باهتمام بالغ من جميع العاملين الصحيين... وتحرص على التصدي لمشاكلهم الصحية وتطوير طرق وأساليب العلاج وبما يستجد علميّاً»!

الوكيل كرّر ما قاله الوزير قبل شهرين من أن الوزارة «ماضية بإنشاء مركز للأمراض الوراثية سيُخصّص لاستقبال المرضى المصابين بالسكلر وأمراض الدم الوراثية الأخرى»، وهو وعدٌ لن يتحقق قبل عامين في أقرب تقدير، هذا إذا لم يتأخر أربعة أو خمسة أعوام، حسب خبرتنا كمواطنين بهذه الوزارة الباردة.

الوكيل يتحدّث عن «اهتمام خاص» في قسم الطوارئ بمرضى السكلر، بينما هم يشكون من نقص الأسرة، وسوء معاملة بعض الأطباء الذين يعتبرونهم جماعةً من المدمنين، وهو أمرٌ يستحق التحقيق والمحاسبة لمن يثبت خطؤه. وإذا علمنا أن مرضى السكلر يشغلون خمسة أسرة من إجمالي 11 سريراً بوحدة العناية القصوى، وأكثر من 80 سريراً في مختلف أجنحة المجمع، سنكتشف حجم المعاناة الحقيقية التي يعيشونها، وخصوصاً بعد زيادة عدد الوفيات في صفوفهم بصورةٍ غير مسبوقة، ولا يمكن إنكارها أو التهرب من مسئوليتها.

الصحة تنتظر قراراً سياسياً يصحّح أوضاعها الإدارية التي تعاني من الاختلال. وهو اختلالٌ أول من يدفع ضريبته مرضى السكلر العالقون بين الموت والحياة.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2897 - الأربعاء 11 أغسطس 2010م الموافق 01 رمضان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 32 | 4:34 م

      الاستراحة لم تغير من الوضع شيئا!!

      بقد كنت مشغولة بالامتحانات في الآونة الأخيرة فأعطيت نفسي استراحة قصيرة من الأخبار مرئية كانت أم مقروءة وظننت بأنني عندما أنتهي من استراحتي سأقرأ في مواضيع متجددة نتيجة تعديل "أهم" أوضاع البلد لكنني حقا كنت مخطئة فهي لم تعط نفسها فرصة للاستراحة والسكينة ورحم الله من قال لقد اسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي
      ..لا أصدق أنني ما أزال أن أقرأ عن ضحايا السكلر!! يرحمهم الله برحمته الواسعة ويدخلهم في فسيح جناته ويصبر أحباءهم وأهلهم

    • زائر 29 | 12:44 م

      مطلوب وعي

      وع تزايد وفيات السكلر
      والالم لفقدانهم
      الا ان بعض الشباب وتحت ما يسمى " بالحب"
      يصرون على الارتباط والزواج
      وكل منهم حامل سكلر
      والنتيجة
      اولاد للعذاب والمستشفيات
      ومن ثم الموت

    • زائر 27 | 9:32 ص

      جدحفصي "الطائفية.....!!"

      أضم صوتي الى صوت الزائر رقم 10 "الفيلسوف" ان السبب الرئيسي لاهمال ....ملف "السكلر" وبكل صراحة و ان المصابين هم ينتمون للطائف الشيعية (بحارنة) وهذا المرض الوراثي يتركز في هذة الفئة فقط من فءات الوطن . فالقضية طائفية بمتياز .وهذا مايجب ان نضع ايدينا علية بدون لف اودوران . أعتقد ان على النواب دور كبير في محاسبت السؤولين الكبار في وزارة الصحة...

    • زائر 26 | 8:54 ص

      الحقيقة

      إن ما يجري يا سيدنا لهذه الفئة المبتلاة ليس بمعزل عن تنفيذ المخطط المشر إليه في تعليقٍ على مقال الدكتور منصور تحت عنوان الحقيقة,ولعله من المؤسف أننا بما نحن عليه من أسلوب المواجهة لن نغير شيئاً وعلينا أن نبحث عن وسائل أخرى مثل:1-فضح الوضع أمام المنظمات الدولية والقوى العظمى.2-اعتماد المقاومة السلبية بأقصى مستوىً ممكن.3- التوعية الشاملة والمتنوعة بالمقاومة السلبية علماً بأن الوقت لايخدمنا كمواطنين في حين يخدم المدمرين كثيراً.

    • زائر 25 | 8:20 ص

      مجلس وزارء جديد

      الحل الأكيد
      في وزراء جدد توجد في أسرهم المرض ؟؟
      او
      ممكن في النواب او الشورى !!

