قبل التطرق لمقال اليوم المتعلق بثقافتنا السياسية بشكل مباشر، أود توجيه جزيل الشكر إلى كل متداخل على مقالي الفائت سواء بالنقد أو بالتفاعل مع أصل فكرة المقال، فغالبية كتاب الأعمدة لا يطمحون في أكثر من هذه المساحة البسيطة التي تخصص من قبل القارئ مشكوراً للمناقشة الفكرية، وإن كانت لا تتوافق مع ما طرحه الكاتب، فالأصل من طرح مثل تلك القضايا هو الحوار وإثراء القارئ والكاتب على حد سواء، بعيداً عن التحزب والتعصب.
عند الحديث عن التنمية السياسية فالمقصود منها تنمية ثقافة المواطن السياسية، حيث إنه الحلقة الأهم في خطاب التنمية والحداثة وهو العنصر الرئيس والفاعل في التغيير والتطور، لذلك يسعى الساعون إلى تأكيد دور المواطن في إطار من المعرفة والوعي والثوابت الدستورية والوطنية التي دائماً ما تؤكد على أن الحوار بين الشركاء في المسئولية والتنمية، هو الطريق الأمثل للبناء، مع الأخذ بعين الاعتبار لشراكة أخرى تجسد حالة التنمية والتعددية والديمقراطية ومنها الجمعيات السياسية ومؤسسات المجتمع المدني والنقابات.
ولكن رغم كل ذلك، من الملاحظ عزوف الجمعيات السياسية عن التواجد بالبرامج التي ينظمها معهد البحرين للتنمية السياسية، علما بأن هذه البرامج لا تخرج عن ما هو مؤمل منها ألا وهو تنمية المواطن سياسياً، حيث تعد أحد أهداف المعهد التي تطرق لها المدير التنفيذي للمعهد عيسى الخياط عند افتتاحه إحدى الورش التي يقوم المعهد بتنظيمها بكلمات موجزة ومعبرة شملت رؤيته المستقبلية للمعهد، حيث تضمنت تلك الكلمات، أن المعهد يعمل على تعزيز أسس التنمية السياسية في إطار الشراكة الحقيقية بين مؤسسات الدولة وفئات المجتمع وفعالياته كافة من خلال مجتمع مدني معاصر، متسامح، منفتح، ومتماسك من منطلق تعزيز الثقافة الدستورية والثقافة الديمقراطية، ومعرفة بالحقوق المدنية والسياسية وما يقابلها من التزامات، وتحفيز المرأة والشباب ومؤسسات المجتمع المدني على القيام بدورها وواجبها نحو الوطن والمواطن في إطار المشاركة الوطنية، وفق قيم العدالة والمساواة والنزاهة والشفافية وتكافؤ الفرص وسيادة القانون، وصولاً الى تعزيز مشاركة المواطن في صنع القرار وتنفيذه.
ولكن ورغم كل ذلك إلا أنه لا تزال مشاركة الجمعيات بالبرامج المعدة من قبل المعهد محدودة جداً وفي أغلب الأحيان غير موجودة، علماً بأن هذه البرامج قد تساعد منتسبي الجمعيات اختصار المسافة المعرفية سواء كانت سياسية أم دستورية أو تشريعية، كما أن تواجدها سيكون عاملاً مساعداً للاستفزاز المعرفي مع الأساتذة المحاضرين.
لذلك نسأل لمَ عزوف تلك الجمعيات ولمَ ضعف المشاركة من قبلها، هل هو لسبب وصولها الكمال للثقافة السياسية أو لعدم الثقة أم الشك؟
إن المعهد يشهد نقلة نوعية من حيث الطرح في الوقت الراهن وذلك بالبرامج المعدة من قبله، وبتواصله مع جميع الشرائح السياسية، حيث هذا يعد مؤشراً إيجابياً للوصول بالجمعيات السياسية إلى الدرجة المرجوة منهم في الفقه السياسي والدستوري الذي بالتالي ينعكس على المواطنين بشكل عام.
لذلك نقول على الجمعيات السياسية والقوى المدنية أن تعلم بأن المرحلة المقبلة مليئة بتحديات أساسية ومهمة في تاريخ البحرين، وسيكون عنوانها الأساسي الشأن الاقتصادي والاجتماعي، ولكن بما أنكم اخترتم شعار السياسة مبدأ أساس لعملكم، فليكن ذلك ولننطلق من تلك البرامج التي تعزز المشاركة وتنمية الحياة بالجمعيات السياسية، مستنيرين بالمبادئ التي تم التوافق عليها في ميثاق العمل الوطني، وذلك بتعزيز هيبة الدولة وسيادتها بالحفاظ على الأمن العام، والاهتمام بالعملية التعليمية انطلاقاً من صلتها بالعملية الاجتماعية الحاضنة للتطور والنماء، والدعوة إلى التسامح ومحاربة الغلو والتطرف.
وإذا ما أردنا الوصول إلى ذلك على الجمعيات والقوى المدنية حضور مثل تلك البرامج على الرغم من اختلاف توجهاتها وأمزجتها، لنصل إلى الهدف الجامع وهو قبول الآخر وترسيخ الهوية الوطنية الجامعة.
ورمضان كريم للجميع.
إقرأ أيضا لـ "سلمان ناصر"العدد 2896 - الثلثاء 10 أغسطس 2010م الموافق 29 شعبان 1431هـ
رد علي المداخلة رقم 4 الجزء الثاني
لا يستثناء من ذلك من اي صدر ذلك الامر كنيسة كانت او معبد او مسجد او ماتم او اي هيئه سياسية كانت او عسكرية الكل حر في ما اختاره لم يزكي قانون محلي علي اخر دولي . لم يترددوا في الرد علي الاخوه والاخوات المشاركات وبصراحة . بصراحة اشكر المعهد علي ذلك متمثل في رئيسه التنفيذي دعيسى الخياط كما واشكر المحاضرين د احمد فرحان واد مروان المدرس د بدر محمد عادل راجيا ان تكون هناك فعاليات متعدده فبل الانتخابات عن ماتريده الدوله هو النافذ ليس موضوع المقالة اخي واخير اشكر كتابنا لتواجدهم وتقطيتهم احداث مهمة
رد علي زائر رقم 4 (1)
اولا انا من الذين حضروا الورشتين اقول وبصراحه المعهد شرح لنا العملية السياسيه ومراحها وانواعها من الناحية القانونيه كما هي عالميا ومحليا لم يمدح نظام متبع في دولة ما ضرب لنا امثله علي كل نوع واهو معمول به في فرنسا وبريطانيا وامريكا والكويت وقارنها بما هو عندنا لم يجامل في الشرح من الناحية القانونيه تكلم عن الانتخابات ومن خلالها طريقة الترشح والتصويت والمخالفات القانونيه والطعونات والمدد لكل منها والجرائم الانتخابيه ومنها تكفير الانسان في معتقده اذا اختار غير ما امر به لا يستثناء من ذلك من اي صدر
معهد البحرين للتمنية السياسية واجها فقط
قراءة الردود الأربعة .. البعض منها فيها كلام جيد والبعض الأخرى للمشاركة فقط .. اقولها انها هذا المعهد استحدث ليكون واجها سياسية في المنطقة لتشهد الدول المجاورة بتطور مملكة البحرين من الناحية السياسية ،، لكن البحرين وما تقوم به من امور تثير بها الجمعيات المعارض وغيرها ،، وفي الأخير اقول ماتبغيه الحكوة هو اللي سيحصل والجمعيات ومجلسي الشورى والنواب ليس لهم الا التناحر والتباكي مع بعص .
بوخالد الصراحه مبدع
الاخ الاستاذ بوخالد اشكرك على مقالك\\r\\nالا تعتقد معي بان حضور الجمعيات السياسيه \\r\\nلورش تعلم السياسه\\r\\nسيضعها في درج التتلمذ الابتداءي مما سيفقدها دور الاستاذ\\r\\nالحامل لعصاته ويدخل على التلاميذ ؟
مبارك عليكم الشهر وكل عام وانتم بخير
اخي بوخالد عاد هذي مالك حق فيها او لنقول انه حالفك الصوب الجمعيات متواجد بس بنقاب لعلهم يخجلون او قد تكون مكابره منهم او انهو من حظر منهم مغصوب فمنهم من يغادر في نصف الوقت ومهم من يهرب قبل دقائق من نهاية الورشه المجاور لي في ورشة العمل الاخيرة مندوب من وعد ومن حملة الدكتور منيره فخرو بتحديد ولا اعرفه رغم انني من الدائره الرابعة من الوسطى ولقد مازحته بانني ساترشح ضد الدكتوره وعندما استغرب قلت له انني من حملة المترشح حالد الشاعر مازحا علي العموم كان هناك بعض من الجمعيات السياسية .........
الحكم المسبق علي الأمور
أخي العزيز بوخالد يسعدلي صباحك ومبارك عليك الشهر وعلي الأسرة الكريمة أخي الفاظل ليست المشكلة في التنمية السياسية أو في ورش العمل المشكلة في الحكم المسبق علي كثير من الأمور بسوء النيه وهذه مشكلة كبيرة تواجه التطور والتحديث وتحد من الثقافات الموجودة لدي بعض الناس وخصوصاً إذا كان التطوير من قبل الحكومة فهو محكوم علية بالفشل قبل أن يبتدي والسئوال الذي يطرح نفسة هنا كيف لنا أن نتطور أو نواكب التحديث في ظل هذه العقلية البالية أو بالعاميه الحليه) تحياتي لك وإلي الأمام (ولد الرفاع)
10/10
شكرا على المقال
اعتقد ان اعضاء الجمعيات السياسية و خاصة الدينية منها ممن يمثلون الشعب في قبة البرلمان يخشون الاخر و يخشون النقاش في حضور جمع من مختلف الاطياف لكي لا يتكشف مستوى المعرفة لديهم و تعرف حقيقة غالبيتهم فهم مجرد دمى تحرك من قبل مراجعهم.
شكرا
مشعل