العدد 2893 - السبت 07 أغسطس 2010م الموافق 26 شعبان 1431هـ

ضحايا السكلر

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

السكلر مشكلةٌ صحيةٌ إنسانيةٌ بالدرجة الأولى، ولا يجوز إخضاعها لأية مقاييس أو مساطر طائفية أو عرقية أو مناطقية.

الحديث عن السكلر هو حديث عن 18 ألف مصاب، وضعفي ذلك من حاملي المرض، ويجب ألا تفسر مناقشة هذه القضية على أنها إثارة واستهداف سياسي، فما أسهل تعليق حتى مشاكلنا الصحية على هذا المشجب الرديء.

لسنا أطباء ولا متخصصين، لكن ذلك لا يمنعنا كصحافةٍ، من مناقشة هذا الموضوع حتى ندفع بالأمور باتجاه الحل، خصوصاً بعدما تعقّد أكثر من السابق، وبات المرض يطيح بمزيد من الضحايا في سن الشباب. وهو مؤشرٌ خطيرٌ كان ينبغي على الوزير وطاقمه الإداري أن يدرسوه بدل الاعتقاد أن الصحافة تتصيّد عليهم أخطاءهم.

هناك خللٌ كبيرٌ في معالجة موضوع السكلر لا يمكن للصحة أن تتنصل من تبعاته، ولم أكن أتوقع أن يخاطب أحد المستشارين فتاةً مصابةً بقوله: «ليس لكم علاج ويجب أن تموتوا». فمثل هذا الشخص الذي يفتقر لأبسط أخلاقيات المهنة والذوق الإنساني السليم، يحتاج إلى دورة برمجة عصبية ليتعلّم كيف يخاطب المرضى ويخفّف من آلامهم الجسدية لا أن يفاقم معاناتهم النفسية.

السكلر من الأمراض الوراثية المستوطنة لدينا، وعلينا أن نتعامل معه كحقيقة من حقائق حياتنا وليس كأداة للمناكفات أو طأفنة للأمراض، فكلنا في شرع السكلر سواء. فهناك نوعان يتوزّعان علينا كبحرينيين، النوع المستوطن والنوع الإفريقي، وفي الحالتين يمكن أن يحوّل حياة المريض إلى معاناة دائمة مع المرض ومضاعفاته.

ليس من سمع كمن رأى وعاش فصول الألم. أحد القراء، وهو يعمل مسئولاً بالقطاع المصرفي، أحب المشاركة برأيه من واقع تجربة طالت عشرين عاماً: «أنا شخص ممن اُبتلي أحد أقرب الناس له بمرض فقر الدم المنجلي ألا وهي أم العيال رحمها الله، ومن خلال فترة العلاج التي استمرت قرابة العشرين عاماً بسبب المضاعفات، أعتقد أن أكثرها يعود لكمية المخدّر. فالمرضى يعانون من آلام مبرحة لا تحتمل فيعطيهم الطبيب جرعة أحياناً يصعب على الجسم تحملها فيتوقف القلب»، (وقضية المخدّر كثيراً ما تتردد على ألسنة المرضى).

يشير الرجل إلى حقيقة مهمة تحدث يومياً بقسم الطوارئ، وهو أن آلام السكلر الحادة تجعل حالة المريض مربكة للجميع. وينادي بتخصيص كادر تمريضي لديه خبرة في التعامل مع السكلر، فليس في إمكان أي ممرض التعامل مع مريض السكلر وخصوصاً أن معظمهم تتسدد شرايينهم بسبب استخدام السيلان فيصبح حتى تركيبه صعباً جداً. وهو يشهد بوجود أطباء وممرضون أكفاء لديهم القدرة على إسعاف مريض السكلر بسهولة، بينما افتقار البعض للخبرة والمعرفة الكافية بكيفية التعامل مع المرضى أو نوعية وكمية الدواء يزيد المعاناة، وينطبق ذلك - حسب رأيه - على المسعفين الجدد الذين استقدموا من الخارج. لذلك فإن تخصيص جناح لمرضى السكلر لن يحل المشكلة دون توفير كادر إسعافي وتمريضي وطبي له خبرة وفن في التعامل، حتى في مسألة فنية صغيرة كسحب عينة من الدم، الذي يصبح صعباً حين يقوم به ممرض ليس له دراية تامة بهذا المرض وهذه النوعية من المرضى.

