العدد 289 - السبت 21 يونيو 2003م الموافق 20 ربيع الثاني 1424هـ

من يعلّق الجرس؟

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

كثير من الناس يسألون: ما الذي يحدث في وزارة التربية؟

سؤال جوهري ولكن هل يعي المسئولون حجم «الأوجاع» الموجودة؟ قد يقول البعض ان هذا الكلام انشائي... اين هي الارقام؟ اين هي الوثائق؟ سواء عن البعثات أو تقديم الاجانب او غض الطرف عن الخريجين والخريجات في جميع التخصصات؟ أحد المسئولين قال: «هذا كلام انشائي وليس عليه دلائل!!»، وهذا التصريح الشفوي كلام جميل وهنا احب أن أطرح آلية عملية علمية لنضع النقاط على الحروف وامام الصحافة لنعرف هل ما يطرح في الصحافة حقائق ام اشارات؟ والناس تسأل، ومدرسون ينتظرون الاجابة وهناك آباء متوجسون من البعثات وخريجون وخريجات يأخذهم الغيظ لابقائهم في طوابير البطالة على رغم أن بعضهم من المبتعثين من قبل الوزارة.

وهل صحيح ان عددا كبيرا ممن يعملن على الحاسوب مؤهلهن الثانوية فقط وأن خريجات بمؤهلات بكالوريوس وغيرها عاطلات؟ هل هناك فساد حقيقي ام محض كلام في الهواء؟ هل صحيح ان قسم التقنيات 98 في المئة من موظفيه من الاجانب؟ وما قصة «الترسيب» في الامتحانات؟ ومنع الممتحنة من مشاهدة ورقة الامتحان؟ وما قصة مدرسي التدريب الوطني وتوقيف الرواتب عنهم لأشهر الاجازة؟ وهل صحيح ان حراس الامن لم تصرف لهم أموالهم مقابل عملهم الاضافي لاشهر طوال؟ وهل صحيح ان هناك - ونتيجة للفساد الاداري - من قُفِزَ به على القانون من الاجانب فانتقل - وبقدرة قادر - من مدرس احتياط إلى اختصاصي مناهج؟ وان المدرسين البحرينيين ومن بقوا 20 عاما يحلمون بهذه الرتبة مازالوا مصدومين بسماع الخبر؟ وما الاسباب وراء الفشل والرسوب الذريع في المرحلة الاعدادية إذ بلغت نسبة النجاح 54,2 في المئة في الشهادة الاعدادية فقط وفقط، اي نسبة الرسوب تكاد تصل إلى النصف؟ وهل صحيح ان لها علاقة بالمناهج وايضا لعدم فهم الطلبة «للهجة» بعض المدرسين؟ وهي مشكلة مازال يعاني منها ابناؤنا في المرحلة الابتدائية ما انعكس على مستوى الكثير منهم!!

هذه اسئلة تحتاج إلى اجابات. فلماذا لا تقوم الوزارة بعقد مؤتمر صحافي ونحن في عهد الشفافية لوضع النقاط على الحروف؟ بالامس فقط وصل إلي ملف كامل يحتوي على مشكلات ومصائب في ملف البعثات وبالارقام والنسب يكشف عن حجم التلاعب الذي حدث مرفوقا بمذكرة احتجاج ارفقت بالوثيقة وتم ارسالها إلى رئيس البعثات من قبل طلبة يحملون نسبة عالية (في التسعين) يشكون الظلم الذي وقع عليهم. هذه اسئلة ملحة تحتاج إلى اجابات شافية. نطلب ردا من الوزارة مع كل الاسئلة وخصوصا ان هذه الوثائق كما تسربت للصحافة تسربت إلى اماكن عدة وكما فهمت من الرسالة التي ارسلت إلي ان هذه الوثائق ارسلت إلى جمعيات ومؤسسات حقوقية محلية!!

هذه القضايا لا تحسم بالكلام العاطفي او الانشائي وانما برصد المشكلة وعلاجها بكل موضوعية وهذه هي المفارقة بيننا وبين الدول الاخرى المتطورة، فهناك يتم علاج الخطأ بكشفه والاعتراف به اما نحن فنعاني من أزمة اخفاء الرأس في التراب «خوفا من الفضائح» التي ان تركت ستقضي على كل انجاز اكتسبناه سياسيا أو تعليميا او اجتماعيا. نتمنى الرد.

ختاما نقول على جمعيات الشأن العام والجمعيات السياسية وكل الرموز الاسلامية والوطنية والجمعيات الحقوقية الترافع عن هؤلاء الخريجين والخريجات وما يقع عليهم من تعسف واضح، فالخريجات يأكلهن الفقر في البيوت وابناؤنا ممن بقوا تحت رحمة التدريب الوطني مهددون بتوقيف رواتبهم في حين يحظى كل الاجانب باستمرار الراتب بل باضافة راتب اضافي فضلا عن حصولهم على ضعف ما يمتلكه هؤلاء المواطنون والغريب في الامر تلك الاصوات التي ارتفعت مناشدة ابقاء من تم انهاء عقودهم من المدرسين على رغم ان الوطنية تقتضي ان تكون الوظيفة للمواطن اولا واخيرا. فهل نرمي الخريجات والخريجين من المواطنين في البحر تيمنا بكرم حاتم الطائي؟

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 289 - السبت 21 يونيو 2003م الموافق 20 ربيع الثاني 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً