العدد 2888 - الإثنين 02 أغسطس 2010م الموافق 20 شعبان 1431هـ

عربنا متى يستفيقون؟!

محمد علي الهرفي comments [at] alwasatnews.com

كاتب سعودي

حفل الأسبوع الماضي بكثير من الأحداث واللقاءات التي وصفت بأنها تهدف إلى رأب الصدع العربي، هذا الصدع الذي بدأ منذ عشرات السنين ومازال ولست أدري هل سيلتئم هذا الصدع أم سيبقى كما هو لسنوات لا نعرف مداها؟!

من أهم هذه الصدوع قضية فلسطين ـ أسأل الله أن يعيدها لأهلها سريعاً ـ فقد اجتمع ثلة من العرب تحت مظلة عربية لإطلاق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والصهاينة!

الشيء المؤكد أنهم جميعاً يعرفون أن المفاوضات التي استمرت قرابة الثلاثين عاما المباشرة منها وغير المباشرة لم تثمر إلا عن زيادة الاستيطان والتهجير القسري والحصار الخانق وزيادة أعداد المساجين وكل أنواع الإذلال للشعب الفلسطيني، كما أنهم يعرفون أن المفاوضات غير المباشرة التي أوشكت مدتها على الانتهاء هي الأخرى لم تحقق شيئاً، فما قيمة الحديث عن مفاوضات أثبتت فشلها المطلق؟! بل انها أعطت غطاء شرعياً للصهاينة للاستمرار في عمليات الاستيطان والتهجير على غرار ما يجري في القدس وبعض القرى العربية!

المجتمعون أوكلوا المسألة للقيادة الفلسطينية ـ ربما لأنهم خجلوا مما يقال عنهم في الشارع العربي ـ وكان من واجبهم أن يفعلوا شيئاً أكثر جدية وجدوى!، فأوكلوا المهمة إلى الشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء القطري ورئيس لجنة المبادرة العربية، كان ـ كعادته ـ أكثر وضوحاً من غيره فقال: إن ضعف العرب وتفرقهم هو الذي أدى إلى هذه النتيجة وإلا فإنهم أقوى من إسرائيل لكن تماسكها وتفرقهم هو السبب!

أحمد له هذه الصراحة وأتفق معه على كل كلمة قالها، ولكن أتمنى عليه وعلى سواه أن يجدوا حلاً لهذا الضعف الذي صنعوه هم بأنفسهم.

فرحت إسرائيل وأميركا بهذا القرار والمعروف أن ضغوطهم على العرب القابلين للخضوع هو الذي أدى إلى تلك النتيجة المضغوطة!

الواضح أن إسرائيل تستمر في تهويد القدس وتهجير أهلها بينما يستمر العرب في الحديث عن مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة حتى يأتي الوقت الذي لا يجدون شيئاً يتفاوضون عليه!

لبنان كانت المحطة الثانية حيث اتجه الملك عبدالله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الأسد وأمير قطر والهدف هو الاجتماع بالقيادات اللبنانية وحثها على التماسك إزاء ما قد يصدر من المحكمة الدولية بخصوص قتل الحريري، وخصوصاً أن حزب الله تحدث عن قرار قد يصدر من المحكمة متهمة بعض أفراده بالضلوع في قتل رفيق الحريري. المعروف ـ أيضاً ـ أن القيادات اللبنانية مختلفة الولاءات بل ان بعضها قاتل إلى جانب الصهاينة أثناء الحرب الأهلية، والمعروف كذلك أن بعض العرب هو من يصنع هذا التمزق بتأييده لهذا الفريق أو ذاك، والكل يعرف حقيقة ما يجري فكيف السبيل للحفاظ على الوحدة اللبنانية في هذه الظروف؟!