    • زائر 24 | 7:28 ص

      يوم بعد يوم

      أنا أحد المرضى و أرقد حاليا في المستشفى
      في كل يوم أسمع عن أحد اخوتنا و أخواتنا يفادقنا
      في أي لحظة نتوقع أن أكون أنا الضحية القادمة
      كيف ستكون حالتنا النفسيه
      هناك بعض المرضى يضطر إلى الخروج من المستشفى قبل اكمال علاجه
      و السبب الحالة النفسية التي نعيشها

    • زائر 23 | 7:19 ص

      كان الله لكم يامرضى السكلر

      شباب في عمر الزهور يذبلون مو حراااااااام ؟

    • زائر 22 | 7:18 ص

      على الوزير الإستقالة فورا

      في بلد آخر بسهولة تتم استقالة الحكومة وليس الوزير فحسب - 24 ضحية تجعل الوزير فقط يجتمع !!!
      إذا لعنا التجنيس يقال لنا وما علاقة التجنيس بالرغم من العلاقة الواضحة !

    • زائر 21 | 6:33 ص

      ابعثوها للوزير

      صحيح.. ابعثوا هالمسجات إلى وزير الصحة. ابعثوا هالمقالات إلى وزير الصحة. نتمنى أن يقرأوها وياخذوا اكشن. والله يهدي الجميع.

    • زائر 20 | 4:58 ص

      السؤال لوزير الصحة ؟؟؟

      وزير الصحة هو المسئول عن التقصير في وزارته و هؤلاء الضحايا هو من يتحمل مسئوليتهم يتحدوثون عن التطوير و لا ندري أين هو التطوير في السرقات أم في التجاوزات أم في الإهمال فعلى حسب ما سمعنا أن السفير الفلاني ( ) أصابته جلطة خفيفة في كتفه و قامت الدنيا في المستشفى و لم تقعد إلا عندما غادر هذا السفير بسلام أما المواطنين و لأنهم مواطنين فهم لا يستحقون الحياة أو حتى حالة الاستنفار التي حصلت لمرض السفير الفلاني فمرضى السكلر لا يستحقونها فموت 24 ضحية أمر جدًا لأننا في مملكة البحرين
      بريد الشوق

    • زائر 19 | 4:57 ص

      سبب الوفاة

      وللعلم فقط ،، فإن متوفى جنوسان قد توفى بسبب تأخر الدم عليه ، وهذه رواية احد اقربائه عندما حكى وأكد بأن تأخر جلب الدم له سبب في وفاته .. شكرا استاذ قاسم على مقالك

    • زائر 17 | 4:09 ص

      مهزلة المهازل

      والله مهزلة لو في دولة ديمقراطية لاستقال الوزير من منصبه جراء هذه الوفيات، ولكن نحن في دولة السلب والنهب لا يهمهم الشعب

    • زائر 16 | 3:39 ص

      بارك الله فيك

      سيدنا
      هذا ما نواجه
      وهذا ما نعاني
      وهذا هو التهاون الذي لا تستفيق الوزارة لإنهاضه
      نشكرك على تعاطف قلمك مع هذه القضية الوطنية
      ونسأل الله أن تفتح الآذان الصماء

      والله هو الشافي والمعافي
      بحق محمد وآله الطاهرين

    • زائر 15 | 3:31 ص

      الى متى

      أثار التجنيس تلقي بظلالها على كل مناحي الحياة في البحرين في الفوضى في المستشفيات نتيجة للضغط على الخدمات الطبية وفي الشوارع نتيجة لمزاحمة مئات الآلاف من المجنسين وفي خدمات الإسكان وفي توفير فرص العمل للمواطنين نتيجة لإعطاء الأولوية للمجنسين والحقيقة أن المواطنين الأصلين جميعاً يشيعون من الحياة العملية وليس مرضى السكلر فقط

    • زائر 14 | 3:18 ص

      نصف ميزانية الصحة للأجانب (نصف المرضى أجانب ونصف الطاقم الطبي أجانب أيضا")..

      السبب ببساطه أن مستشفى السلمانية لا يستطيع خدمة المواطنين المرضى حيث العدد في تزايد والسبب لأن نصف الأسرة محجوزة للأجانب (الكل يلاحظ عندما يزور مريض في المستشفى بأن نصف المرضى في الغرفة أجانب - لا ويالمجان - بيتما في بلادهم لو تريد بندول تدفع ثمنه)..

    • فيلسوف | 2:42 ص

      رأي صريح وواقعي

      اللي حاصل الان لهؤلاء الشباب اللذين يتوفون في
      مقتبل اعمارهم يعود الى انهم من الطائفة الشيعية
      الكريمة ونستنتج ان الحاصل هو تهميش هذي الفئة
      وعدم اهتمامهم بهذي الفئة ولو كانوا اسمهم غير
      لحركوا ساكنهم لمعالجة هذي القضية الكبيرة و
      مشكله البحرين الطائفية والتمييز لانها تنتج عنها
      امور كثيرة واهمها السكلر وما شابه ذلك وكل
      المتوفين من الطائفة الشيعية ولماذا يا استاذ!

    • زائر 11 | 2:35 ص

      الصالحي

      (قبل ثلاثة أعوام نشب حريقٌ في أحد مستشفيات دولة الكويت الشقيقة، فاستقالت وزيرة الصحة آنذاك معصومة المبارك)
      لنفرض ان الوزير استقال من بحطون مكانه - بجيبون واحد يمشي علي نفس المنوال يا سيد هذي سياسة حكومه وليست سياسة وزاره - الوزير ما يقدر يشك خيط في ابره عندنا اللا اول جاي اليه امر شك الخيط في الابره واحنا كلنا عارفين هذا الشي.

