عندما قال رئيس «جمعية البحرين لرعاية مرضى السكلر» زكريا الكاظم خلال أحد المؤتمرات الصحافية التي عقدت في العام الماضي بأنه يتوقع ارتفاع نسبة وفيات مرضى السكلر في العام 2010، قلت في نفسي: ربما يبالغ، ولا أتمنى أن يصدق القول.
لكنني اليوم وبعد أن راح ضحية هذا المرض 22 مريضاً منذ مطلع العام الجاري جراء مضاعفات مرض السكلر، أربعة منهم أفجعوا قلوب «المسكلرين» قبل غيرهم في الثالث من أغسطس/ آب الجاري، أقف مكتوفة الأيدي وحالي من حالهم في انتظار أن تتحرك الدولة باتجاه خطوات حقيقية تنهي ما يجري في حق أبناء هذه الفئة بدلاً من الاكتفاء بإصدار البيانات والتوجيهات فقط.
إن ملف مرضى السكلر في البحرين لا يقل أهمية عن أي ملف آخر، والفئة المصابون به لا يقلون أهمية عن أية فئة أخرى، ومن المفترض أن يتم التعامل معهم على اعتبار أنهم من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة الذين ينتظرون تقديم المعاملة الخاصة بهم، ولكن للأسف الشديد فإن الكثير منا لا يزال لا يفهم ولا يدرك الآثار السلبية التي يتركها «السكلر» على مصابيه، وبالتالي لا يعرف كيف يحسن إليهم. وفي الوقت نفسه، لا يمكننا تجاهل وتجاوز الأخطاء التي قام بها وأوجدها آباء أبنائنا الذين أصيبوا بالسكلر، ليسوا من الأميين وإنما من الفئة المتعلمة والمثقفة، الذين أوجدوا إعاقة في أبنائهم وربما كانت إعاقة مقصودة.
هنا لابد من أن يفهم المصابون الذين يصرون على التزاوج، أن استمرارهم أو غيرهم في الارتباط بمصابين أو حاملين للمرض باسم الحب أو باسم زواج الأقارب أو غيرهما من الأعذار هي غير المقبولة على الإطلاق، ولابد لهم أن يفهموا أنه سيأتي اليوم الذي تحل فيه عليهم لعنة حقيقية ربما تكون في أقرب الناس إليهم، وهم أبناؤهم، فماذا ينتظرون؟ وإلى أين يسيرون بجيل المستقبل؟ هل يريدون أن يكونوا كالحكومات التي تنتظر وقوع الكوارث حتى يعدلوا ما تلف ومن ثم يلوموا الزمن؟ أم إنهم غير مراقبين لما يحدث لمصابي السكلر الذين يعانون الكثير من المشكلات مع مختلف الجهات بدءاً من الإجازات التي لا تراعيهم، وصولاً إلى عقدة التوظيف وحتى الزواج؛ التي باتت فئة أخرى من الناس تبتعد مسافات طويلة جداً عندما تسمع أن المتقدم بخطبة ابنتهم مصاب بالسكلر أو حتى حامل بالمرض، لذلك لا نجد أمامنا إلا زواج مصاب بحامل أو مصاب بمصاب لنبدأ معاناة جديدة، أو نجد أن الفرد السليم يبتعد عن المصاب والحامل بالمرض خوفاً من المستقبل، وهنا نؤكد طول المشوار الذي أمامنا حتى تتطور بنا العقول، لأن كلتا النظريتين خطأ.
إن واقع مرضى ومصابي السكلر في البحرين سيئ وسيئ جداً، وما يزيده سوءاً هو عدم وجود أي اهتمام بهم ولا قوانين تراعي ظروفهم الصحية قبل أي ظروف أخرى... ربما يكون للتزاوج نصيب كبير منها، ولكن بالتأكيد لجميع الخدمات التي تقدم لهم وفي مقدمتها الخدمات الصحية دور كبير في رعاية أبناء «السكلر» حتى لا تتكرر مأساة وفاة أربعة خلال 24 ساعة فقط.
إقرأ أيضا لـ "فرح العوض"العدد 2896 - الثلثاء 10 أغسطس 2010م الموافق 29 شعبان 1431هـ
من المسئول؟
السلام عليكم أختي فرح..
ابنتي البكر مصابة بالسكلر و أنا و زوجي و لله الحمد من الفئة الميقفة و المتعلمة و نعي تماما مخاطر أن يكون لديك مصاب في بيتك.. و لكن هذا ما حصل في الفحص قبل الزواج..أخبروا زوجي بأنه مصاب بنقص الخمير فقط و أنا حاملة للسكلر و بالتالي لم يكن هناك ضير في ارتباطنا علما بأني رفضت سابقيه بسبب حملهم للمرض.. و بعد زواجنا أكتشف في ملف العائلة بأن زوجي حامل للسكلر و ليس مصابا بنقص الخميرة فقط.. أخبريني من المسئول؟؟
ملك رحيم وشهر كريم
نناشد الملك صاحب القلب الكبي والعطوف على ابنائه ان يتكرم ويتعطف على هولاء الشباب ويشملهم بظرة رحيمه ويوجه المسؤلين برعايتهم والاهتمام بهم من اجل الوطن
القافلة تسير قدماَ
ستسير بهم القافلة إلى أن يفنى جميع المصابين بهذا المرض، ثم يأتي شخص ويصرح بأن شعب دلمون اللذي يحمل جين السكلر ليس له علاقة نسب جذرية مع سكان البحرين اليوم فهم -السكان الحاليون- خالون من مرض السكلر
يا مجير
لا إله إلا الله، شكراً لكِ أستاذة العوض على الإهتمام بالمصابين بالسكلر، فهو أحوج ما يكون لمن يهتم به ويسلط الضوء على قضيتهم، فاصابتهم هذه أصبحت قضية كبيرة جدا وفي كل يوم نفقد أخاً وأختاً لنا بسبب سوء الرعاية وعدم وجود كفاءات تناسب ما نلحظه من تفاقمات لحالات المصابين،،، شكراً لكِ مجدداً وفي ميزانِ حسناتكِ