الشيء الآخر أن الصهاينة يخشون من المقاومة سواء أكانت في لبنان أم في فلسطين وهدفهم الأوحد هو القضاء عليها بكل الوسائل المتاحة فإذا فشلت وسائلهم عسكريا فليجربوا وسائل التفرقة الداخلية والاقتتال بين مختلف فئات المواطنين بمن فيهم المقاومة فهذا يضعف الجميع ويتيح لإسرائيل الفرصة لتكون فوق الجميع...

الأمم المتحدة ومنظماتها قد تدخل على الخط لتحقق للصهاينة بعض المكاسب لأن هذه المنظمة تضعف كثيراً أمام الأميركان، وتجارب العرب معها واضحة فهي ضدهم على طول الخط ومع الصهاينة على طول الخط ـ أيضاً ـ بصورة أو بأخرى حسب الظروف.

الوساطات العربية قد تحقق شيئاً لكنها ـ قطعاً ـ لن تحقق كل شيء مادام أهل الدار يتصارعون، وكُلٌّ يبحث عن مصالحه الشخصية ويدعي أنه يعمل من أجل لبنان!

الشيء الذي أعجبني أن سمو أمير قطر كان عملياً فاتجه للجنوب لتفقد المشاريع التي بنتها قطر هناك. هذا العمل يجعل الشعوب تشكر من قام بها، وقد لمست ذلك في اليمن عندما كان أهلها يثنون على الكويت بسبب المشاريع التي بنتها هناك وليتنا نجد مثل ذلك في غزة المحاصرة ليتحول كلام العرب إلى أفعال.

أعود إلى رأب الصدع العربي فأقول: إنه من المستحسن أن يقوم عقلاء العرب بمثل هذا العمل لكنهم لن يستطيعوا فعل ذلك مادام أن أهل الدار لا يفعلون شيئا لأنفسهم..

للأسف ان كل الأمم تتقدم وتبحث عن مصالحها الكبرى لكن «عربنا» يتقدمون للخلف لأنهم متفرقون ولا يرون إلا ما تحت أقدامهم.

إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"

العدد 2888 - الإثنين 02 أغسطس 2010م الموافق 20 شعبان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 3:45 م

      اين الفارس

      نريد فارسا مثل صلاح الدين يوحد العرب ثم يحوض بهم حربا لاسترداد بلاد المسلمين المسلوبة فمتى نجده

    • زائر 7 | 8:37 ص

      البلطجية

      اليوم اسرائيل استهدفت لبنان وقتلت بعض جنوده فماذا سيفعل العرب هنا دور المقاومة التي تحاربها اسرائيل وبعض العرب للاسف سنسمع بيانات لاقيمة لها

    • زائر 6 | 6:24 ص

      الاسلام هو الحل

      اتفق مع الكاتب على خطر الفر قة وأجزم أن الحل في الاسلام ولكن الكثير من الحكام لايريدون الاسلام لانه يحد من استغلالهم للأمة فالحل بيد الشعوب لأنها هي المتضررة أولا وأخيرا

    • زائر 5 | 5:36 ص

      نقطة انتهى السطر

      لم يتوحد العرب إلا عندما بعث الله رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالحق من عنده، ولن يتوحد العرب ما لم يتبعوا سيرة الرسول المبعوث إليهم من رب العزة. نقطة انتهى السطر

    • زائر 4 | 4:38 ص

      مقهور

      يظهرلي أن العربي بيموت من القهر لانه يعرف ان حكامه يقولون شئ ويفعلون شئ ثاني ولكن الأمل في الشعوب وشكرا للكاتب

      ا

    • زائر 3 | 4:28 ص

      اصدقوا

      لو أخلص الحكام لانتهت اسرائيل ولتحققت الوحدة الصادقة بين الشعوب

    • زائر 1 | 10:07 م

      لأمير قطر و الرجال

      بصراحة امير قطر رجل في عصر شح فيه الرجال الله يحفظه لشعبه و يزيده من خبره بموقفه اثبت للعالم كيف رجل السياسه ينصر المقاومين

اقرأ ايضاً