السكلر مشكلةٌ وطنيةٌ، لها أبعادٌ صحية واجتماعية واقتصادية، يجب الاعتراف بخطورتها أولاً تمهيداً لمعالجتها، بعيداً عن لعبة الشد السياسي. إنهم بشرٌ يتألمون

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2893 - السبت 07 أغسطس 2010م الموافق 26 شعبان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 8:55 ص

      يفضلون الاهتمام بقضايه تافه عن الاهتمام بقضيه انسانيه

      نحن مرضى السكلر لايعتبرنا البعض بشر وكأننا أتينا من كوكب اخر اذا كانوا يسترخصون فينا الجناح بأمكمله بمافيه الغرف الخاصه يظهر قانون الغرف الخاصه في جناح مريضات السكلر يكون لمرضى عامين غير السكلر بحيث تتعب الممرضات لان اكثر المريضات يحتجن لتبديل لعدم قدرتهن على الحراك بحث نظل ننتظر مهدا الالم حتى تنتهي الممرضات من تحميم المريضات هل الممرضه آله تتحمل كلشيء وهن فقط ثلاث ممرضات فألى متى الاهمال ومرتين يكون معنا اضاص من السجن حيث كنا نصاب بالذعر والخوف هل هذا مكان لاستقبال مرضى سجناء ومعهم الشرطه؟

    • زائر 11 | 12:45 م

      ؟؟

      لو أحد الكبارية مصاب بالسكلر .. ساعته منشوف تحرك
      بس يخلف الله علينا، لا ابويي وزير ولا مدير ولا مسؤول عشان يتحركون

    • زائر 10 | 8:15 ص

      الحكومـــــــــــــــــــــــــــة هي المقصــــــــــــــــــــرة

      ويجب هن يفتح تحقيق

    • زائر 9 | 5:54 ص

      مصاب بنقص الخميره

      عزيزي الكاتب العلاج في ألمانيا بس الحكومة ماتساعد

    • زائر 8 | 3:08 ص

      اللي يقول ما في علاج هذا كذاب

      أحد أقربائي أصيب بمرض السكلر على صغر سنه . والده في بداية التسعينات أخذه إلى ألمانيا و عولج بطرق غير المعروفة في البحرين صحيح أنه قضى كذا شهر هناك و لكنه عندما عاد عاش لمدة ثمان سنوات بدون آلام أو أعراض للمرض و كأنه شخص سليم . ولكن اضطر إلى الدخول إلى مقصب السلمانية المركزي للعلاج من عارض صحي بسيط لا علاقة له بالمرض لتتدهور حالته بسبب أسلوبهم في العلاج و تبدأ مشاكله بالتفاقم . المستشفى مو فالح إلا في تخدير المرضى

    • زائر 7 | 2:46 ص

      غريب الرياض

      اتمنى ان يخصصوا مركز صحي او جناح لهم, و نتمنى ما يزيدوا, ويتم اجبار المجتمع على عدم الزواج في حال ان الاولاد بيكونوا مرضى سكلر

    • زائر 6 | 1:20 ص

      الديستالجسك

      الله يكون في عون اهاليهم والمجتمع اللي مايرحم هذه الفئة !!!!
      حتى حبوب الديستالجسك اللي تخفف الالالم على المرضى تم تغيير نوعيتها الى نوعيه بائسة جداً ... حسبي الله ونعمة الوكيل ويارب يكون في عونككم ويخفف عنكم الالالم يارب

    • زائر 5 | 1:10 ص

      أين البرامج التوعوية لهذا المرض

      هل خصصت وزارة الصحة بالتعاون مع وزارة الإعلام برنامجا توعوي يوضح للناس ويوعيهم ويحذرهم من مخاطر ومضاعفات بعض النزلات لهذا المرض
      ألا يستحق هذا البلاء تخصيص جزءا من برامج تلفزيون البحرين لمثل هذه البلوى
      ربما بكلمة او نصيحة من طبيب مختص تنقد حياة
      إنسان

    • فيلسوف | 1:02 ص

      علاج هذا المرض المزمن

      شكرا لك على هذا الموضوع يا استاذ . لاكن علاج
      هذا المرض لا يجب ان يكون من جهة واحدة فقط و
      انما يتطلب من جميع انواع المجتمعات علاج هذا
      الموضوع بطريقة واحدة الا وهي الوقاية ويتطلب من
      اصحاب الشان والخبرة حث وتوجيه هذا الجيل
      الجديد( القابلين للزواج) في الطريق الصحيح وايضا
      توعية المتزوجين بخطورة هذا المرض وتجنبه و
      ينقصنا في المجتمع فقط النصح والارشاد ولو كان
      موجود لما تعقدت الامور ووصلت لمراحل خطيرة
      والله يشافي جميع المرضى يارب

    • زائر 4 | 12:49 ص

      اجتثاث الاصل

      سبب الاهمال هو ان معظم المصابين هم من الاصل

    • زائر 3 | 12:40 ص

      يحتاجون للعناية المركزة ولا اسرة هناك

      هناك من مرضى السكلر ممن يحتاج النقل إلى العناية المركز وحيث أن هذا القسم محدود الأسرة فقد تذهب حياة بعض هؤلاء المرضى بسبب نقص الأسرة في قسم العناية وحسب ما أعرف أن هناك مشروع لتوسعة قسم العناية السؤال ولكن السؤال لماذا لم تتم هذه التوسعة منذ زمن حيث ان الحاجة ليست وليدة اليوم وإنما هي متفاقمة من سنين لماذا الإنتظار سنين لكي تتحرك الوزارة ؟
      هل أرواح الناس رخيصة إلى درجة تجعل التفكير في التوسعة والتحديث يأتي متاخرا وعلى أقل من مهل الوزارة الكلام كثير ولكن

    • زائر 2 | 12:17 ص

      سلمت ياسيد

      سلمت نفسك الأبية ياسيد قف مع هؤلآء المرضى بكل ماأوتيت من قوة لاتبالي اي لاتأخدك في الله لومة لآئم مساكين يتعدبون ويموتون في اليوم من الألم الشديد انا اعرف وغيري يعرف بأنك ستتهم مرة بالطائفية ومرة اخرى بأثارة الرأي العام لاكن هذا لايهم الله معك مادمت في نصرت هؤلاء وعلم يقينا بأن كل كلمة تكتبها ستسجل لك في ميزان حسناتك يوم لاينفع فيه مال ولابنون الله في عون العبد مادام العبد في عون اخيه سلمت يداك ياسيد ياسليل الأكارم والنسب والشرف العظيم ودمت دخرا للمسضعفين من الرجال والنساء

    • زائر 1 | 9:47 م

      الى متى

      الحلقة الأضعف اليوم هم مرضى السكلر ثم المواطن الأصلي الذي يعود أصله إلى مئات السنين ففي الوقت الذي سقط فيه مواطنون بحرينيون في مقتبل العمر ينتظرون سريراً ويدفعون ثمن الإهمال المترتب على الفوضى التي تعيشها البلاد من جراء التجنيس السياسي كان هناك مجنسون يستحوذون على الأسرة في المستشفى الذي بدأ يغص بالأعداد الهائلة من البشر الذين استجلبوا من كل مكان

اقرأ ايضاً