    • زائر 10 | 2:23 ص

      لو كان هناك محاسبة وحساب للمسؤول ما حدث هذا

      غابت المحاسبة والحساب وحدث ما حدث ويحدث ارواح شباب والمسؤول لا يحرك ساكنا ما يفسر ذلك هل هي عدم الكفاءة او اللا مبالاة بارواح الشباب من قبل المسؤول هل يقدم المسؤول الاول في الوزارة على الاستقالة ويقبل المحاسبة ولجان تحقيق محايدة ام يبنتظر المكافأة له ولمن حوله ؟؟؟؟

    • زائر 9 | 1:58 ص

      الشاهد.

      عافانا الله واياكم اخواني ليس من المرض والبلاء فقط...لكن من هلوزارة الطرشاء الصمخاء العمياء ال...والتي حقيقة انعدمت بيننا وبينها الثقة كمواطن
      كمواطنينالنائحة عمت البلاد وأحزنت البلاد والعباد وكل يوم يطلع لك مسئول ويجي آخر ويجتر كلام من سبقه وتطلع لك حثالة متزلفين ومتملقين(سنانير سفرة)وينتقدون ويحكون ضدمطالب هلفقارة المرضى اللي مايحس فيهم الا المساكين اهلهم-لا ويقول خادم الحسين!! هذا بيتكونه يموت
      اشكره بعد ماقلت....شيء آخر الاّخادم الحسين!!.

    • زائر 8 | 1:39 ص

      خطا كبير

      خطا كبير قامت به الوفاق بعزل وزيرة الصحة ندى حفاظ

    • زائر 7 | 12:59 ص

      بارك الله فيك سيدنا

      السلام عليكم , سيدنا انت والغيارى من الكتاب املنا الوحيد في هذا الوطن , التقيت بالشاب جاسم لمره واحده فقط في المستشفى اكيد , كان نعم الشاب الخلوق الخادم للأمام الحسين عليه السلام , واحنا انشاء الله راح نموت واحنا خدام للأمام ع , سيدنا احنا عندنا اشغال ووظائف محترمه وعندنا عائلات , والدكاتره في المستشفى يوجهون الاهانات لنا واحنا كبار , اليهال ما ترضى بهذي الاهانات , بس الظاهر الوزير راضي انه يهان المواطن البحريني على ارضه وفي وزارته . احنا نشد على ايديكم في صحيفتنا , ولا تتوقف يا سيدنا عن الكتابه

    • زائر 6 | 12:49 ص

      لاحياة لمن تنادي

      لقد أسمعت لو ناديت حياً *ولكن لا حياة لمن تنادي
      ونارُُ لو نفخت بها أضاءت* ولكن ضاع نفخك في رمادِ
      ياسيدي المحترم هؤلاء المرضى أنت أدرى من يكونون حتى تعرف لماذا كل هذا الإهمال!!!

    • زائر 4 | 12:13 ص

      ابن المصلى

      سيد ماتشوفهم في الصورة هي مسئولين قائمين على الصحة كل واحد مستلقي على الكرسي يحسب نفسه على كرنيش الملك فيصل ويش ها لسالفة الناس في فلك عظيم والدير ه مختبصه والشعب في حداد على هؤلاء الشباب الذين يتصاقطون كاوراق الشجر في فصل الخريف خرجوا الينا بتشكيل لجنة عجل صبري ياحريقةسار لين مايجبون لش ماء من عين لحننية الين انترست المقابر وصارت النوائح في كل مدينة وقريه بعدين بتطلع لينا لجنة لهرار تبرر الأخطاء والتقصير وبتلوم المرضى واهاليهم ليش يشعلون الشموع امام المستشفى تستاهلون هذا وازيد الله هو المعين

    • زائر 3 | 10:14 م

      بهلول

      لا تظلموا سعادة الوزير فهو غير مسئول ،
      غير مسئول لآنه ببساطة غير متواجد في البلد، هو في إجازة يستحقها في ربوع سويسرا بعد عناء العمل و سيل الإنتفادات المتلاحقة وأؤكد لكم أنه لو كان متواجداً هنا لمنع هذه الحالات من الحدوث !
      ثم لماذا تنظرون إلى أعداد الضحايا و لا تلتفتون إلى خصال الوزير ومزاياه ؟ شوفو النخوة و الإيثار لديه عندما رفض زيادة ميزانية الوزارة و قال لا نحتاجها فهناك وزارات أحوج منا إليها خصوصاً وأن تلك الوزارات ترعى و توظف و تسكن وتجوز ضيوفنا الكرام من الخارج.

    • زائر 2 | 9:52 م

      القهر و المقهورين

      "الا لعنة الله على القوم الظالمين"
      القران الكريم

    • زائر 1 | 9:39 م

      إني أرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها

      ما يقدر على .... يقدر على العدة، ما يقدر على مرض السكلر يقدر على مرضى السكلر

اقرأ ايضاً